مع إعلان انتخاب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة، وقبل أيّ تحليل لـ”مشروع الرئيس الديمقراطي السياسي” على الصعيدين الداخلي والخارجي، لا بدّ من الإشارة إلى الرقم القياسي الذي ناله بايدن من أصوات الناخبين في سابقة تاريخية في أميركا، والتي سبّبت تقارب “الحاجب للحاجب” بين المتنافسين اللدودين ترامب وبادين. وهذا ما منع أيضًا إصدار النتائج فجر اليوم التالي لعملية الاقتراع كما جرت العادة في أغلب السباقات الرئاسية الأميركية باستثناء بعض الحالات القليلة كنتيجة عام 2000 التي تأخرت لشهر كامل للانتهاء من حسم الخلاف على الأصوات بين جورج دبليو بوش وآل غور.
مع انتظار الإعلان النهائي عن نتيجة الانتخابات الرئاسية، الذي لن يعني على الإطلاق طيّ صفحة 3 تشرين الثاني، يبدو الرئيس الطامح لولاية جديدة دونالد ترامب عازمًا حتّى الساعة على تقديم طعن بعد إعلان النتيجة الرسمية، التي يبدو أنها ستكون لمصلحة بايدن الذي يعتمد على الكميّات الكبيرة لمغلّفات التصويت المُسبق عبر البريد، أو للمطالبة بإعادة فزر الأصوات في محاولة للنجاة نحو 4 سنوات جديدة داخل البيت الأبيض. وتكمن المعضلة الثانية في حال قرّر القضاء إعلان ترامب رئيسًا لولاية جديدة. فالمؤشرات تؤكّد أنّ حملة بايدن لن تقبل بهذا أيضًا، ما يعني أنّ البلاد تعيش حالة انقسام غير مسبوق.
ترامب كشف أيضًا عن عزمه الترشّح لخوض الانتخابات المُقبلة عام 2024، التي يتوقّع المراقبون أن تخوضها عن الحزب الديمقراطي المُرشّحة لمنصب نائب الرئيس كاميلا هاريس
بايدن هو الرئيس الـ46 للولايات المتحدة، الذي يواجه عثرة مهمّة في طريقه لن تجعله “حاكمًا بأمره” في البيت الأبيض، وذلك لعدم تمكّن الحزب الديمقراطي من نيل أغلبية في مجلس الشّيوخ (المجلس الأعلى في مؤسسة الكونغرس التي تضمّ أيضًا المجلس الأدنى أي مجلس النواب)، وهو المجلس الذي يحتاج أيّ رئيس إلى ولائه كي يحكم براحة. وبكلمات أخرى، يعني احتفاظ الجمهوريين بالأغلبية في مجلس الشيوخ أنّ دونالد ترامب لا يزال مؤثّرًا على الرغم من خسارته معركة التجديد لولاية ثانية. ترامب الذي كشف أيضًا عن عزمه الترشّح لخوض الانتخابات المُقبلة عام 2024، التي يتوقّع المراقبون أن تخوضها عن الحزب الديمقراطي المُرشّحة لمنصب نائب الرئيس كاميلا هاريس. وهي كانت تنوي خوض السباق الانتخابي هذا العام قبل تنازلها لمصلحة بايدن في مقابل خوضها معركة نائب الرئيس.
إقرأ أيضاً: «أزمة أصوات البريد»: سلاح ترامب لقلب المعادلة
ومن مهمات مجلس الشيوخ ذي الغالبية الجمهورية الذي سيُعتبر “كلبشات” في يدي بايدن:
– تثبيت التعيينات الرئاسية للمحكمة العليا، وكلّ المحاكم الفدرالية، بالإضافة إلى المناصب الرئيسية داخل الفرع التنفيذي (بما في ذلك الوزراء) قبل أن يستطيع المسؤولون المُعيّنون استلام مناصبهم بشكل رسمي.
– الموافقة على المعاهدات الدولية أو رفضها، وهي التي يكون قد خاض الرئيس مفاوضات بشأنها.
– البتّ في قضايا العزل الرئاسي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أعضاء المحكمة العليا. ولهذا الغرض، تُدير مؤسسة الكونغرس المحاكمة فيلتئم مجلس الشيوخ الذي يكون بمثابة هيئة محلّفين لهذا الغرض.
ويشير المراقبون إلى أنّه إذا اتجه للطعن أمام القضاء بنتيجة الانتخابات النهائية في حال كان مصيره الخسارة، فإنّ ترامب يرجّح أن لا يلقى الطعنُ القبول.