وفقًا لدستور الولايات المتحدة الأميركية، فإنّ رئيس البلاد يشغل منصبي رئيس الدولة ورئيس الحكومة، بالإضافة لترؤسه السلطة التنفيذية لكلّ فروع الحكومة الفيدرالية والقائد الأعلى للقوات المُسلحة الأميركية، كما يحمل شيفرة إطلاق الصواريخ النووية التي تمتلك واشنطن منها نحو 6,970 رأسًا مختلفًا.
إقرأ أيضاً: انتخابات الـFake News: آكلو لحوم البشر وإلغاء الشرطة
ويتمّ انتخاب رئيس الولايات المتحدة كلّ 4 سنوات من قبل “المجمّع الانتخابي”، وفي حال عدم حصول أيّ مرشّح على الأغلبية في المجمع، ينتخب الكونغرس رئيس البلاد، الذي لا يمكنه تولّي منصبه أكثر من ولايتين، وفقاً للتعديل رقم 22 في الدستور لعام 1951. وفي حال خلوّ منصب رئيس البلاد بسبب الوفاة أو الاستقالة أو العزل، يقوم نائب الرئيس بتولّي مهام الرئاسة رسمياً لحين انتهاء الفترة الرئاسية. ويشترط دستور البلاد للترشّح لمنصب رئيس الولايات المتحدة أن يكون المرشح أميركي الجنسية لا يقلّ سنّه عن 35 عاماً، وأن يكون ولد على أرض أميركية، وأن يكون قد أمضى أكثر من 14 عامًا على الأقل من عمره في الولايات المتحدة.
يُعتبر جورج واشنطن المُنتخب عن “الحزب الفيدرالي الأميركي” هو الأوّل في قائمة رؤساء الولايات المتحدة، الذين يبلغ عددهم 45 رئيسًا في 44 فترة رئاسية، إذ تولّى جروفر كليفلاند المنصب مرتين بشكل غير متتالي.
وتوفي بشكلٍ طبيعي أثناء ولايته كلّ من الرؤساء: وليام هاريسون، وزكاري تايلور، ووارن هاردينغ، وفرانكلين روزفلت. بينما اغتيل كلّ من الرؤساء: أبراهام لينكولن، وجيمس جارفيلد، ووليم ماكينلي، وجون كينيدي.
ريتشارد نيكسون هو الرئيس الوحيد الذي استقال من منصبه خوفًا من أن توجّه إليه تهمة التستّر على نشاطات غير قانونية لأعضاء حزبه في القضية التي عُرِفَت بـ”فضيحة ووترغيت”، تحت وطأة تهديد الكونغرس بإدانته
يعتبر ريتشارد نيكسون هو الرئيس الوحيد الذي استقال من منصبه خوفًا من أن توجّه إليه تهمة التستّر على نشاطات غير قانونية لأعضاء حزبه في القضية التي عُرِفَت بـ”فضيحة ووترغيت”، تحت وطأة تهديد الكونغرس بإدانته. أمّا أطول الرؤساء ولاية، فكان فرانكلين روزفلت، الذي بقي رئيسًا لمدة 12 عامًا قبل إقرار التعديل رقم 22. بينما يُعدّ الرئيس وليام هاريسون هو أقصرهم خدمة في المنصب إذ توفي بعد 32 يومًا من تبوّئه المنصب.
ينتمي أكثر رؤساء الولايات المتحدة للمذهب الإنجيلي، بينما جون كينيدي كان الرئيس الوحيد من أتباع الكنيسة الكاثوليكية، في حين أنّ باراك أوباما هو أوّل رئيس أميركي من أصول أفريقية.
أمّا على صعيد التنافس بين الحزبين التقليديين الجمهوري والديمقراطي، فمن بين 45 رئيسًا للولايات المتحدة، تولّى المنصب 19 رئيسًا جمهوريًا كان أوّلهم أبراهام لينكولن الذي انتُخِبَ عام 1861، وآخرهم الرئيس الحالي دونالد ترامب الذي يسعى لولاية جديدة يوم الثلاثاء المقبل بعد انتخابه عام 2016 رئيسًا للبلاد.
أمّا الديمقراطيون، فاستطاعوا إيصال 15 مرشحًا لمنصب الرئيس الأميركي، كان أوّلهم أندرو جاكسون عام 1829، وآخرهم باراك أوباما عام 2009، الذي يسعى نائبه (سابقاً) جو بايدن لأن يكون الرئيس الـ46 للبلاد والرئيس الـ16 من الشخصيات الديمقراطية التي استطاعت الوصول إلى البيت الأبيض.
ينتمي أكثر رؤساء الولايات المتحدة للمذهب الإنجيلي، بينما جون كينيدي كان الرئيس الوحيد من أتباع الكنيسة الكاثوليكية، في حين أنّ باراك أوباما هو أوّل رئيس أميركي من أصول أفريقية
أشهر فضائح رؤساء الولايات المتحدة…
رغم حساسية منصب الرئيس الأميركي، إلا أنّ التاريخ يحفل بفضائح لكثير من الرؤساء الذين تولّوا المنصب وكان أبرزهم:
توماس جيفرسون: الرئيس الثالث للبلاد، وامتدّت ولايته من 1801 ولغاية عام 1809. وأفيد أنه كان على علاقة مع امرأة مستَعبدة (قبل إلغاء العبودية في الولايات المتحدة) اسمها سالي هيمينغ، أنجبت منه طفلًا واحدًا على الأقل، لتبيّن تحاليل الحمض النووي DNA التي أجريت بعد نحو 200 عام أنّ أبوّة الرئيس جيفرسون لطفل واحد على الأقل من “سالي هيمينغ” مرجّحة جدًا.
