تنظر المجموعات الثورية بريبةٍ إلى دخول “الثنائي الشيعي” ، بالأنصار والسرايا، إلى ساحات الثورة وحراكها منذ مساء الخميس الفائت. وقد تصاعد هذا الدخول نحو التخريب والفوضى في شوارع بيروت مساء الجمعة، وهو ما طرح العديد من علامات الاستفهام حول هذا التحوّل في موقف هذا الثنائي.
المجموعات الثورية، بعد هذا التحوّل، عقدت سلسلة اجتماعات، وتتجه إلى إعلان قيادة واضحة لها, وتشرح ذلك لـ”أساس” الناشطة في “هيئة تنسيق الثورة” الدكتورة لينا حمدان. برأيها أنّ “ما حصل يومي الخميس والجمعة هو لعبة سياسية”. والدليل أنّه “فجأة، هذه المجموعات كانت هي نفسها تهاجم الثوار تحت شعار “الطائفية”، وتحوّلت بين ليلة وضحاها ليصير شعارها “لا طائفية”. وبالتالي من المؤكد أن تحرّكها ليس عفوياً بل هو منظّم. وارتفاع سعر الدولار لا يبرّر كلّ ما يحصل. فليس وحده رياض سلامة المسؤول عن ارتفاع سعر الدولار وليس المسؤول الوحيد عن انهيار البلد. المسؤولون متنوّعون”.
وتختمت مؤكدة أنّ “الثورة إلى تنظيم وتوحيد، وإلى اجراء تنسيقات وترتيبات داخلية، وانتخاب قيادة للثورة”.
إقرأ أيضاً: متظاهرون لـ”أساس”: أخطأنا.. وعلينا توحيد شعارات الثورة
من جهته، مؤسس مجموعة “كلنا وطن” الناشط ربيع سيباسي قال لـ”أساس” إنّ المتظاهرين اعتادوا دائماً على هجوم ناس تصرخ وتنادي “شيعة شيعة”، لكنّ الخطاب الجديد “هو لعبة سياسية بامتياز وشاهدتها بأم العين تحت شعارات موجهة لحاكم مصرف لبنان فهذه البروباغندا بدأ التحضير لها منذ صباح يوم الخميس”. وتابع: “نحن كمجموعات ثورية من كافة المناطق اجتمعنا ونسّقنا ووضعنا خطة جديدة للأيام المقبلة لأنّه من الواضح أنّ المواجهة أصبحت في الشارع وليس بين الشارع والسلطة كما قبل، وعلينا أن نستفيد من كل ما يحصل”.
وضّاح الصادق، أحد مؤسّسي مجموعة “أنا خطّ أحمر” اعتبر في حديث لـ”أساس” أنّ “الشارع ملكٌ لجميع أنصار التيارات (ومن بينهم حزب الله وحركة أمل) وعلينا استقبال جماهير الأحزاب وعدم الاعتراض طالما أنّ الشارع يبقى محافظاً على مطالبه الصحيحة”. ويضيف: “علينا أن ننتظر ونترقب ماذا سيحصل في الأيام المقبلة. ولا أعتقد أنهم يريدون إسقاط الحكومة لأنّها حكومتهم. وبعدما أضعنا 4 أشهر من عمر هذا البلد وفي أحلك الظروف، يبدو أنّهم ليسوا على استعداد لأن يعترفوا بفشلهم، إضافة إلى أن ليس لديهم بديل عن دياب. ونظرية إقالة رياض سلامة شبه مستحيلة، فهي بحاجة لأسباب موجبة، ولا يكفي مجلس الوزراء، بل هناك لجنة قضاة عليها أن تحقّق في أي اتّهام له”.
ما حصل في 6/6 كان بهدف زرع فكرة الفتنة على عكس ما حصل في اليومين الماضيين، فكان دورهم أن تتمّ عملية الضغط بمكان آخر، ولم تظهر نتائج هذا المكان الآخر
ويصف الصادق مشهد نزول الناس إلى الشارع بـ”العفوي”، وأنّ “مجموعات شباب الخندق الغميق دخلت بشكل وديّ، وهتفت ضد الطائفية، ولو أنّ هذا المشهد غير صادق ولم نشاهده من قبل لأنه في السابق كان مطلوباً منهم أداء دور آخر”.
ويؤكد الصادق أن “هناك من يخطّط ويطلب من الناس التنفيذ، فما حصل في 6/6 كان بهدف زرع فكرة الفتنة على عكس ما حصل في اليومين الماضيين، فكان دورهم أن تتمّ عملية الضغط بمكان آخر، ولم تظهر نتائج هذا المكان الآخر”.
ويختم الصادق: “في 6/6/ شعرت السلطة بالخطر، وبأنّ جمهور هذه الأحزاب الحاكمة يمكن أن ينضمّ إلى الشارع، وبالتالي يفقدون السيطرة عليه. ولهذا السبب، حدثت عملية الإرهاب ومحاولة خلق فتنة. فالشارع الشيعي “بكبسة زر” بينزل و”بكبسة زر” بيطلع. وشاهدناهم يوم الخميس الفائت منضبطون والجيش والقوى الأمنية كانت سلمية”.
يحذّر أخيراً: “أخاف أن نخسر الشارع بأكمله إذا لم ننظّم أنفسنا”.