لا شكّ، إنّ أبرز لقاء لوكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل أثناء زيارته للبنان، كان مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، الذي يُمسك بزمام التفاوض عن الجانب اللبناني بملف ترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة. مصادر مطّلعة على أجواء لقاءات هيل إلى لبنان قالت إنّ لقاءه بكلّ من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المستقيل حسّان دياب، كان مجرّد مرورٍ بروتوكولي، حيث إنّ “ثقل الزيارة” كان في عين التينة.
إقرأ أيضاً: على وقع “سبت المشانق”: هيل يحمل جزرة التسوية بعد عصا الحصار
المصادر قالت لـ”أساس” إنّ اللقاء بين الرئيس برّي ووكيل الخارجية الأميركية صاحب الباع الطويل بالملف اللبناني، تركّز على تطوير الإيجابيات التي أعلنها الرّئيس برّي قبل أيّام في حديث لجريدة “النهار”، فيما يتعلّق بترسيم الحدود، وأنّ الجانبين بحثا كيفية إيصال الأمور إلى خواتيمها مع الزيارة المرتقبة لمساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر إلى لبنان أواخر الشّهر الجاري. فشينكر يُعدّ الرّجل الثاني في الخارجية الاميركية، وينبغي أن تكون زيارته لـ”قطف ملفّ ناضج”، ومن ثَمّ الانتقال لبحث الملفات الأخرى.
علم “أساس” من مصادر مطّلعة أنّ المفاوضات الجارية بشأن تمديد عمل قوات الطوارئ الدّولية العاملة في جنوب لبنان تشهد إيجابيات في الأروقة الدبلوماسية، حيث كان لافتًا إظهار ليونة أميركية في التعاطي مع هذا الملف
وأضافت المصادر المطّلعة لـ”أساس” أنّ هيل أكّد أمام برّي أنّ ملف ترسيم الحدود هو لمصلحة لبنان الذي يتجه لإعادة إعمار ما هدمه تفجير مرفأ بيروت، وأنّ للبنان مصلحة اقتصادية مهمة كون الملف مرتبط بالتنقيب عن النفط والغاز في المتوسط، وتحديدًا البلوكات الجنوبية 8 و9 و10 ما من شأنه “إنعاش الجنوب”.
وفي صعيد متّصل، علم “أساس” من مصادر مطّلعة أنّ المفاوضات الجارية بشأن تمديد عمل قوات الطوارئ الدّولية العاملة في جنوب لبنان تشهد إيجابيات في الأروقة الدبلوماسية، حيث كان لافتًا إظهار ليونة أميركية في التعاطي مع هذا الملف. وتشير المصادر أنّ ملفي ترسيم الحدود وتمديد عمل اليونيفل مرتبطان ببعضهما البعض. وأيّ إيجابية في ملف الترسيم تُترجم إيجابيًا في ملف اليونيفل، والعكس صحيح، خصوصًا أنّ الولايات المتحدة كانت قد أشارت في السابق إلى رغبتها إجراء تعديلات على مهام القوة الدولية العاملة في الجنوب.