ريتشارد نيكسون: الرئيس الوحيد الذي تنحّى عن منصبه بعد فضيحة “ووتر غيت” التي عُدّت أكبر فضيحة سياسية في تاريخ الولايات المتحدة. وبدأت الفضيحة بعد الكشف عن عملية تجسّس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبنى “ووترغيت”. واستقال عام 1974 بعد اكتشاف معرفته بتفاصيل القضية.
رونالد ريغان: على الرغم من أنّ عهده اتّسم بالصرامة في التعامل مع الاتحاد السوفييتي السابق وحرصه على “عظمة أميركا”، إلا أنّ الرئيس ريغان تعثّر بعد الكشف عن أنّ وكالة المخابرات الأميركية CIA كانت على علم، وتراقب لأعوام، تمويل بلاده قوات “كونترا” المعارضة في نيكاراغوا، عبر تهريب المخدرات إلى بلاده. إلا أنّ الكشف عن تفاصيل القضية لم يؤدِّ إلى “فضيحة رئاسية”، ولم يُعرف بشكل واضح دور الرئيس ريغان في القضية.
بيل كلينتون: استطاع الرئيس كلينتون الحفاظ على نشاطه السياسي الفاعل في الولايات المتحدة رغم الكشف عن “فضائح جنسية” له داخل المكتب البيضاوي، إذ كادت العلاقة التي جمعته مع المتدرّبة مونيكا لوينسكي “خلال العمل” أن تطيح به من رئاسة الولايات المتحدة، غير أنّ كلينتون نجح في احتواء تبعات فضيحة “لوينسكي” وتخطّيها، فيما استغلّ الرئيس الحالي دونالد ترامب القضية نفسها ضدّ زوجة كلينتون، هيلاري، التي كانت منافسته في انتخابات 2016 الرئاسية، إذ قال أكثر من مرّة: “هيلاري لم تستطع الحفاظ على بيتها الزّوجي، فكيف ستستطيع الحفاظ على الولايات المتحدة؟”.
دونالد ترامب: منذ توليه منصبه، لاحقت “الفضائح” الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، إذ كان أول ما أُثير بوجهه “التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية”، لتلاحقه فضائح أخرى تعلّقت بقضايا تحرّش جنسي، كما أفاد محامي ترامب السّابق أنّه دفع لامرأتين على الأقل مقابل خدمات جنسية لموكّله. وإضافة إلى ما سبق، تمّ الكشف عن أنّ ترامب أجرى اتصالًا بنظيره الأوكراني ليطلب منه الضغط على المدّعي العام والتدخل في قضية تخصّ هانتر، نجل منافسه الديمقراطي جو بايدن، وكاد أن يتعرّض الرئيس الحالي للولايات المتحدة للعزل لولا الأغلبية الجمهورية المؤيّدة له في مجلس الشّيوخ الأميركي التي حجبت إجراءات العزل عنه.
لم يكن الرئيس ترامب الوحيد الذي واجه في تاريخ البلاد إجراءات لعزله من منصبه، إذ سبقه 3 رؤساء تمّ عزلهم أو واجهوا الإجراءات
الرؤساء الذين واجهوا العزل…
لم يكن الرئيس ترامب الوحيد الذي واجه في تاريخ البلاد إجراءات لعزله من منصبه، إذ سبقه 3 رؤساء تمّ عزلهم أو واجهوا الإجراءات، وفيما يلي أبرزهم:
أندرو جونسون– عام 1868
واجه الرئيس الديمقراطي أندرو جونسون إجراءات العزل بعدما أصدر الكونغرس قانونًا تشريعيًا عُرِفَ بـ”حيازة المنصب”، قيّد مساعي الرئيس جونسون لفصل عدد من المسؤولين الذين عيّنهم سلفه الجمهوري أبراهام لنكولن قبل تعرّضه للاغتيال. لكنّ الرئيس الـ17 للولايات المتحدة، أصرّ على إقالة وزير الدّفاع إدوين ستانتون، ما دفع الكونغرس إلى سحب الثقة منه، إلا أنّه تمكن من تجنّب الإدانة في مجلس الشيوخ، ولم يُعزل من الرئاسة.
ريتشارد نيكسون– عام 1974
وجّهت اللجنة القضائية في الكونغرس الأميركي، التي يهيمن عليها الديمقراطيون 3 تهم لمساءلة الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون، وهي: عرقلة العدالة، وإساءة استخدام السلطة، وعرقلة عمل الكونغرس، وجميعها تتعلّق بـ”فضيحة ووترغيت” عام 1972. وكانت النتيجة أن سحب أعضاء المجلس ثقتهم من الرئيس نيكسون، ما دفعه إلى الاستقالة من منصبه قبل بدء إجراءات عزله عام 1974.
بيل كلينتون– 1999
وجّه الكونغرس الأميركي تهمتين ضد الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون هما: الحنث باليمين أمام هيئة المحلفين، وعرقلة مسار الدعاوى القضائية. وبدأت الإجراءات الرامية لعزله في مجلس النواب عام 1998، بعد أن وُجّهت التهمة له بإقامة علاقة جنسية مع المتدرّبة في البيت الأبيض “مونيكا لوينسكي”.
ولم يستطع الحزب الجمهوري أن يحشد الأغلبية في مجلس الشيوخ لإدانة الرئيس الديمقراطي، وكان عدد من صوتوا ضدّ كلينتون أقل بكثير من العدد المطلوب لإدانته رسميًا. ولذا، استطاع كلينتون أن يتجنّب العزل، وأكمل فترته الرئاسية حتى عام 2001، ليخلفه الرئيس الجمهوري جورج بوش الابن.