مع اندلاع الحرب في أوكرانيا، بدأ الغرب يبدي اهتمامه بمنطقة آسيا الوسطى، بعدما راح ينظر إليها على أنّها تشكّل شرياناً حيوياً لروسيا يعينها في الالتفاف على العقوبات، عبر البضائع ذات الاستخدام المزدوج، أي استيراد تلك الدول للسلع والبضائع من أجل روسيا، وكذلك مرور السلع والبضائع الصينية إلى روسيا عبرها أيضاً.
في أيلول الماضي، اجتمع الرئيس الأميركي جو بايدن مع رؤساء الدول الخمس في آسيا الوسطى، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سابقة هي الأولى من نوعها واعتبرها بايدن “لحظة تاريخية”.
في منتصف كانون الثاني الماضي، دعا البرلمان الأوروبي إلى تطوير استراتيجية التعاون مع دول آسيا الوسطى “لتحقيق أقصى استفادة منها في ظلّ المتغيّرات الجيوسياسية بالمنطقة”. لذا انعقد في آخر الشهر نفسه بالعاصمة البلجيكية بروكسل، منتدى مشترك بين الاتحاد الأوروبي ودول آسيا الوسطى. وأعلن برلمان أوروبا في ختامه ضخّ 10 مليارات دولار للاستثمار في ممرّ النقل في بحر قزوين، الذي سيربط منطقة آسيا الوسطى بالدول الأوروبية في رحلة برّية مدّتها 15 يوماً.
حاول الاتحاد الأوروبي، ومن خلفه “الناتو”، استخدام هذه الاستثمارات لابتزاز دول آسيا الوسطى من أجل الضغط على روسيا. فدعا ممثّل الاتحاد للشؤون الخارجية، جوزيف بوريل، دول آسيا الوسطى إلى “فرض عقوبات على موسكو”، في أصدق تعبير عن مدى التفاف الغرب “الحضاري” ومحاولة الإيقاع بين الحلفاء، إلا أنّها رفضت بالطبع.
كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وصف الضغوطات الأوروبية على دول المنطقة لتنفيذ العقوبات ضدّ بلاده بأنّها “وقاحة”، مؤكّداً أنّهم “لن ينجحوا في إزاحتنا من آسيا الوسطى”.
التقاصيل في مقال الزميل سامر زريق اضغط هنا