التجاهل العربي لقضية فلسطين لم يعزّز اقتصادات الدولة التي فضّلت ترك القضية لأهلها، بل صارت هي نفسها عرضة لأزمات أكبر. وأُخذت أيضاً على حين غرّة، وازدادت الاضطرابات فيها استعاراً. وبعدما تُركت فلسطين وحيدة، بات سهلاً أن يُترك العراق وحيداً، وأن تُترك سوريا وليبيا والصومال والسودان واليمن ولبنان لمواجهة أمرهم المرير وحدهم. صارت فواتير الدم والنزيف أكبر بكثير من تلك التي بُذلت من أجل فلسطين. خلت الساحات فاتّخذت التدخّلات الخارجية بعداً أخطر. باسم الدفاع عن القدس المتروكة توسّعت لائحة المتدخّلين، وصاروا هم أهل القضية وبات أصحابها أغراباً عنها. الاستعمار القديم – الجديد لم يرحل، بل اتّخذ أشكالاً جديدة، تارة بالغزو المباشر وتارة بالغزو الثقافي واختراع البدع وتعميق التناقضات الداخلية، دينية كانت أم إثنية. لجوء بعض الدول العربية نحو القُطرية لم يحمِها من التدخّلات، القديم منها أو الجديد. ولن يحميها أيضاً من الارتدادات الصاخبة المحتملة للتصفية المجّانية للقضية الفلسطينية.
التفاصيل في مقال الزميل أمين قمّورية اضغط هنا