بونوا فوكون Benoit Faucon وديون نيسانباوم Dion Nissenbaum، “وول ستريت جورنال Wall Street Journal”
من المتوقع أن تفرض إدارة ترامب يوم الجمعة عقوبات على أحد أقوى السياسيين المسيحيين في لبنان في محاولة لإقصاء قبضة حزب الله عن السلطة، وفقاً لأشخاص تبلّغوا هذه الخطوة.
وقال مسؤول أميركي وشخص آخر اطّلعا على الخطة إنّ الولايات المتحدة تستعدّ لفرض عقوبات على وزير الخارجية السابق جبران باسيل لمساعدته حليفه الرئيسي، حزب الله، الحركة السياسية الموالية لإيران. ومن المرجّح أن تؤدّي هذه الخطوة إلى قلب معايير تشكيل حكومة جديدة في لبنان رأساً على عقب، الغارق بالأزمات.
ويعجّل البيت الأبيض فرض العقوبات الرئيسية التي تستهدف أعداء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، قبل 11 أسبوعاً فقط من نهاية الولاية الرئاسية الحالية.
وعلى الرغم من أنّ تغيير ما في اللحظة الأخيرة لا يزال ممكناً، بحسب أحد الأشخاص إلا أنّ قرار فرض العقوبات على باسيل قد تمّت الموافقة عليه من حيث المبدأ من قبل وزارة الخزانة ووزير الخارجية مايك بومبيو، الذي من المتوقّع أن يكشف النقاب عن العقوبات في واشنطن قبل ظهر يوم الجمعة.
من المرجّح أن تؤدّي خطوة العقوبات إلى قلب معايير تشكيل حكومة جديدة في لبنان رأساً على عقب، الغارق بالأزمات
ولم يردّ ممثّلو وزارة الخزانة على طلبات التعليق على هذا الخبر، كما رفض متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية الإدلاء بأيّ تعليق.
ولم يتسنّ الاتصال بالسيد باسيل في وقت متأخر من يوم الخميس للحصول على تعليق منه. وفي وقت سابق من هذا العام، عندما سُئل باسيل عن إمكانية أن تفرض الولايات المتحدة عقوبات على علاقاته مع “حزب الله”، قال لصحيفة “وول ستريت جورنال”: “إنّ العمل مع الحزب هو واقع سياسي في بلد تعتبر فيه هذه الجماعة الشيعية لاعباً مهيمناً”.
وأضاف: “يجب فرض عقوبات على الجميع في لبنان لأن الجميع يتعامل مع حزب الله في لبنان في مختلف الظروف”.
باسيل، هو صهر الرئيس اللبناني، ورئيس التيار الوطني الحرّ الذي يقوده المسيحيون، وهو في قلب الجهود الرامية إلى تشكيل حكومة جديدة في أعقاب الانفجار الهائل الذي وقع في ميناء بيروت في 4 آب/ أغسطس لمستودع مليء بالأسمدة القابلة للتحوّل. وأسفر الانفجار عن مصرع 200 شخص، وعن تدمير قطاعات كبيرة من المدينة، كما آسقط آخر حكومة ائتلافية .
وكانت الاحتجاجات المناهضة للفساد والتي انطلقت العام الماضي، قد أطاحت بالحكومة التي يرأسها سعد الحريري. بيد أنّ رئيسين متتاليين للوزراء لم يتمكّنا من إخراج البلاد من الفوضى الاقتصادية والسياسية . وقد طلب السياسيون اللبنانيون مؤخراً من الحريري العودة إلى منصب رئيس الوزراء، وهو يحاول تشكيل حكومة ائتلافية جديدة. ولكن حلفاء الحريري اتهموا باسيل بالسعي إلى الحصول على نفوذ مبالغ فيه في الحكومة الجديدة، مما أدّى إلى إبطاء المحادثات.
يجب فرض عقوبات على الجميع في لبنان لأن الجميع يتعامل مع حزب الله في لبنان في مختلف الظروف
وقال أحد الأشخاص الذين اطلعوا على الأمر، إنّ إدراج باسيل على اللائحة السوداء من شأنه أن “ينسف تشكيل الحكومة”.
وكانت إدارة ترامب تنوي فرض عقوبات على باسيل منذ أشهر، إلا أنّ الانقسام بين المسؤولين الأميركيين الرئيسيين حول الموضوع، منع واشنطن من اتخاذ هذه الخطوة حتى الآن.
إقرأ أيضاً: جبران لن يتنازل عن الطاقة.. وإلا فلا حكومة
ومن خلال عزل باسيل بالعقوبات، تكون واشنطن قد اتخذت قراراً سيتردّد صداه لمدّة طويلة عقب انتهاء الولاية الحالية لترامب في 20 كانون الثاني/ يناير. وعلى الرغم من بقاء عدد من الولايات غير محسومة انتخابياً، وكانت النتيجة النهائية لانتخابات3 تشرين الثاني/ نوفمبر غير مؤكدة حتى وقت متأخر من يوم الخميس. إلا أنّ الديمقراطي جو بايدن بات على مسافة قريبة من الرئاسة.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، أدرجت الولايات المتحدة وزيرين من الحكومة اللبنانية السابقة في لائحة العقوبات، مع أنهما أقل أهمية، وقالت إنهما ساعدا “حزب الله” المدعوم من إيران، وهما جزء من الفساد المنهجي.
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا