الجمعيات العائلية في بيروت ماذا قدّمت لأبنائها؟

مدة القراءة 5 د


اعتادت بيروت في شهر رمضان المبارك أن تشهد إفطارات للجمعيات العائلية حيث يتجمّع أبناء العائلة في أحد فنادق العاصمة بناء لدعوة جمعيتهم فيقدّم المقتدرون التبرعات لإغاثة الأقلّ حظّاً من الفقراء، من أبناء تلك العوائل.

اليوم وفي زمن الكورونا، الإفطارات العامة مستحيلة، لكن لا شيء يمنع من العطاء للفقراء، فكيف إن كان الفقير قريباً أو نسيباً؟

“أساس” جالت على بعض رؤساء هذه الجمعيات طارحة عليهم سؤالاً واحداً: ماذا قدّمت جمعياتكم لعوائلها في هذه الأوضاع الصعبة؟

رئيس جمعية “بني العيتاني” محمد الأمين عيتاني قال لـ”أساس”: في هذه الأزمة قرّرنا أن لا نعطي قسائم (بونات) ولا مساعدات غذائية (مونة)، بل قدّمنا مبلغاً من المال للعائلات المحتاجة في رمضان وخلال أزمة الكورونا. فالمواطن اليوم ليس بحاجة لمساعدات غذائية فقط، لذلك تمّ الاتفاق على إعطاء مساعدة مادية ليتمكّن المواطن من شراء ما يريده من أيّ مكان، ولا نفرض عليهم شيئاً ويكون لديهم مطلق الحرية. هذه الأمور كلّفتنا مبالغ مالية كبيرة. والدعم المالي هو من أبناء عائلة “آل عيتاني” فقط. ونحن بهذه العملية على رأس جمعيات العائلات البيروتية التي تعطي وتقدّم مساعدات.

إقرأ أيضاً: سُنّة لبنان للمفتي دريان: “نحن نثق بك”

ويشرح عيتاني لـ”أساس” أنّ الجمعيات العائلية ليس غرضها أن تقدّم مساعدات، بل هذا دور الحكومة، وهي عندما تقصّر بعملها يبدأ دور الجمعيات. فكل جمعية لها وضع خاص. ونحن منذ سنة 1931 كان لدينا هذا العطاء. فالعطاء مهمّ في كلّ الأوقات، والمواطن عندما يأخذ المساعدة من أبناء عائلته لا يشعر بالذّل والإهانة. وهذا ما يخفّف العبء على المحتاج. وأشار إلى أنّ العمل العائلي عاد لينتظم بشكل أكثر من السابق لأن الناس بدأت تشعر أنهم بحاجة لبعضهم البعض من أجل تحقيق تخفيف الأعباء وتوفير قدر المستطاع الراحة ونسيان حالة القلق اليومي.

وبدوره هشام دمشقية رئيس جمعية “آل دمشقية” ولدى سؤاله عن دور الجمعيات وماذا قدّمت للبيارتة، قال لـ”أساس”: الجمعية العائلية لديها هيئة إدارية تجتمع كلّ فترة، واليوم في رمضان هناك أشخاص أصحاب خير يدعمون صندوق الجمعية بقدر المستطاع، ونشاطنا في هذه الظروف الصعبة. وفي هذا الغلاء المعيشي يتمحور حول توزيع حصص غذائية أو مبلغ مالي بسيط على الأسر المحتاجة من “آل دمشقية” للتخفيف قدر المستطاع من أعباء الحياة. ونحن ننتظر شهر رمضان حيث هناك الزكاة التي تدعم صندوق الجمعية.

أمّا محمد خالد سنو رئيس جامعة “آل سنو”، فأوضح لـ”أساس” أن “جامعة “آل سنو” هي قديمة ولها تاريخ أصيل منذ سنة 1920، ولديها هيئة إدارية ولجان تقوم بعملها (طبابة، تعليم..). أما بالنسبة لهذه الظروف، فنحن نساهم بحصص غذائية ومبالغ شهرية لكلّ محتاج من عائلتنا.

رئيس جمعية “آل حاسبيني” الكابتن عماد حاسبيني لدى سؤاله عن ماذا قدّمت جمعية “آل حاسبيني” في هذه الظروف الصعبة قال: كل سنة وفي رمضان، توزّع حصص عذائية لآل حاسبيني. أما اليوم فالأزمة تصاعدت وازداد معها عدد العائلات المحتاجة، فخصّصنا قسيمة غذائية (بون) بقيمة 100 ألف لكلّ شخص بالإضافة إلى مبلغ 100 ألف يُسلّم باليد. وهذه المبادرات هي بشكل مستمر. التمويل ذاتي من “آل حاسبيني”، والناس في هذا الوضع بحاجة لطعام أكثر من أي شي.

