يبدو أنّ العام 2021 سيكون عام كوفيد-20 بعدما كان العام 2020 عام كوفيد-19، ما نغّص فرحة الذين كانوا يتحضّرون للاحتفال بعيدي الميلاد ورأس السنة.
لكنّ المطمئن أنّ لقاح فايزر وموديرنا وغيرها من اللقاحات “تتغلّب على السلالة الجديدة من الفيروس”، بحسب وزير الصحّة حمد حسن، الذي شدّد على أنّ “سلوك المواطنين هو الواقي الأول والأخير من الوباء، ولا يمكن أن نمنع دخول سلالة كورونا الجديدة إلى البلد”، وأكّد أنّ لقاح فايزر يصل في منتصف شهر شباط تقريباً، وأنّ “الوزارة قد تلجأ إلى لقاحاتٍ أخرى، والبرّادات باتت مؤمنة وستأتي برادات من شركة “فايزر” إلى الوزارة، كذلك تعمل الوزارة على الحصول على لقاحات مجانية للاجئين من المنظمات الدولية، والتسجيل المسبق للذين سيتلقّون اللقاح سيبدأ قريباً”.
كذلك تتوقع وزارة الصحة أنّه حتّى شباط سيكون لبنان قد شكّل مناعة مجتمعية بين 15 إلى 20 في المئة من عدد السكان، ممن أصيبوا بكوفيد 19. في حين حذّر وزير الصحّة من العودة إلى إقفال البلد إذا ارتفعت نسبة الإصابات في فترة الأعياد.
كذلك استبعدت منظّمة الصّحة العالميّة أن يكون للسّلالة الجديدة أيّ تأثير على قُدرة اللّقاح. أما شركة “بيونتيك”، فأكدت أنّ اللقاح الحالي فعّال، وأنها قادرة على توفير لقاح جديد خلال 6 أسابيع في حال تحوّل الفيروس. وستعمل الشركة على اختبار اللقاح ضد السلالة الجديدة خلال الأسبوعين المقبلين.
وبحسب الخبراء فلا خيار للسيطرة على الوضع، سوى التشدد في أساليب الوقاية والتزام التباعد الاجتماعي، والحدّ من التجمّعات، خصوصاً في فترة الأعياد التي دخلناها.
تتوقع وزارة الصحة أنّه حتّى شباط سيكون لبنان قد شكّل مناعة مجتمعية بين 15 إلى 20 في المئة من عدد السكان، ممن أصيبوا بكوفيد 19. في حين حذّر وزير الصحّة من العودة إلى إقفال البلد إذا ارتفعت نسبة الإصابات في فترة الأعياد.
استنفار في لبنان
الاستنفار العالمي وصل إلى لبنان، فرفعت وزارة الصحّة توصية إلى الحكومة بإصدار قرار بوقف الرحلات الجوية بين بيروت ولندن، وأعلن وزير الصحّة أنّ التوصيات تتضمن توقيف الرحلات بضعة أيام “للاستيضاح”، وطلب أن يقوم الوافدون بتغيير وجهة السفر من خلال لندن قبل المجيء إلى بيروت، وأن يلتزم الوافدون من لندن بحجر منزلي إلزامي لمدة 5 أيام، أو داخل فندق لمدة 3 أيام، على أن يخضعوا بعدها لفحص PCR، تحت إشراف وزارة الصحة والسلطات المحلية والأجهزة الأمنية.
رئيس لجنة مكافحة الأمراض السارية في وزارة الصحة الدكتور وليد عمار أكّد لـ”أساس” أنّ “الأمور ما زالت مبهمة ولبنان مثله مثل باقي الدول التي أعلنت عن وقف الرحلات من لندن لفترة بسيطة، إلى أن تتّضح الصورة ونعرف تفاصيل أكثر ونأخذ احتياطات أشمل. واللجنة الصحية اقترحت الحجر داخل فنادق لمدة 3 أيام بانتظار نتائج فحص الـPCR، أما القرار النهائي فهو لدى مجلس الوزراء، إما أن يوافق أو أن يرفض، وإذا تمّ رفض الاقتراح، فعلى الوافدين من لندن أن يلتزموا الحجر في منازلهم لكن تحت مراقبة قوى الأمن الداخلي والبلديات”.
