يجزم مدير “مؤسسة الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري”، رياض قهوجي، أنّ ما حصل في مرفأ بيروت من انفجار جاء بفعل غارة إسرائيلية على مخزن للذخيرة تابع لحزب الله. وبعد الانفجار، وصلت شرارة النار، أو شظية، إلى العنبر الذي يحتوي على الامونيوم، وحدث الانفجار الكبير.
قهوجي وفي حديث مع “أساس” يذهب في تأكيده بعيداً فيقول: “من خلال مشاهدتي للفيديوهات بالعين المجرّدة. وبحسب خبرتي، هناك جهات دولية عديدة لديها الصور كاملة. ولكن اليوم هناك مصالح وأهداف، ولا تريد أن يحدث أيّ تصعيد ومواجهة بين حزب الله وإسرائيل. لذا، عليها أن تتغاضى وتسكت عن الأمر. إنما هذه الحقيقة لا بدّ أن تظهر والأيام المقبلة ستكشفها”.
إقرأ أيضاً: هل هو عمل تخريبي؟ … عسكريون يجيبون: كل شيء وارد
برأي قهوجي هناك انفجار أوّلي “بكلّ وضوح. وبعدها شاهدنا انفجارات صغيرة متتالية سُمع صوتها بشكل واضح. وبعدها بثوانٍ، حصل الانفجار الكبير الذي كان انفجار عنبر الأمونيوم. وهناك شهود عيان أفادوا أنهم سمعوا أصوات طيران حربي يحلّق في الأجواء قبل ثوانٍ من الانفجار الأول”.
وحول حجم الانفجار وطبيعته، فإنّ “2750 طنّ أيّ ما يعادل بحسب تقدير الخبراء العسكريين 6 آلاف كيلوTNT ، وهي أقل بقليل من حجم الرأس النووي التكتيكي. وشاهدنا هذا الانفجار الهائل وعصفه وصل إلى مسافة تفوق الـ30 كلم في بيروت وضواحيها وصولاً إلى قبرص”.
إسرائيل وحزب الله استفادا من بعضهما البعض بالتحرّك. فيما قرّرت الحكومة اللبنانية أن تتحمّل المسؤولية كاملة عبر الاعتراف بوجود هذه الحاوية. لكن حجّتها حول كيفية انفجار الحاوية غير منطقية وضعيفة
قهوجي يشكّك بالرواية الاسرائيلية كما يشكّك برواية حزب الله: “إسرائيل تصرّفت بشكل غريب. في البداية، تناقلت بعض الصحف الإسرائيلية أنّ إسرائيل نفّذت هجوماً وبعدها تراجعت من خلال نفي غير مباشر بتسريب الخبر عبر وكالة “رويترز”. إسرائيل تفاجأت من حجم الانفجار والدمار الذي هدّم جزءاً كبيراً من بيروت ما سيترك انطباعاً وسيؤدّي إلى ردّ فعل سلبي عند الرأي العام الدولي. لذا لم تعترف. ثم وجدت لبنان وحزب الله لا يريدان الاعتراف بحدوث هجوم حتّى لا يضطرّ حزب الله للردّ والانجرار إلى حرب مع إسرائيل”.
يرى قهوجي أنّ “إسرائيل وحزب الله استفادا من بعضهما البعض بالتحرّك. فيما قرّرت الحكومة اللبنانية أن تتحمّل المسؤولية كاملة عبر الاعتراف بوجود هذه الحاوية. لكن حجّتها حول كيفية انفجار الحاوية غير منطقية وضعيفة”.
ماذا بعد هذه الكارثة؟ هدوء أم بداية مواجهة عسكرية كبرى؟
قهوجي يرى في ما حصل رادعاً للطرفين إسرائيل وحزب الله: “من جهة، يردع إسرائيل من الاستمرار بمهاجمة أهداف داخل لبنان، وتستمر باستهداف قواعد ايرانية في سورية. وهي حاولت أن تمتدّ وتوسّع ساحة المواجهة لتشمل لبنان. ومن جهة أخرى حزب الله لن يدخل في مواجهة من لبنان لأنّ الرأي العام في لبنان مصدوم ممّا جرى، ولن يتقبّل المزيد من المعاناة”.
لبنان دفع الفاتورة المستحقة عليه بحسب قهوجي: “بيروت دفعت بالحجر والبشر فدية نجاة لبنان من مؤامرة عسكرية كبيرة. والمطلوب اليوم حكومة وبرلمان جديدان. لبنان لا يستطيع أن يحيا ويستمر بوجود حكومة من لون واحد. لبنان لا يستطيع أن يكون جزءاً من أيّ محور. لبنان يجب ان يكون دولة على الحياد تتمتع بعلاقات مع جميع الدول العربية والمجتمع الدولي. فحجم الفساد وصل لحدّ غير مقبول وشهدنا أمس كيف دفع الحجر والبشر ثمن هذا الفساد الذي سمح لهم بإبقاء حاوية أمونيوم في المرفأ، ووجود مخزن ذخيرة إلى جانبها، وكل هذا مؤشر على أنّ الدولة فاشلة ويجب أن تقتلع من جذورها”.