مرشّح “داعش” في انتخابات الأسد!

مدة القراءة 3 د


في خانة “عاجل” بثَّت وسائل إعلام الأسد هذا الخبر الطريف: “اللجنة القضائية العليا تعلن عن بدء مرحلة الصمت الانتخابي”!!

فعلى عادة جميع الأنظمة الدكتاتورية، يُصرُّ نظام الأسد على إظهار أنّه من بين الديموقراطيات الراسخة، التي تُجري الانتخابات وتلتزم بمرحلة “صمت انتخابي”.

إقرأ أيضاً: جنود الأسد يتسوّلون بالزي الرسمي

لكنَّ هذا “الصمت الانتخابي” سرعان ما تحوَّل إلى ضجَّةٍ في مواقع التواصل الاجتماعي، مع اكتشاف مؤيّدي الأسد، قبل غيرهم، أنَّ من بين المرشّحين لعضوية “مجلس الشعب” أحد قياديي تنظيم “داعش” السابقين!

فادي رمضان العفّيس (37 عاماً)، الذي كان قيادياً محلّياً في التنظيم الإرهابي بدير الزور قبل أن يهجره ليلتحق بميليشيا “لواء الباقر” الإيرانية، يترشّح كممثّل لـ”الشباب” السوري!

العفّيس (مواليد قرية الحسينيَّة في ريف دير الزور الغربي) كان قد تحوَّل من قيادي في “داعش”، إلى قيادي في “لواء الباقر”، ثمَّ إلى مرشّح لعضوية “مجلس الشعب” في “سوريا الأسد”… لتكتمل سلسلة من “التحوُّلات” التي لا يمكن تفسيرها خارج المنطق المشكّك الذي يعتقد بوجود حصَّةٍ كبيرةٍ للأسد وإيران في “شركة داعش المساهمة” لخدمات الإرهاب المحلّي والإقليمي والدولي.

عَلَم النظام في خلفية الدعاية الانتخابية للعفّيس، كان ذات يوم رايةً سوداء يقطع رؤوس الخَلْق في ظلالها. مع يقيننا بأنَّ شيئاً لم يتغيَّر – ولا بدَّ – مع تغيير العَلَم، ما دام قطع الرؤوس مستمرَّاً على الرغم من تبدُّل أشكال الرايات وألوانها. ناهيكَ عن الحقيقة التي تقول بأنَّ عَلَم الأسد قد أُريق من الدماء تحته أكثر مما أُريقَ تحت راية “داعش”.

إنَّ “العرس الجماهيري” في انتخابات “مجلس الشعب”، والذي لا يكتمل إلا بعقد حلقات الدبكة في “المراكز الانتخابية”، له “عريس” حقيقي هذه المرَّة. “عريس” يمثّله خير تمثيل لأنه ابن الجانب الأكثر ظلاماً في المؤامرة التي حيكت ضدَّ ثورة السوريين لنيل حرّيتهم وكرامتهم.

تحوَّل من قيادي في “داعش”، إلى قيادي في “لواء الباقر”، ثمَّ إلى مرشّح لعضوية “مجلس الشعب” في “سوريا الأسد

“حضن الوطن”، المصطلح الرسمي الذي يعتمده إعلام الأسد اسماً دعائياً لما يجري من “مصالحات” في سوريا، يتَّسع لسفَّاح سابق في “داعش”، ولا يتَّسع لمعارضين مدنيين سلميين عُرضت لجثثهم 55 ألف صورة في ملفّ “قيصر”!

إنَّ “انتخابات” الأسد في هذه الدورة، على الرغم من هزليَّتها المعتادة، وعلى الرغم من كونها مجرَّد مناسَبة لتأليف النكات حولها، قدَّمت دليلاً جديداً – لا نحتاجه – عن الصانع الحقيقي لـ”داعش”، أو على الأقلّ عن أحد مساهميه الكبار: ذاك الذي تظهر وجوه معارضيه المدنيين مشوَّهةً مفجعةً في صور “قيصر”، بينما تظهر وجوه دواعشه السابقين مشرقةً ضاحكةً ضمن حملاته الانتخابية!

 

مواضيع ذات صلة

الجيش في الجنوب: mission impossible!

لم يعد من أدنى شكّ في أنّ العدوّ الإسرائيلي، وبوتيرة متزايدة، يسعى إلى تحقيق كامل بنك أهدافه العسكرية والمدنية، من جرائم إبادة، في الوقت الفاصل…

وزير الخارجيّة المصريّ في بيروت: لا لكسر التّوازنات

كثير من الضوضاء يلفّ الزيارة غير الحتميّة للموفد الأميركي آموس هوكستين لبيروت، وسط تضارب في المواقف والتسريبات من الجانب الإسرائيلي حول الانتقال إلى المرحلة الثانية…

تعيينات ترامب: الولاء أوّلاً

يترقّب الأميركيون والعالم معرفة ماذا تعلّم الرئيس ترامب من ولايته الأولى التي كانت مليئة بالمفاجآت وحالات الطرد والانشقاقات، وكيف سيكون أسلوب إدارته للحكم في ولايته…

الميدان يَنسِف المفاوضات؟

لا شيء في الميدان على المقلبين الإسرائيلي واللبناني يوحي بأنّ اتّفاق وقف إطلاق النار يسلك طريقه إلى التنفيذ. اليوم ومن خارج “دوام عمل” العدوّ الإسرائيلي…