فيما يبدو عقاباً على إعلانه رفض بلاده إجراء تحقيق دولي في تفجير مرفأ بيروت، عجّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنقل ألكسندر زاسبكين، من منصبه كرئيس للبعثة الدبلوماسية الروسية في بيروت، وعيّن مكانه الدبلوماسي ألكسندر روداكوف “سفيراً جديداً فوق العادة لروسيا في لبنان ومفوّضاً لروسيا الاتحادية لدى الجمهورية اللبنانية”.
وبحسب الإعلام الروسية الرسمي، فإنّ المرسوم الرئاسي نُشر اليوم الجمعة في “البوابة الرسمية القانونية” للكرملين، وبموجب مرسوم آخر، أعفى بوتين السفير الفير زاسبكين.
إقرأ أيضاً: ماذا وجدت البعثة الروسية في المرفأ؟
وكان زاسبكين قد أكّد في حديث لإذاعة “صوت لبنان” قبل أيام، أنّه “من السابق لأوانه الاستنتاج والتحدّث عن التداعيات الطويلة الأمد لما حدث”، مستنتجاً أنّ “الأجهزة الأمنية اللبنانية قادرة على القيام بالتحقيق، وكلّ شيء متوفّر لها، وما حدث واضح بنسبة 90 في المئة، ولا يتطلّب جهداً فوق العادة”، خصوصاً أنّ تكاليف التحقيق الدولي قد “تكون باهظة وتستمرّ لسنوات”، وهناك “خطر تسييسه” على حدّ قوله. ودعا من يطالب بالتحقيق الدولي إلى “عدم تسييس الموضوع واستغلاله داخليا لمآرب سياسية”، لأنّ من يدعو إلى تحقيق دولي “يبدو أنّ لديه مواقف أخرى لتدويل الحالة اللبنانية، ونحن نرفض هذا المبدأ، ولا نريد أن يكون هناك أيّ شيء ضدّ السيادة اللبنانية”.
مصدر قريب من دوائر القرار في موسكو، قال لـ”أساس” إنّ زاسبكين “صحّح ما قاله في اليوم التالي”، في إشارة إلى أنّه “أخطأ في التقدير وفي تقديم موقف بلاده من هذا الملفّ”
عاد زاسبكين وتراجع عن كلامه في اليوم التالي، ضمن برنامج “بيروت اليوم” عبر تلفزيون mtv، حيث قال: “لا موقفَ رسميّاً روسيّاً بشأن التحقيق الدولي بتفجير بيروت. وبرأيي الشخصي، تعود الأولوية تعود إلى موقف السلطات اللبنانية الرسمية من هذا الموضوع”.
مصدر قريب من دوائر القرار في موسكو، قال لـ”أساس” إنّ زاسبكين “صحّح ما قاله في اليوم التالي”، في إشارة إلى أنّه “أخطأ في التقدير وفي تقديم موقف بلاده من هذا الملفّ”، مؤكداً أنّ السفير قد “بلغ سنّ التقاعد وتبديله أمر روتيني”. خصوصاً أنّ أجهزة مختلفة دخلت على خطّ التحقيق في مسرح الجريمة، إلى جانب السلطات اللبناني، منها FBI، ما يجعل الغياب الروسي مضادّاً لسياستها الجديدة في المنطقة وفي لبنان تحديداً، مع العلم أنّ هناك بعثة روسية تعمل بين حطام مرفأ بيروت على التفتيش تحت الأنقاض عن المفقودين.
وبالفعل كان زاسبكين (مواليد عام 1951) يستعدّ لمغادرة لبنان، لكن بحلول شهر تشرين الأوّل المقبل وليس الآن، ليسلّم المهمة الدبلوماسية، حسبما كان مقرّراً، لرادكوف “الذي يتمتع بخبرة واسعة في قضايا الشرق الأوسط أسوة بزاسيبكين”. لكن يبدو أنّ الكلام الذي أدلى به حول رفض روسيا التحقيق الدولي في تفجير بيروت قد سرّع في قرار سفره.