مع بدء انحسار كابوس “كورونا”، يتزايد الخوف من موجة ثانية للوباء، ستضرب العالم خريف العام 2020. هذه الموجة بحسب خبراء الأمراض الفيروسية ستكون أقوى من الأولى.
“معهد روبرت كوخ الألماني لأبحاث الأمراض المعدية والفيروسات”، توقّع موجات ثانية وثالثة من هذا الفيروس، فجائحة الكورونا وفقاً لرئيس المعهد لوتار فيلر، “لن تتراجع حتى يُصاب ما يتراوح بين 60 و70% من السكان”. إلى ذلك أكّد وزير التنمية الألماني، غيرد مولر، أنّ هذا الوباء ليس مفاجئاً، موضحاً في مقال نُشِرَ على موقع “دير شبيغل”، أنّ علماء الأوبئة في منظمة الصحة العالمية حذّروا منذ العام 2018 من وباء مجهول، مصدره فيروس ينقله الحيوان إلى البشر.
واعتبر الوزير الألماني أنّ الفيروسات أصبحت تشكّل تهديداً كبيراً، لاسيما وأنّ العلماء رصدوا حوالي 40 فيروساً حيوانياً جديداً.
إقرأ أيضاً: لماذا زادت وفيات كورونا حيث الهواء أكثر تلوّثاً؟
وبالعودة إلى الموجة الثانية من جائحة كورونا، وضع باحثون من “مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية” (CIDRP) مجموعة سيناريوهات. يقول معدّ الدراسة العالم المتخصّص بالأوبئة مايكل أوسترهولم إنّ الفرضية التي تقول بانتهاء الأزمة قريباً لا مؤشّر علمياً لها، فالتباطؤ في انتشار الفيروس لن يحدث إلا بعد تطوّر “مناعة القطيع”، وهذا يعني استمرار تفشّي الوباء لمدّة تتراوح بين عام ونصف وعامين.
وحذّر الباحثون المشاركون في الدراسة الدول التي بدأت برفع القيود، واستعادة الحياة الطبيعية، من النتائج السلبية لهذه الخطوة التي ستكلّف – وفق قولهم – العديد من الأرواح.
وربطت الدراسة انتشار الفيروس بـ 3 سيناريوهات:
الأوّل: تباطؤ الجائحة في الصيف، ثم انتشارها مجدّداً بشكل موجات متلاحقة حتى العام 2021.
الثاني: موجة انتشار كبرى ثانية في الخريف ستكون أكثر حدّة، وسيتبعها موجات انتشار أصغر في العام 2021. وهذا سيتطلّب إعادة تفعيل التدابير الوقائية والتباعد الاجتماعي. ويستند هذا السيناريو إلى ما حصل في وباء الإنفلونزا الإسبانية خلال موجتها في 1918 والتي تلتها موجة أكبر في 1919.
الثالث: استمرار الموجة، وتسجيل أعداد متزايدة من الإصابات والوفيات.
كل السيناريوهات التي يتوقّعها العلماء تتضمّن “موجة ثانية” ستكون أقوى وستباغت الكوكب
في المقابل نشرت صحيفة سويسرية نموذجاً وبائياً للأشهر القادمة، وضعه عالم الرياضيات ديفيد أوليفييه جاكويت شيفيل وعالم الأمراض المعدية دانييل جيني، وتنبّأ العالمان بذروة جديدة من كوفيد-19 أعلى بكثير من الأولى.
وحددت الدراسة 4 سيناريوهات:
السيناريو الأوّل: الاسترخاء التام
يقوم هذا السيناريو على وقف التدابير الصحية في نهاية شهر تموز. هذا السيناريو في حال حدوثه سيؤدي إلى موجة ثانية قوية من انتشار العدوى في منتصف آب.
السيناريو رقم 2: الحجر الكلي الطويل
وهو بحسب الصحيفة بعيد عن الواقعية لكونه سيدمّر الاقتصاد، وهو معاكس للسيناريو الأوّل. ولكن إن طبّق الحجر حتى بداية العام 2021، فسينخفض انتشار الوباء بصورة ملحوظة.
السيناريو رقم 3: إجراءات متدرّجة أكثر مرونة
هو السيناريو الأكثر واقعية، ويقوم على رفع الحجر بصورة تدريجية وصحيّة. وينقسم إلى 3 سنياريوهات فرعية:
1- رفع الحجر تدريجياً
2- رفع الحجر بتدرّج أسرع من الأوّل
3- التراخي في الإجراءات ثمّ رفعها بسرعة
وفي هذه الحالات ستحدث موجة ثانية من الوباء، قد تكون أقل أو أكثر حدّة، بين أول آب وآخر أيلول.
السيناريو رقم 4: تقييد حتّى عام 2021
يقوم هذا السيناريو، على اعتماد إجراءات تقييدية أقل صرامة من الحجر العام، وفي هذه الحالة سيبقى المنحنى ثابتاً مع الإبقاء على قدرة المستشفيات على الاستيعاب.
كلّ السيناريوهات التي يتوقّعها العلماء تتضمّن “موجة ثانية” ستكون أقوى وستباغت الكوكب، والدول التي ستذهب إلى الاسترخاء، يرجّح أن تكون الضحايا الأكثر تضرّراً.