“الغزال الأسمر” لـ”أساس”: الكرة ظلمتني.. والجيل الذهبي لن يتكرّر

مدة القراءة 5 د


شكل جمال الخطيب أو “الغزال الأسمر” أحد أعمدة الجيل الذهبي لفريق النجمة الرائع في السبعينات، الذي كان علامة فارقة في تاريخ الكرة اللبنانية وصيت انجازاته ما يزال حتى اليوم على كل شفة ولسان.

تميّز الخطيب الذي ولد في بيروت العام 1951، وهو من جذور فلسطينية، بسرعته الهائلة وحسّه التهديفي العالي كونه يتقن اللعب بالقدمين، حيث لا تكاد تمر مباراة دون أن يهزّ شباك مرمى الخصم.

مارس كرة القدم في عمرٍ مبكر جداً، إذ لم يكن يتجاوز الثماني سنوات من عمره حين انضم الى أشبال نادي الانصار بقيادة المدرب مصطفى البابا، فتدرج في صفوف الفئات العمريّة حتّى الفريق الأول بقيادة قائد الفريق ومدرّبه آنذاك عدنان الشرقي الذي عمل على صقل موهبته وتنمية قدراته، فشاركَ موسماً واحداً، وكان أصغر لاعب في الفريق (16 عاماً). وفي العام 1969 إنتقل الى النجمة، حيث بدأت مسيرته الذهبية، وكان عرّاب صفقة الانتقال اللاعب والمدرب المعروف سمير العدو.

يعتبر الخطيب في حديث لـ”أساس” أنّه من “أكثر اللاعبين الذين ظلمتهم كرة القدم إذ حرمته إدارة النجمة من فرص ذهبية لا تعوّض. وعن ذلك يقول: “تلقيت عروضاً من النمسا ومن فريق فنربخشة التركي ومن السعودية والإمارات والاهلي المصري وجميعها رفضها النجمة. أحد الأندية المحلية قدم شيكاً على بياض لإدارة النادي لكنّ عمر غندور أصرّ على بقائي”.

أبرز ما ميّز فريق النجمة سابقا هو عامل الثقة، كنا نرى الفوز قبل الدخول إلى المباراة والمعنويات كانت عالية في نفوس اللاعبين

وأردف الخطيب متحسّراً: ” دافعت عن ألوان منتخب لبنان في الكويت. وحينها طلب مني نادي خيطان الكويتي اللعب لصفوفه عام 1971. لعبت مباراة ضد العربي وسجلتُ هدفاً، وبعد عودتي إلى لبنان أبلغني عاطف سنان بدعوى قضائية ضدي من نادي النجمة وذلك لمشاركتي مع الفريق الكويتي من دون الحصول على كتاب استغناء. وأوقفت لأربعة أيام في سجن الرمل، وحينها قررت ترك كرة القدم نهائياً، ما استدعى تدخّل الإدارة وإرضائي للعودة عن قراري”.

ويتذكر كيف أنّه خلال الحرب اللبنانية طلب أمير قطر من الراحل ياسر عرفات خدماته: لعبت مع نادي الاستقلال (نادي قطر حاليا) عام 1976 وذلك بمرسوم أميري وأحرزت معه لقبي الدوري والكأس. ونلت لقب هداف الدوري القطري برصيد 18 هدفاً. وبعد سنة من تألقي الكبير رفض النجمة إعطائي استغنائي أيضاً فعدت أدراجي إلى بيروت حزيناً على ضياع فرصة البقاء في قطر”.

يقرّ الخطيب بكونه الوحيد الذي مثّل ثلاثة منتخبات هي لبنان وفلسطين وقطر، الذي “لعبتُ له قبل الدورة الرابعة لكأس الخليج في الدوحة. ووُعِدت بمبلغ مليون ريال إذا فزنا بالبطولة. وليلة الافتتاح احتّج الوفد الكويتي على وجودي مع قطر على خلفية لعبي سابقاً لمنتخب لبنان. وأيّدت كل دول الخليج الاعتراض الكويتي، وتم منعي من اللعب رغم تهديد قطر بالانسحاب”.

وقال الخطيب: ” لم أكن أخشى أي مدافع، لكني كنتُ أتجنب الخشونة، وأهرب من المدافعين، الذين تسبّبوا بكسر في رجلي ثلاث مرات، ووضعها في الجبس ثلاثة أشهر”.

