واشنطن تحشر عون وباسيل ليبتعدا عن “حزب الله”

مدة القراءة 3 د


بدأ رئيس حكومة العسكريين ميشال عون مرحلة صعوده إلى قصر بعبدا بالفوضى في 1988، ويبدأ ختام مسيرته رئيساً للجمهورية بالفوضى وأزمة مالية لا سابق لها في 2020. الفارق أن ملامح لبنان ما بعد دخان الحرب، كانت ترتسم على شكل الرئيس رفيق الحريري، الذي كان آتياً متأبّطاً خرائط الإعمار، أياً يكن اسم رئيس ما بعد اتفاق الطائف. اليوم يصعب التحديد: ماذا ينتظرنا بعد هذه الفوضى المتكرّرة، وإن من دون حرب معلنة؟

إقرأ أيضاً: لبنان في ظلّ قيصر: كاراكاس أو هونغ كونغ

تؤكد مصادر أميركية أنّ الضغط الأميركي سيتواصل على ميشال عون والوزير السابق جبران باسيل على إعلان ابتعادهما عن “حزب الله” واتخاذ خطوات ملموسة تترجم هذا الابتعاد، وسعيهما إلى إعادة لبنان لحاضنته الدولية والعربية. وإلا فسيكون عليهما مواجهة نتائج وخيمة تقضي على ما تبقى للعهد من رصيد في البيئة المسيحية، كما على آخر آمال باسيل الرئاسية ومستقبله السياسي.

وتضيف المصادر: لم يعد هناك مجال واسع للمناورة. سيتبلغ الرجلان على وقع انهيارات وعقوبات يتحملان مسؤولياتها تبعاتها ما تعريبه بالعامية “يا حِطّ يا نِطّ”.لم يعد ثمة خيار ثالث.

والمشروع المتداول في الكونغرس الأميركي بصياغة الحزب الجمهوري الذي يرشح الرئيس بري وجبران باسيل، حتى لو لم يصل إلى خواتيمه هو رسالة واضحة المعالم من إدارة أميركية قائمة وسيجدّد لها.

إزاحة محمد بعاصيري رافقه تعيين نائب أول للحاكم كانت سلطات الولايات المتحدة رفضت طلبه تأشيرة دخول إليها السنة الماضية

ويرصدون في واشنطن ارتباكاً في الأداء السياسي لـ”حزب الله” في بيروت. فيوماً يتجه إلى التفكير في إسقاط حكومة دياب واستبدالها ولا يفعل، ويوماً يتجه إلى إقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ولا يفعل. حزب حائر ويحيّر معه شارعه الغاضب الذي يتحرك مذهبياً في يوم، وضد الطائفية والمذهبية بعد أيام، ويعبّر عن حال ضيق على الدوام من خلال أعمال شغب واستفزازات في أكثر من اتجاه. ويرى هؤلاء المتابعون قوة في موقف سلامة. قوة نابعة من عدم استعداد أحد للجلوس مكانه في قيادة الباخرة المهدّدة بالغرق والعواصف تضربها من كلّ جهة. وقوة مَن عرف أن يقيم من حوله حزام أمان سياسياً وإعلامياً، وهو يتموضع في منطقة حماية بين الرئيس نبيه بري، وبين واشنطن التي تعتبره أفضل من أيّ مرشح للحاكمية يمكن أن يقدّمه تحالف “حزب الله” – باسيل.  

وتلفت المصادر إلى أن “إزاحة محمد بعاصيري من منصبه في نيابة الحاكمية، وهو الذي كان يتولى دوراً رئيسياً في التنسيق مع الدوائر المالية المختصة في الولايات المتحدة، رافقه تعيين نائب أول للحاكم، يحلّ مكانه في حال غيابه، كانت سلطات الولايات المتحدة رفضت طلبه تأشيرة دخول إليها السنة الماضية. ومع غياب إصلاحات لن تتحقّق على الأرجح في ظلّ حكومة حسان دياب، وربما في ظل العهد ككل، لا دولار سيأتي إلى لبنان. ولا ريال ولا أورو أو دينار، بل فوضى تقرع بقوة على الأبواب، وميشال عون لا يخاف الفوضى عادة”.  

مواضيع ذات صلة

الجيش في الجنوب: mission impossible!

لم يعد من أدنى شكّ في أنّ العدوّ الإسرائيلي، وبوتيرة متزايدة، يسعى إلى تحقيق كامل بنك أهدافه العسكرية والمدنية، من جرائم إبادة، في الوقت الفاصل…

وزير الخارجيّة المصريّ في بيروت: لا لكسر التّوازنات

كثير من الضوضاء يلفّ الزيارة غير الحتميّة للموفد الأميركي آموس هوكستين لبيروت، وسط تضارب في المواقف والتسريبات من الجانب الإسرائيلي حول الانتقال إلى المرحلة الثانية…

تعيينات ترامب: الولاء أوّلاً

يترقّب الأميركيون والعالم معرفة ماذا تعلّم الرئيس ترامب من ولايته الأولى التي كانت مليئة بالمفاجآت وحالات الطرد والانشقاقات، وكيف سيكون أسلوب إدارته للحكم في ولايته…

الميدان يَنسِف المفاوضات؟

لا شيء في الميدان على المقلبين الإسرائيلي واللبناني يوحي بأنّ اتّفاق وقف إطلاق النار يسلك طريقه إلى التنفيذ. اليوم ومن خارج “دوام عمل” العدوّ الإسرائيلي…