وأكّد عمار أنّ “هذه السلالة الجديدة لا تتغلّب على اللقاح لغاية الآن، لكن تسارع التطوّرات يجعلنا نطالب بالحصول على اللقاح في أسرع وقت ممكن”.
فحوصات متطورة أكثر من الـ PCR؟
وشرح الدكتور عمّار عن فحص الـ”DNA Sequencing” الذي أعلن عنه وزير الصحة حمد حسن للمصابين بالفيروس، لتحديد ما إذا كان الفيروس هو Covid-19 المنتشر منذ حوالى سنة أو الطفرة الجديدة: “هو تحليل جيني لمعرفة تغييرات الفيروس وعما إذا وصل إلى لبنان. ومستشفى رفيق الحريري الجامعي مجهز بهذه المختبرات العلمية. والآلية تكون بأخذ عيّنة من المصاب الآتي من لندن، وعيّنة من المصابين في لبنان، لمقارنتها. وعندها نكتشف إن كانت هذه السلالة الجديدة موجودة في لبنان”.
اللجنة الصحية اقترحت الحجر داخل فنادق لمدة 3 أيام بانتظار نتائج فحص الـPCR، أما القرار النهائي فهو لدى مجلس الوزراء، إما أن يوافق أو أن يرفض، وإذا تمّ رفض الاقتراح، فعلى الوافدين من لندن أن يلتزموا الحجر في منازلهم لكن تحت مراقبة قوى الأمن الداخلي والبلديات
رئيس لجنة الصحة النيابية النائب الدكتور عاصم عراجي أكد لـ “أساس” أنّ “الالتزام بالتوصيات مهم جداً، فما نفع إصدار القرارات دون الالتزام بها، خصوصاً أنّها أوسع انتشاراً ولا يعرف الأطباء حتّى الآن إذا كانت أكثر فتكاً. أما القول إنّها لا تتغلّب على لقاح فايزر أو موديرنا أو غيرهما، فلا أحد يعرف مدى دقّة هذا الكلام بعد، والأمور تحتاج إلى مزيد من الدراسات والأبحاث. والبريطانيون اكتشفوا هذه السلالة منذ بعض الوقت وكانت تحت المراقبة. لكن عندما خرجت الأمور عن السيطرة وبدأ الانتشارالسريع للعدوى اضطرّوا للإعلان عنها ولإبلاغ الدول الأخرى”.
إقرأ أيضاً: سلالة جديدة من كورونا: هل نقفل المطار؟
واعتبر الدكتور عراجي أنّ “المواجهة تحتاج إلى تعاون دولي بإشراف منظمة الصحة العالمية كي لا يتكرّر ما حصل في ووهان، وإلا فلا يمكن الحدّ من انتشاره. فخلال الأسابيع والأيام المقبلة سنواجه تغييرات جديدة في الفيروس. واليوم هناك 23 تحوّراً أُعلن عنه. ولا بديل عن الأبحاث العالمية وتبادل المعلومات بين الدول والتنسيق مع منظمة الصحة العالمية لتحديد إن كانت هذه السلالة تستجيب للقاح أو تتفوّق عليه”، ويعطي مثالاً أنّ “الإنفلونزا شهدت ظهور العديد من السلالات، لكنّ لقاح الإنفلونزا تمكّن من احتواء كلّ السلالات والتغييرات”.
وختم عراجي كلامه متخوّفاً من أن نصل إلى مرحلة أشدّ خطورة: “في علم الفيروسات عندما يتقلّب الطقس يصبح انتشار الفيروس أسرع. لأنّ الطقس البارد له نتائج سلبية، ويضعف مناعة الجسم ويصبح الشخص عرضة أكثر للإصابة. لذلك علينا الحذر فالوضع في لبنان حرج”.