ميلانيا ستطلب الطلاق، فوراً بعد خروج زوجها دونالد ترامب من البيت الأبيض. (“الدايلي مايل” البريطانية)
(هذه المعلومة لا علاقة لها بالمقال أدناه… فعلاً)
هو رجل غريب وإشكاليّ. لا شكّ أنّه فائق الذكاء.
يقول البعض إنّه شارك شخصياً في “طبخ” اتفاقية عودة عمّه إلى لبنان من المنفى الباريسي، مع رسل 8 آذار. ثم طبخ “تفاهم مار مخايل” الذي جهّز أرضية “الوعد الإلهي”، بعد “النصر الإلهي” في تموز 2006: “أنت رئيس الجمهورية”.
لئن كان ميشال سليمان ضريبة 7 أيّار، وممرّاً إلزامياً بعد اجتياح بيروت وقبل كسر خصوم 8 آذار، فقد سارع الصهر إلى طبخ مقبّلات “تفاهم معراب” مع سمير جعجع، ثم الشراكة مع سعد الحريري، وصولاً إلى وليمة قصر بعبدا في تشرين الأوّل 2016.
لكنّها أقاويل يختلط فيها وهم العمّ بقدرات الصهر.
الأكيد، أنّه بدأ حياته عونياً عادياً. أحبّته ابنة الزعيم المنفي. فتزوّجها. وبدأ مسيرة الصعود… إلى الهاوية.
يعرف الجميع أنّ عمّه عطّل تشكيل حكومات من أجل توزيره، بعد خسارته الانتخابات النيابية، مرّتين في مسقط رأسه، ثم فرضه رئيساً للتيار السياسي وأقصى كثيرين من المناضلين والمؤسّسين، وحتّى أقرب المقرّبين إليه، مثل ابنته وابن أخيه.
الطريف أنّ مصير هذا الرجل كان دوماً مرتبطاً بالنساء، اللواتي منهنّ بدأ حياته السياسية، وإليهنّ سينتهي وتنتهي حكايته: من النساء، وإلى النساء يعود:
– لولا شانتال، لكان لا يزال مناضلاً عادياً، وكان من الصعب أن يُنتخب في البترون. هو الذي مع كلّ الدعم السياسي والمالي عجز مرّتين عن أن يصير نائباً في منطقته. وتطلّب الأمر تعديل قانون الانتخاب الذي “أعاد الحقّ إلى المسيحيين” في اتفاق الدوحة، بحسب الرواية العونية، ليصير مفصّلاً على قياس الصهر المدلّل. لكن في وثائقي بعنوان “الرجل الذي لا ينام”، عُرِضَ قبل الانتخابات النيابية في 2018، وفي لقطات من داخل المنزل، لم يظهر الاعتراف بالجميل منتشراً.
– كارولاينا: المرّة الثانية التي كان يجب أن ننتبه إلى، أو نتأكّد، كيف “يرى” هذا السياسي المرأة، يوم نادى “كارولاينا” إلى اجتماع بينه وبين وزير خارجية دولة الإمارات في مبنى الأمم المتحدة بنيويورك في 28 أيلول 2014.
كارولين زيادة هي القائمة بأعمال لبنان في هيئة الأمم المتحدة. ناداها وغمز نظيره مفتعلاً إشارة مهينة بيديه، تقول إنّ كارولاينا امرأة جميلة. الفيديو الذي انتشر أثار سخط اللبنانيين و”قرف” كثيرين من عنجهيته واحتقاره العلني لهذه المرأة – الموظفة تحت إمرته.
الطريف أنّ مصير هذا الرجل كان دوماً مرتبطاً بالنساء، اللواتي منهنّ بدأ حياته السياسية، وإليهنّ سينتهي وتنتهي حكايته: من النساء، وإلى النساء يعود
– هادلي غامبل: صحافية استضافته في حوار مطلع العام الجاري بعد انطلاقة “ثورة 17 تشرين”، بتاريخ 23 كانون الثاني، خلال أعمال “منتدى دافوس”. بدأت الحوار بسؤاله عن الطائرة الخاصة التي جاء بها، وهو راتبه 5 آلاف دولار شهرياً. وأغرقته بأسئلة أحرجته عن الفساد وعن كونه صهراً مدلّلاً. وذهبت المقابلة في انتشار لا حدود له لأنّ غامبل أمعنت في إهانته بحركات وجهها التي عبّرت عن أنّها لا تصدّق كلامه ولا تحترم أجوبته.
