لم يلحق لبنان بقافلة الدول التي أوقفت الرحلات الآتية من بريطانيا حيث تنتشر السلالة الجديدة من الفيروس، بل اتخذت الحكومة إجراءات أخرى بينها إجراء الفحص لجميع الوافدين من المملكة المتحدة مرّتين، الأولى فور وصولهم إلى لبنان والثانية بعد 72 ساعة. فإقفال المطار غير وارد، لكن هل سيتم اتّخاذ تدابير جديدة الإثنين المقبل بعد اجتماع اللجنة العلمية وقبل فوات الآوان؟ ولماذا رفضت اللجنة الوزارية إقفال المطار؟
مستشار وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور رضا الموسوي أكد لـ”أساس” أن “وزير الصحة طالب بشكل واضح وصريح بضرورة إقفال المطار منذ البداية ولا أعلم سبب تأخير الإقفال أو سبب عدم وقف الرحلات الآتية من بريطانيا. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا يتم العمل بهذه التوصيات التي تُعلن ولماذا لا يُتّخذ القرار؟ الجواب على كل الأسئلة لدى اللجنة الوزارية المعنية”.
وأضاف: “من المؤكد أنّ ما يحصل اليوم يشكّل خطراً، خصوصاً أنّ الإصابات تتخطّى الـ2000 يومياً، لذلك يجب اتخاذ إجراءات بأقسى سرعة”.
الاختصاصي في الأمراض الجرثومية والعضو في اللجنة الوطنية لمواجهة كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري يوضح لـ”أساس” تفاصيل الخلاف الحاصل وسبب تأخير إقفال المطار أو وقف الرحلات من المناطق التي تنتشر فيها السلالة الجديدة: “اللجنة العلمية ناقشت قرار إقفال المطار إلا أنّ هذه التوصية تمّ تجاوزها في مكان آخر، وعلينا أن نعرف أنّ العامل الذي يتحكّم بالأجندة الفعلية في لبنان هو الاقتصاد أكثر من الصحة. ففي لبنان وكل دول العالم هناك توزان ما بين الصحة والاقتصاد. وكنّا نتمنى كأطباء خلق توزان بين الاقتصاد والصحة من خلال إبقاء الحركة الاقتصادية والتجارية، لكن في مقابل حماية المواطنين. نحن في لبنان نعتبر أن هذا موسم مهمّ للاقتصاد، وكل دولة لها خصوصياتها وحساباتها. لذلك على الأرجح أن هذا هو السبب الذي أدّى إلى عدم اتّخاذ القرار بعدم الاقفال أو إيقاف الرحلات، فهم يعلمون أن هناك عدداً كبيراً من الحجوزات. وأعتقد أنّ الفيروس دخل إلى لبنان ليس الآن بل من شهر أيلول، وهو ليس بفيروس جديد بل هو متغيّر من الكوفيد 19”.
وزير الصحة طالب بشكل واضح وصريح بضرورة إقفال المطار منذ البداية ولا أعلم سبب تأخير الإقفال أو سبب عدم وقف الرحلات الآتية من بريطانيا
وأضاف: “لا أخفي أن لدينا خشية حقيقية من انتشار الفيروس أكثر، على أمل أن يكون تخوفنا غير مبرّر وأن يكون اللبنانيون على مستوىً عالٍ من المسؤولية والوعي. فأوروبا التي أغلقت عادت وفتحت والحياة تسير بشكل طبيعي لأنّها اكتشتف أنّ من وصل حاملاً السلالة جديدة قد وصل وانتهى الأمر. والسؤال الأساسي: ما مدى قدرتنا على إقناع الناس بالتقيد بالاجراءات والتعليمات. اللبناني رغم كل ظروفه الصعبة عليه مسؤولية أيضاً فيما يتعلق بالتقيد بالتوجيهات”.
وختم البزري كلامه مؤكداً أنّ “اللجنة العلمية ستعاود مناقشة كل هذه الأمور والطروحات الأكثر ترشيحاً هي تعليق الرحلات الآتية من لندن”.
رئيس مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن يؤكد كلام البزري: “إقفال المطار غير وارد، لكن في يمكن تعليق رحلات لندن بعد رأس السنة”.
لدينا خشية حقيقية من انتشار الفيروس أكثر، على أمل أن يكون تخوفنا غير مبرّر وأن يكون اللبنانيون على مستوىً عالٍ من المسؤولية والوعي
أما رئيس ?لجنة الصحة النيابية? النائب الدكتور ?عاصم عراجي فقال إنّه تحدث مع وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن مقترحاً “تعليق رحلات لفترة أسبوع: “لكنّ وزير الصحة لا يحقّ له تبنّي القرار، بل صلاحيته تقتصر على أن يصدر توصية، وعندما طُرح الأمر على اللجنة الوزارية رُفض الاقتراح”.يجب تعليق رحلات لندن لمدة أسبوع على الأقلّ، لنرى ماذا سينتج من ارتدادات”، كاشفاً أن وزير الصحة كان مع هذا الرأي، ومؤكداً أنّه وحسن سيعاودان الضغط على اللجنة الوزارية من أجل تعليق الرحلات من وإلى لندن”.
إقرأ أيضاً: كوفيد 20: لماذا رفضت “لجنة الكورونا” إقفال المطار؟
كيف تصرفت الدول الأخرى؟
– أوقفت السعودية جميع الرحلات الجوية الدولية لمدة أسبوع بسبب الوباء.
– علقت الرحلات الجوية من بريطانيا إلى عدد من الدول في جميع أنحاء العالم بما في ذلك إسبانيا، والهند، وهونغ كونغ.
– أغلقت فرنسا حدودها مع بريطانيا لمدة 48 ساعة. وقالت الحكومة الفرنسية إنّها ستضع بروتوكولاً “لضمان استئناف الحركة من بريطانيا”.
– علقت الدنمارك الرحلات الجوية من بريطانيا لمدة 48 ساعة.
– الدول الأخرى التي تفرض حظراً على الوافدين من بريطانيا هي: بلجيكا، وكندا، وألمانيا، وأيرلندا، وإيطاليا، والبرتغال، ورومانيا، وروسيا، وسويسرا. وبعض حالات الحظر سارية بالفعل، بينما سيبدأ بعضها الآخر الثلاثاء.
– أوقفت كندا دخول جميع رحلات الركاب الآتية من بريطانيا لمدة 72 ساعة. وأضافت أنّ الركاب الذين وصلوا إلى كندا مسافرين من المملكة المتحدة “سيخضعون لفحص ثانوي وإجراءات مشدّدة، بما في ذلك زيادة التدقيق في خطط الحجر الصحي”.
– البلدان والأقاليم الأخرى التي أعلنت قيوداً على السفر إلى بريطانيا هي: هونغ كونغ، وإسرائيل، وإيران، وكرواتيا، والأرجنتين، وتشيلي، والمغرب، والكويت.