برأيه أنّه من الصعب تكرار الجيل الذهبي لفريق النجمة في السبعينات، الذي كتب التاريخ بما حققه من نتائج وبطولات: “كان فريقاً متكاملاً من الحارس إلى خطي الدفاع والوسط واستكمالاً بالهجوم. استقدم عمر غندور أفضل لاعبي لبنان من أجل الفوز بالألقاب، وتحقّق ذلك بفضل نخبة من الأسماء اللامعة في تاريخ الكرة اللبنانية. وهذا الفريق شكل نواة منتخب لبنان. وكانت الفريق الأخرى تعيش حالة من الرعب عندما تواجهنا. وكان التعادل معنا بطعم الفوز للفريق المنافس”.

“الكرة كانت مختلفة في السابق. كان هناك مساحة كبيرة للجهد والمهارات الفردية، بعكس كرة اليوم التي تعتمد في المقام الأول على اللياقة البدنية”، يقول، ويضيف: “أبرز ما ميّز فريق النجمة سابقا هو عامل الثقة، كنا نرى الفوز قبل الدخول إلى المباراة والمعنويات كانت عالية في نفوس اللاعبين. كانت إشارة مني كافية لمحمد حاطوم ليرسل لي التمريرة على قدمي بمواجهة المرمى. وكنا نصنع مع حسن شاتيلا والآخرين أجمل العروض والأهداف”.

وبثقة يقول الخطيب: “لاعب أو لاعبان فقط يستّحقان ارتداء قميص النجمة حالياً. الفارق شاسع وكبير بين اليوم وأيام زمان. كان لاعب الاحتياط في أيامنا أفضل من مستوى أي لاعب أساسي اليوم”.

إقرأ أيضاً: أبو ذياب: عميد الصفاء في زمن الحرب

لا ينسى الخطيب المباراة التاريخية أمام فريق جامعات فرنسا في بيروت عندما لعب إلى جانب الجوهرة السوداء بيليه في نيسان 1975، فنال إعجاب “الملك” الذي قال بعد المباراة إن صاحب الرقم 8 يستحقّ أن يحترف في الخارج لما يملك من موهبة كرويّة مميّزة. كما لا ينسى المواجهة ضدّ “التضامن بيروت”. يومها كان على سوء تفاهم مع الإدارة وجلس في المدرجات، لكنّ الجمهور النجماوي هتف له طويلاً طالباً المشاركة كون فريقه متأخراً بهدف، فاستجاب له وشارك قبل النهاية بـ12 دقيقة، فمرّر هدف التعادل لمحمود شاتيلا، فيما سجّل هو هدف الفوز في الدقيقة القاتلة.

توّج الخطيب أكثر من مرّة هدّافاً للدوري اللبناني، منها في موسم 1975 حيث أحرز 17 هدفاً من أصل 43 لفريقه الذي عاد وأحرز اللقب من دون خسارة. وفي موسم 1991 أعلن اعتزاله اللعب مع الفريق النبيذي.

مواضيع ذات صلة

1701 “بضاعة” منتهية الصّلاحيّة؟

لا شكّ أنّ ما يراه المسؤولون الإسرائيليون “فرصة لا تتكرّر إلّا كلّ مئة عام” في سوريا تتيح، بعد سقوط نظام بشار الأسد، اقتطاع منطقة من…

الثنائي وترشيح عون: سوياً ضده… أو معه

كعادته، وعلى طريقته، خلط وليد جنبلاط الأوراق عبر رمي قنبلة ترشيحه قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، ليحرّك مياه الرئاسة الراكدة. قبيل عودته إلى…

الليلة الأخيرة لـ”ديكتاتور الشّام”..

تحملُ ليلة هروب رئيس النّظام السّوريّ المخلوع بشّار حافظ الأسد قصصاً وروايات مُتعدّدة عن تفاصيل السّاعات الأخيرة لـ”ديكتاتور الشّام”، قبل أن يتركَ العاصمة السّوريّة دمشق…

فرنجيّة وجنبلاط: هل لاحت “كلمة السّرّ” الرّئاسيّة دوليّاً؟

أعلن “اللقاءُ الديمقراطي” من دارة كليمنصو تبنّي ترشيح قائد الجيش جوزف عون لرئاسة الجمهورية. وفي هذا الإعلان اختراق كبير حقّقه جنبلاط للبدء بفتح الطريق أمام…