– باكي أندرسون: مذيعة على شاشة CNN استضافته في 7 آب الفائت، وقالت له مباشرة على الهواء ما يعجز عن قوله له مذيعو البلاط، أيّ بلاط، تلفزيوني في لبنان: “دعوتُكَ إلى برنامجي، ليس لأنّك تمثل اللبنانيين، بل في الواقع لأنّك لا تمثّلهم”، و”بالنسبة إلى ملايين اللبنانيين أنت تمثّل محاباة الأقارب وفساد نخبة حاكمة أغرقت البلد في حفرة من اليأس”، و”دعوتكَ بصفتك المشرف على وزارة أغرقت البلاد في نصف الدين العام ومنعت الكهرباء عن اللبنانيين لأكثر من عشرين ساعة في النهار”، و”دعوتكَ إلى هنا لأسألكَ: متى تنوي تحمّل مسؤوليتك الشخصية والمهنية عن أزمة اليوم؟”.
كانت تلك الجمل أكثر من كافية لإهانة من يعتبر نفسه الوزير الأوّل إلى يمين “الملك” في لبنان. وكانت محطّة إذلال جديدة، بنكهة أنثوية أيضاً.
– مي خريش: المرأة التي عيّنها نائبة له في “التيار”، في محاولة للتعويض عن صورة “كارولاينا”. لكن “يا محلى” خطيئته الأولى في 2014. فهذه المرأة أغرقت التيار وأغرقت رئيسه في سيل من الانتقادات، بسبب فقر مخيّلتها، وضعف قدرتها على التحليل السياسي، الذي ظهر خلال مقابلات ورّطت نفسها خلالها بما لا لزوم له ولا طائل منه.
آخر هفواتها حين قالت إنّها تفضّل إيران على السعودية لأنّها تحبّ “السجاد العجمي”. وكانت تلك إشارة إلى المنسوب العالي من التفاهة السياسية التي زرعها هذا الرجل في التيار السياسي الذي يرأسه بعدما أفرغه من مؤسّسيه والشباب والشابات الذين يستطيعون صياغة فكرة سياسية أو جملة لها معنى.
خريش كانت أجابت عن سؤال المذيعة منى صليبا عن “إنجازات العهد” في مواجهة الفساد، بالثأثأة، حين عجزت عن إيجاد ملفّ واحد تتحدّث عنه.
كانت تلك الجمل أكثر من كافية لإهانة من يعتبر نفسه الوزير الأوّل إلى يمين “الملك” في لبنان. وكانت محطّة إذلال جديدة، بنكهة أنثوية أيضاً
– دوروثي شيا: سفيرة أميركا في لبنان التي وصفته قبل أيّام بأنّه يعاني من “سوء فهم” لطريقة سير العقوبات الأميركية. ووصفته بأنّه يكذب في قوله إنّها عرضت عليه الانفصال عن حزب الله، وأعلنت أنّه هو من عرض خيانة حزب الله والانفصال عنه لقاء “شروط معيّنة”. وانتشر على مواقع التواصل أنّ “باسيل لا يفهم”، بحسب السفيرة شيّا.
إقرأ أيضاً: جبران “الزمكّ”
بعيداً عن هؤلاء السيّدات، هتف مئات آلاف اللبنانيين نشيد “الهيلا هو” خلال الأشهر الـ 12 الماضية. شتموا والدة هذا الرجل، التي لا ناقة لها ولا جمل، والتي تعرّضت لتنمّر غير مسموح وغير أخلاقي.
حاول المتظاهرون الغاضبون معاقبته بهذه الشتيمة. ومرّ انتقامهم عبر امرأة سابعة، لا علاقة لها بفداحة أفعاله وسماكة تصرّفاته ومصائب قراراته.
هو الذي، بطريقة شديدة الغرابة، وجد نفسه في مواجهة ستّ نساء رسمنَ حكايته منذ بداية مشواره السياسي، وحتّى وصوله إلى لائحة العقوبات، بتوقيع أميركي.
إنّه الرجل الذي عاقبته 6 سيّدات.