في بحث جديد عن سبل الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، لا سيما عند فتح الجامعات، رأى ديفيد بالتييل (David Paltiel) وزملاؤه في معهد يال للصحة العامة في نيو هافن، بولاية كونيكتيكت الأميركية، أنّه لا بدّ من فحص طلاب الجامعات مرة كلّ يومين. فوباء كوفيد-19، يفرض تهديداً وجودياً للجامعات في الولايات المتحدة كما في العالم، سواء فتحت أبوابها للطلاب في أيلول القادم، أو خاطرت بتحمّل خسائر مالية كبيرة.
إقرأ أيضاً: ذعر في حيّ اللجا: كورونا يغزو بيروت… والبلدية تنام في العسل
ففي الحالة الأولى، سيكون الطلاب أمام خطر انتشار فيروس الكورونا بمعدّلات كبيرة، بحسب ما هو مشاهد في بلدان كثيرة لا سيما الولايات المتحدة التي هي على رأس الدول الموبوءة حالياً. وفي الحالة الثانية، أي الامتناع عن فتح الجامعات الخريف المقبل، فإنّ ذلك يترتّب عليه خسائر مالية للجامعات وعقبات تربوية، وهو ما يهدّد السياسة التعليمية كما الجامعات نفسها. من أجل ذلك، لا بدّ من وضع آلية نموذجية لعودة آمنة إلى الجامعات في خريف هذا العام.
علم “أساس” أنّ الجامعة الأميركية في بيروت تبحث في الآلية المناسبة لاستئناف التدريس في الخريف المقبل
في البحث الأوّلي الذي ما زالت نتائجه تحتاج إلى مراجعة تحكيمية، قام بالتييل بوضع نموذج يعرض أثر مختلف استراتيجيات الفحص في عدد الإصابات بكوفيد-19، بين 5 آلاف طالب خلال فصل دراسي واحد، مؤلف من 80 يوماً. وعمل الفريق على ثلاثة سيناريوهات.
افترض الباحثون في أحد السيناريوهات أنّه ستظهر خمس إصابات جديدة كلّ أسبوع. وكلّ طالب مصاب سينقل المرض إلى الآخرين بمعدّل 2.5 طالب، وأنّه سيُعزل المصابون. بالمقابل، وجد فريق العمل أنّ إخضاع الطلاب للفحص كل يومين، بأداة فحص سريعة ورخيصة نسبياً، سيحصر عدد الإصابات في حدود 135 من أصل 5 آلاف في الفصل الدراسي الواحد، كما أن كلفة الفحص تبلغ 470 دولاراً لكلّ طالب خلال الفصل. أما في السيناريو الثاني، لو اقتصر الفحص على مرّة واحدة في الأسبوع، فستكون النتيجة تصاعداً هائلاً في الإصابات.
وفي السيناريو الثالث، إذا كان معدّل نقل العدوى أعلى، أي أكثر من 2.5، فلكي يبقى تصاعد عدد الإصابات تحت السيطرة، فعلى الإدارات المعنيّة إجراء فحص يومي للطلاب، ما سيؤدّي إلى مضاعفة التكلفة. وأكّد الباحثون على أنّ الإجراءات الوقائية مثل التباعد الاجتماعي تبقى أساسية في كلّ الأحوال.
على صعيد متصل، علم “أساس” أنّ الجامعة الأميركية في بيروت تبحث في الآلية المناسبة لاستئناف التدريس في الخريف المقبل، مع اتخاذ إجراءات وقائية كي لا يتسبّب الاكتظاظ في الصفوف، والاحتشاد في القاعات، إلى انتشار الوباء، ما قد يؤدّي إلى عرقلة العملية التدريسية، من جهة، وإلى اضطرار الجامعة لاعتماد التدريس عن بُعد، وهو حلّ ليس محبّذاً الاعتماد عليه كلّياً، من جهة أخرى.
المقترح في هذا المجال هو الجمع بين التباعد الاجتماعي والتعليم عن بُعد، بحيث تتحقّق إيجابيتان نسبيتان، بدلاً من وقوع سلبيتين مقابلتين، أي الاكتظاظ في الصفّ أو التعليم عن بُعد كلّ أيام التدريس أسبوعياً. وعليه، يقسّم طلاب الصف الواحد أو المادة الدراسية، إلى قسمين أو ثلاثة، بحسب ما تسع القاعة مع مراعاة التباعد الاجتماعي. فيحضر كلّ قسم يومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع، فيما يتابع الآخرون الدرس على الإنترنت مباشرة. وبهذا، تتجنّب الإدارة مساوئ الاحتشاد ومخاطر الإصابة من جهة، كما توفّر للطلاب حدّاً أدنى من الحضور المباشر في الصفوف مع الاستفادة من تقنية التعلّم عن بعد.
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا