قبل أيام من نهاية ولاية القاضي زياد شبيب، وعشية انتهاء فترة انتدابه محافظاً لمدينة بيروت، اتّخذ قراراً مريباً بنقل المهندس عدنان يحيى الحصري من منصبه كرئيس استثمار في دائرة المكننة، إلى وظيفة مهندس رئيس دائرة عمليات المسلخ والتصنيع في مصلحة المسالخ.
قرار شبيب أثار الكثير من علامات الاستفهام بخاصة لجهة التوقيت وأهمية المسؤوليات التي يتحمّلها الحصري وتحديداً في حفظ “داتا” بلدية بيروت ومحافظتها، وكلّ ما يتعلّق بالالتزامات والمشاريع المعتمدة والحسابات العائدة للبلدية. وقد ترافق هذا القرار مع استلام “سكينة باز” مهام الحصري، وهي المعروفة بقربها من المحافظ.
إقرأ أيضاً: البيارتة مرتاحون لتسجيل فهمي: هذا المال حقّنا
عضو المجلس البلدي ورئيسة اللجنة المالية في البلدية يسرى صيداني أبدت في اتصال مع “أساس” استغرابها لقرار المحافظ شبيب متسائلة عن خلفيات هذا القرار وتوقيته، وشجبت قرار المحافظ: “عدنان الحصري يشهد الكلّ بنزاهته ومهارته في منصبه”.
صيداني أبدت مخاوفها على ملفات حسّاسة ورسمت “علامات استفهام حول توقيت هذا القرار لأنّه يهدّد كلّ داتا المعلومات في البلدية”، كاشفةً عن أنّ المحافظ “سبق أن نزع كلّ السلطات والصلاحيات من الموظفين في هذه الدائرة، وهي باتت محصورة بيد الموظفة سكينة باز المقرّبة منه”.
ورداً على سؤال لـ”اساس” عمّا إذا كان إبعاد الحصري عملاً كيدياً أو هدفه إخفاء “داتا” معيّنة، لم تستبعد صيداني أن يكون “السببان معاً”، وتضيف: “لا يمكنني توجيه اتهام، لكن أضع علامات استفهام حول خلفيات قرار كهذا. ربما كلامي سيثير لي الكثير من المشاكل، لكن ما تعوّدت إلا أن أقول كلمة حقّ”.
كذلك رأت صيداني في قرار شبيب “مخاطر كثيرة، فأيّ مسؤول في نهاية ولايته لا يتّخذ قراراً من هذا النوع، لأنّ أيّ محافظ جديد يمكنه العودة عن القرار كما يمكن عبر القضاء إبطال القرار”. وختمت: “إخراج الحصري الآن هدفه إقفال الأبواب في هذه الأيام الأخيرة. وعلينا أن نكتشف السبب. لكن الله يعين المكننة على ما يحصل”.
عضو المجلس البلدي أنطوان سرياني قال لـ”أساس” إنّه لا يعرف عدنان شخصياً، ولا يعلم طبيعة عمله في المكننة: “كلّ ما أعرفه أنّه منذ اليوم الأول لانتخابنا في المجلس البلدي نعاني لتصحيح مسار المكننة التي يمكن عبرها منع تمرير الفساد والهدر، وتسهيل أمور المواطنين”.
الحصري يملك كلمة المرور للولوج إلى ملفات البلدية، وإزاحته في هذا التوقيت فيها الكثير من الريبة من أنّ هناك من يريد إخفاء شيء ما
من جهته رئيس بلدية بيروت السابق بلال حمد قال لـ”أساس” إنّ عدنان الحصري “نجح في امتحانات مجلس الخدمة المدنية المخصّصة لمركز دائرة المكننة، وإزاحته عن هذا المنصب بهذا التوقيت ودون وجود مبرّرات واضحة تحمل الكثير من علامات الاستفهام، وإن كانت تدخل ضمن صلاحيات المحافظ. فهذا الرجل تعاملت معه عندما كنتُ رئيساً للبلدية، وهو موظف ماهر وخلوق ومبدع في موقعه ومتعاون مع رؤسائه، فلماذا إزاحته اليوم قبل أيام من نهاية أيام انتداب شبيب؟ ماذا فعل عدنان الحصري لوضعه في مكان شاغرٍ حيث المسلخ متوقف، ولا يوجد عمل يقوم به في هذا الموقع الجديد؟”.
وطالب حمد وزير الداخلية محمد فهمي “التدخل لأنّ الحصري يملك كلمة المرور للولوج إلى ملفات البلدية، وإزاحته في هذا التوقيت فيها الكثير من الريبة من أنّ هناك من يريد إخفاء شيء ما”.
مصادر خاصة بـ”أساس” أشارت إلى أنّ “وزير الداخلية محمد فهمي وضع يده على هذا الملف وطلب من الدوائر المختصة في الوزارة التحقيق في خلفيات القرار لاتخاذ المناسب لجهة توقيف العمل بنقل الحصري من موقعه أو السير به”.