“اشتباك كوروني” ضمن حواجز زجاجية فاصلة بين الطرفين.
هكذا يُمكن وصف المناظرة التي جمعت نائب الرئيس الأميركي مايك بنس والمرشحة للمنصب مع جو بايدن، الديمقراطية كامالا هاريس، التي وصفها ترامب بعد المناظرة بأنّها “وحش على المسرح”.
إقرأ أيضاً: هذه سيناريوهات “المقاومة” بانتظار انتخابات أميركا
في المناظرة التي استمرّت 90 دقيقة في جامعة “يوتا لايك سيتي” منتصف ليل الأربعاء –الخميس، اتهمت المُرشحة الديمقراطية الرئيس ترامب، بأنّه صاحب “أفشل إدارة رئاسية في تاريخ الولايات المتحدة”.
من جهته، قال المرشح الجمهوري والنائب الحالي مايك بنس إنّ خطة المرشح الديمقراطي جو بايدن لمكافحة “كورونا” كانت “سرقة فكرية” من إدارة الرئيس دونالد ترامب، وأنّها ليست من بنات أفكار بايدن.
كانت المناظرة بين بنس وهاريس هادئة ومهذبة نسبيًا، مقارنة بالمناظرة التي جرت قبل أيام بين المرشحين الرئاسيين ترامب وبايدن
وفي المناظرة، سُئِلَت “هاريس”، وهي عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، عما إذا كانت ستأخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا في حال طرحه قبل الانتخابات الرئاسية، لتُجيب بأنّها تأخذ اللقاح في حال نال موافقة مسؤولين أميركيين بارزين، وليس إذا روّج له ترامب، ليردّ نائب الرئيس الأميركي المعروف بولائه الراسخ لترامب: “من غير المعقول الاستمرار في تقويض ثقة الشعب الأميركي في اللقاح إذا ما أنتج خلال إدارة الرئيس الحالي”، وأضاف: “سيناتورة، أطلب منك فقط أن تتوقفي عن إقحام السياسة في حياة المواطنين”.
وأعلن بنس اعتقاده أنّ اللقاح المضاد لكورونا قد يكون متوفّرًا قبل نهاية العام الجاري، على الرغم من أنّ مسؤولي الصّحة العامة الأميركيين أفادوا أنّ مثل اللقاح من غير المتوقع أن يتمّ توزيعه قبل منتصف 2021.
واكتسبت المناظرة بين المرشّحين لمنصب نائب الرئيس أهمية بالغة، لأنّها قد تكون الأخيرة إذا طالت فترة تعافي الرئيس ترامب بعد إصابته بفيروس كورونا، والتي كانت سببًا لتنبيه الناخبين الأميركيين إلى أنّ المرشحين للرئاسة هما الأكبر سنًا في تاريخ المعارك الرئاسية في الولايات المتحدة. وانطلاقًا من هذه النقطة، برزت أهمية تحديد من الذي سيخلف رئيس البلاد إذا ما تعرّض لأمر يمنعه من أداء وظيفته بشكل سليم.
تهذيب وهدوء بعكس ترامب وبايدن
كانت المناظرة بين بنس وهاريس هادئة ومهذبة نسبيًا، مقارنة بالمناظرة التي جرت قبل أيام بين المرشحين الرئاسيين ترامب وبايدن، والتي تحولت إلى حلبة لتبادل الإهانات والشتائم، إلا أنّ النقاش لم يخلُ من السخونة بين المرشَّحَين لنيابة الرئيس.
وعن قضية التمييز العرقي، أعرب نائب الرئيس الحالي عن صدمته لمقتل المواطن من أصول أفريقية جورج فلويد، إلا أنّه رفض إعطاء “عذر لأعمال الشغب والنهب التي أعقبت الحادثة”، معتبرًا أنّ اتّهام بايدن أميركا بأنّها “عنصرية مؤسّسياً” هو “إهانة كبيرة”.
من جانبها ردّت هاريس (أوّل امرأة سوداء تترشّح لمنصب نائب الرئيس) أنّه “في الأسبوع الماضي، رفض دونالد ترامب في المناظرة أمام أكثر من 70 مليون أميركي إدانة العنصريين البيض”.
اتهمت هاريس ترامب “بخيانة أصدقاء واشنطن واحتضان الديكتاتوريين في أنحاء العالم”. ليردّ بنس بتأكيد أنّ ترامب أمر بعمليات قتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي وقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني
بدوره ردّ بنس كلام منافسته الديمقراطية، قائلًا إنّه عندما كانت هاريس مدّعية عامة في سان فرانسيسكو، كان الأميركيون من ذوي البشرة السوداء أكثر عرضة للمحاكمة بقضايا جرائم المخدّرات مقارنة بالبيض والأميركيين من أصل لاتيني.
نقاط أخرى أشعلت النقاش بين المرشّحين…
كذلك هاجمت المرشحة الديمقراطية الرئيس دونالد ترامب كونه دفع 750 دولارًا بشكل سنوي من ضرائب الدخل الفيدرالية كرئيس للبلاد، وفقًا لتحقيق استقصائي أجرته صحيفة “نيويورك تايمز”.
كما قالت السيناتورهاريس إنّ “رسوم الجمارك الانتقامية” التي فرضها الرئيس ترامب على الصين تسبّبت في ركود التصنيع الأميركي، لتؤكّد: “لقد خسرت الولايات المتحدة تلك الحرب التجارية”.
كلام هاريس استدعى ردًا من نائب الرئيس بنس: “خسرنا الحرب التجارية مع الصين؟ بايدن لم يقم بمحاربتها أبدًا، بل كان مشجّعًا للصين الشيوعية طيلة العقود الماضية”.
واتهمت هاريس ترامب “بخيانة أصدقاء واشنطن واحتضان الديكتاتوريين في أنحاء العالم”. ليردّ بنس بتأكيد أنّ ترامب أمر بعمليات قتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي وقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.