في احتفال أمام أعضاء الجالية اللبنانية في هيوستن تكساس وشخصيات من “فريق العمل الأميركي المعني بلبنان – ATFL“، قال المبعوث الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكستين إنّ الخطّ الأزرق هو خطّ الحدود بين لبنان وإسرائيل. وكان قد قام بالموقف ذاته خلال لقائه الباحثين في مؤسّسة كارنيغي في واشنطن. وأكّده في حديثه إلى قناة “فوكس نيوز” الاقتصادية. فهل يأتي بنيّة تكريس الأمر الواقع تحت سقف تقديم المساعدات للبنان لإنقاذه من أزمته المالية؟ أم همّه إعادة المستوطنين؟
ساد توجّس من زيارة الموفد الأميركي آموس هوكستين لبنان. إذ استبق زيارته بالإعلان أنّ الخطّ الأزرق هو خطّ الحدود بين إسرائيل ولبنان. وتحدّث في المقابل عن مساعدات اقتصادية. وفي هذا الإطار سجّل المعنيّون أنّ هوكستين لم يعد يتحدّث صراحة عن تطبيق القرار 1701، وأنّ قضيّته الأساسية هي تحقيق عودة المستوطنين الإسرائيليين إلى مستوطناتهم الشمالية. فيما تؤكّد معلومات من مصادر سياسية واسعة الاطّلاع لـ”أساس” أنّ الموفد الأميركي سيتحدّث عن 3 نقاط أساسية هي:
– عودة المستوطنين.
– تثبيت الخطّ الأزرق كخطّ حدود.
– وتراجع الحزب ثمانية كيلومترات شمالاً.
ويرى بعد ذلك إمكانية البحث مع إسرائيل وقف طلعاتها في الأجواء اللبنانية.
من المتعارف عليه دبلوماسياً أنّ هوكستين لا يحمل مقترحات أميركية. اعتاد زيارة لبنان آتياً من إسرائيل بمقترحات تكون إسرائيلية غير متّفق عليها في إدارته
مقترحات هوكستين: إسرائيلية لا أميركية
من المتعارف عليه دبلوماسياً أنّ هوكستين لا يحمل مقترحات أميركية. اعتاد زيارة لبنان آتياً من إسرائيل بمقترحات تكون إسرائيلية غير متّفق عليها في إدارته. ذلك أنّ الولايات المتحدة فوّضته إدارة الملفّ ولا تقترح عليه، بل تتلقّى التقارير التي يعدّها. بدليل أنّ سفارة بلاده في لبنان لم تكن على علم مسبق بزيارته، بل تبلّغت بعد شيوع خبر الزيارة بضرورة ترتيب مواعيد للموفد الأميركي في عين التينة والسراي الحكومي وقيادة الجيش. وتبيّن أنّ محطّته الأساسية هي عين التينة التي سيزورها لأكثر من مرّة.
في المعلومات الأوّلية أنّ هوكستين سيحمل في زيارته المقترح الذي سبق أن تحدّث عنه وينصّ على أنّ الخطّ الأزرق خطّ للحدود وعلى تراجع عناصر الحزب ثمانية كيلومترات عن الحدود مقابل تقديم مساعدات اقتصادية للبنان للخروج من أزمته.
لبنان سيرفض مقترحات آموس
هنا لا تستبعد مصادر سياسية واسعة الاطّلاع في حديثها لـ”أساس” أن يكون ما سيحمله هوكستين موضع خلاف جديد لأنّ لبنان يرفض اعتبار الخطّ الأزرق خطّ الحدود وإنّما خطّ انسحاب إسرائيل من أراضيه. وتقول المصادر إنّه سبق للبنان أن رسّم حدوده عام 1923 ثمّ عام 1949 وفق اتفاقية الهدنة المتّفق عليها بين الفرنسيين والبريطانيين برعاية الأمم المتحدة. وتنبّه المصادر إلى أنّ “اعتبار الخطّ الأزرق خطّ حدود أمر بالغ الخطورة”.
في المعلومات الأوّلية أنّ هوكستين سيحمل في زيارته المقترح الذي سبق أن تحدّث عنه وينصّ على أنّ الخطّ الأزرق خطّ للحدود وعلى تراجع عناصر الحزب
وتتابع المصادر قولها: كان لبنان يطالب بتثبيت 13 نقطة مختلف عليها بعد انسحاب إسرائيل عام 2000. تمّ الاتفاق على 7 نقاط خلال اجتماعات الناقورة بين لبنان وإسرائيل برعاية الأمم المتحدة، وبقيت 6 نقاط مختلف عليها. في الربيع الماضي طالب لبنان إسرائيل في اجتماعات الناقورة ببتّ النقاط المختلف عليها واستكمال المفاوضات لهذه الغاية، فردّت إسرائيل أنّها غير جاهزة. ترفض إسرائيل التفاوض بشأن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي احتلّتها عام 1967، وتعتبرها كما سبق أن أبلغ هوكستين لبنان خارج أيّ اتفاق مع لبنان لاعتبارها أراضي غير لبنانية. ولحسم الجدل راسل لبنان كلّاً من سوريا وإسرائيل عبر الأمم المتحدة، فلم يتلقَّ جواباً سوريّاً فيما رفضت إسرائيل الطلب، وقال لبنان إنّها لبنانية.
برلمانيون لبنانيون لم يعترضوا في واشنطن
ترجّح المصادر أن يحمل هوكستين خلال زيارته لبنان مقترحات إسرائيلية تقوم على اعتبار الخطّ الأزرق خطّ الحدود المعترف به، وهو سبق أن عبّر عن موقفه هذا أمام وفد برلماني لبنانيّ التقى به في واشنطن ولم يسمع رفضاً أو تحفّظاً منهم حيال ذلك. وهنا تتخوّف مصادر دبلوماسية من أن يكون هدف الزيارة تثبيت الخطّ الأزرق كخطّ حدود والضغط على لبنان، خاصة في ضوء التقارير الأميركية والأوروبية التي تحمّل الحزب مسؤولية تصعيد الوضع الأمني في جنوب لبنان.
لا تستبعد مصادر سياسية واسعة الاطّلاع في حديثها لـ”أساس” أن يكون ما سيحمله هوكستين موضع خلاف جديد
تقول معلومات مستقاة من الجالية اللبنانية التي التقت هوكستين في واشنطن إنّ الأخير يحمل معه تحذيراً من التصعيد في الجنوب اللبناني. وكان اعتبر سابقاً أنّ التصعيد في لبنان سببه الحزب، وحذّر من مغبة ذلك، وهو ما ردّده خلال اجتماعه في واشنطن مع قائد الجيش العماد جوزف عون.
من المعلوم أنّ هوكستين هو أحد أبرز العاملين على إعادة انتخاب جو بايدن، وعقد أخيراً ثلاثة اجتماعات مع الجالية اللبنانية في ديترويت حيث الجالية العربية الكبرى التي امتنعت عن تأييد بايدن في الانتخابات التمهيدية التي جرت قبل شهرين, وكان عدد الممتنعين 102 ألف ناخب. وكان بايدن قد ربح بفارق 10 أصوات في ولاية ميتشغن حيث توجد نسبة عالية من اليمنيّين والفلسطينيين واللبنانيين الشيعة.
إقرأ أيضاً: هوكستين في تل أبيب وبيروت: فرصة التّفاوض الأخيرة قبل الحرب