لم يمضِ على خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، أربعة وعشرين ساعة حتى كانت مجموعة من الجيش أو الاستخبارات الأميركية تحطّ في مطار رفيق الحريري الدولي، بهدف تعزيز إجراءات حماية السفارة الأميركية في منطقة عوكر.
وفي معلومات خاصة لموقع “أساس” فقد حطّت في المطار بعد ظهر الإثنين الماضي، طائرة على متنها ما يقارب 150 جندياً أميركياً بلباس مدني وترافقهم معدّات خاصة. سلك موكبهم طريق المطار المحاذي لضاحية بيروت الجنوبية، معقل “حزب الله” ومربعه الأمني، وصولاً إلى السفارة الأميركية في عوكر. ويرجّح أن تكون مهمة المجموعة التحضير لوجستياً لاستقبال عدد من جنود المشاة الأميركيين، وذلك ضمن خطة انتشار واسعة في بلدان الشرق الأوسط يقوم بها يقوم بها الجيش الأميركي بعد استهداف الجنرال الإيراني قاسم سليماني بضربة جوية في العراق قبل أيام.
هذا الانتشار اللافت الذي استجدّ حديثاً، كشفت عنه مواقع أميركية قبل أيام. موقع “تاسك أند ستريبس” الاثنين الماضي عن الرائد كريس برادلي المتحدّث باسم اللواء 173 الأميركي المحمول جواً والمتمركز في مدينة فيشانزا الإيطالية، نقل أنّ جنود اللواء سينتشرون في منطقة الشرق الأوسط. وكشف الضابط الأميركي للموقع: “لدينا قوات من اللواء تنتشر في مواقع للدفاع عن أفراد وممتلكات الولايات المتحدة بحسب التوجيهات”، رافضاً الخوض في مزيد من التفاصيل عن عدد المظليين الذين سينتشرون وأين.
ويتكون اللواء 173 من 3800 جندي من المظليين، ويتضمّن كتيبتين من المشاة وكتيبة استطلاع خفيفة وفوج مدفعية ميدانية، وذلك بحسب الموقع نفسه، الذي ذكر أنّ خبر نشر اللواء المحتمل “نقلته تقارير إعلامية صباح يوم الجمعة الفائت من مصدر رفض الكشف عن هويته داخل البنتاغون”. وقال المصدر إنه يمكن إرسال السفينة 173 إلى لبنان لحراسة السفارة الأميركية في بيروت.
ويُعدّ اللواء 173 المحمول جوا قوة ردّ فعل سريعة. إذ لديه القدرة على الإنتشار خلال 18 ساعة، كوحدة مقرّها القارة الأوروبية (مدينة فيشانزا – إيطاليا). ولم يُعرف إن كانت القوات الأميركية ستصل إلى السفارة جوّاً عبر مطار رفيق الحريري الدولي أو عبر قاعدة رياق الجوية، فيما رجّحت مصادر للموقع المذكور، أنّ تصل بحراً على أن ترسو في مرفأ جونيه، كونه النقطة الأقرب إلى منطقة عوكر.
الصحافي كايل ميزوكامي كتب في موقع “بوبيلار مكانيكس” (المتخصّص في الشؤون العسكرية حول العالم) مقالاً بعنوان “الولايات المتحدة تدفع بكامل قطعها الحربية إلى الشرق الأوسط”. كشف ميزوكامي نقلاً عن مصادر البنتاغون أنّ عناصر القوات الأميركية مُنعوا من إحضار هواتفهم المحمولة أو أيّ جهاز الكتروني يمكن أن يكشف مواقعهم”. وقد اتُخذ هذا الإجراء لحماية “الأمن التشغيلي ولمنع الأعداء من تمييز حركات هؤلاء العناصر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو بيانات هواتفهم”.
أما قناة “فوكس نيوز” فذكرت في اليوم نفسه أنّ سلاح الجوّ الأميركي نشر ستّ قاذفات قنابل من نوع “بي. 52” العملاقة، في قاعدته على جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي. وذكرت القناة أنّ الخطوة تأتي “في إطار جهود يبذلها مسؤولون عسكريون أميركيون لتعزيز القدرات العسكرية في محيط منطقة الشرق الأوسط، بعد إشارات تلقّتها عن احتمال قيام ميليشيات شيعية بشنّ هجمات انتقامية ردّاً على اغتيال سليماني”.
ونقلت القناة عن شهود عيان مغادرة القاذفات قاعدة “باركسديل” الجوية في ولاية لويزيانا إلى قاعدة دييغو غارسيا، التي تقع على بعد 3680 كيلومتر جنوب إيران. وذكر عدد من الخبراء على موقع “تويتر” أنّ القاعدة المذكورة لا تقع ضمن مجال الصواريخ الباليستية الإيرانية، ولهذا أرسلت القاذفات إليها وليس إلى قواعد أقرب لإيران في الخليج.
[PHOTO]