بدأت سلسلة من الاتصالات بالأقارب والأصدقاء والعائلات البيروتية الميسورة الحال، وجُمع 120 مليون ليرة لتقديم المساعدات

من جهته، محمد عفيف يموت الذي يشغل في الوقت نفسه منصب رئيس “اتحاد جمعيات العائلات البيروتية” ورئيس جمعية “آل يموت” كشف لـ”أساس”عن سلسلة إجراءات لمواكبة هذه الظروف الصعبة، فقال: بالنسبة لجمعية “آل يموت”، ومع تردّي الأوضاع الاقتصادية قمنا بتوزيع 120 قسيمة (بون) وقيمة كلّ قسيمة 50 ألف. وتمّ توزيعها على عائلات من “آل يموت”. وقريباً في الأسبوع الثالث من شهر رمضان، سيتمّ توزيع القسم الثاني من هذه البونات.

ولدى سؤاله عن دور “اتحاد جمعيات العائلات البيروتية” في مساندة ودعم العائلات البيروتية مع تأزم الأوضاع المعيشية أوضح لـ”أساس” أنه منذ ما يقارب الشهر أي مع بداية أزمة “كورونا” أخذ الاتحاد مبادرة من أجل الوقوف إلى جانب أهلنا، فانطلقت المبادرة بداية من الهيئة الإدارية التي أخذت على عاتقها جمع التبرّعات، فبدأت سلسلة من الاتصالات بالأقارب والأصدقاء والعائلات البيروتية الميسورة الحال، وجُمع 120 مليون ليرة لتقديم المساعدات. قمنا بتوزيع حوالي 2200 حصة غذائية، والحصة بقيمة 50 ألف ليرة. صحيح أنه مبلغ قليل ولكن كما يقول المثل “بذرة زيتون بتسند خابية”.

وعن آلية العمل في الجمعية تحدّث يموت لـ”أساس” معلناً أنه في المرحلة الأولى تمّ توزيع 1500 حصة على العائلات أو الجمعيات المنضوية بالاتحاد. وفي المرحلة الثانية تم توزيع 700 حصة على البيارتة، الذين يسكنون خارج بيروت (في بشامون عرمون..) أي أصحاب الهوية البيروتية.

وبالنسبة لآلية العمل والمساعدات التي جُمعت في دار الفتوى أعلن أنّ “العمل سيكون من خلال استمارات حصلت عليها كلّ الجمعيات، وسُلّمت لرئيس العائلة وهو من سيقوم بتعبئة المعلومات وتمّ إبلاغه بالسقف المحدّد يومياً لكمية الاستمارات بين 20 و25 استمارة. وتبدأ المرحلة الأولى بالأسر الأكثر حاجة، مشيراً إلى أن هذه الاستمارات ستكون بمثابة (داتا) لتوزيع المساعدات الدائمة ليس الآن فقط، بل هذا العمل سيستمر.

وكشف يموت لـ”أساس” عن قيمة المساعدات التي سيتم توزيعها بعد حملة دار الفتوى التي حملت شعاراً “بعد اليوم.. الواحد مش لوحده”، وقال: قيمة المساعدة ستكون تقريباً بين 200 و400 ألف ولم تُحسم بعد حتى اليوم.

مواضيع ذات صلة

الجيش في الجنوب: mission impossible!

لم يعد من أدنى شكّ في أنّ العدوّ الإسرائيلي، وبوتيرة متزايدة، يسعى إلى تحقيق كامل بنك أهدافه العسكرية والمدنية، من جرائم إبادة، في الوقت الفاصل…

وزير الخارجيّة المصريّ في بيروت: لا لكسر التّوازنات

كثير من الضوضاء يلفّ الزيارة غير الحتميّة للموفد الأميركي آموس هوكستين لبيروت، وسط تضارب في المواقف والتسريبات من الجانب الإسرائيلي حول الانتقال إلى المرحلة الثانية…

تعيينات ترامب: الولاء أوّلاً

يترقّب الأميركيون والعالم معرفة ماذا تعلّم الرئيس ترامب من ولايته الأولى التي كانت مليئة بالمفاجآت وحالات الطرد والانشقاقات، وكيف سيكون أسلوب إدارته للحكم في ولايته…

الميدان يَنسِف المفاوضات؟

لا شيء في الميدان على المقلبين الإسرائيلي واللبناني يوحي بأنّ اتّفاق وقف إطلاق النار يسلك طريقه إلى التنفيذ. اليوم ومن خارج “دوام عمل” العدوّ الإسرائيلي…