أنطوني وجنى: وجهان يتذكرّان الثورة

مدة القراءة 2 د


قرّر أنطوني حموي، في ٢٠ تشرين الأول الماضي، النزول إلى الشارع ضد “الواسطة والمحسوبيات، ودفاعاً عن الأشخاص العاطلين عن العمل بسبب النظام السياسي الطائفي”.
أنطوني، الممثّل الكوميدي الذي أضحك الناس وزرع الفرح في قلوبهم بالأوقات العصيبة أيام الثورة، أبٌ لطفل ينتظره مستقبل مجهول. أساله عن حلمه، فيجيب: “حلمي إقدر إحلم.. ما تركولنا شي لنحلم فيه”.

لا ينتمي أنطوني إلى أيّ حزب: “منذ اليوم الأول للثورة، كنت وما زلت ضدّ جميع الأحزاب السياسية، لكنّ محيطي كان معنا أوّل ثلاثة أيام، ثم انسحبوا بعدما حاولت الأحزاب السياسية استغلال الثورة”.

رغم الأوضاع الكارثية التي تمرّ البلاد بها حالياً، لم ييأس أنطوني من محاولة إضحاك كلّ من هم حوله، فيما ينتظره خيار يحاول تجنّبه: الهجرة. يقول مخاطباً الجيل الصاعد: “هاجروا بكّير. ما إلها طعمة تسأل ليش، مجرّد ما الواحد فكّر يهاجر، يعني البلد مش مظبوط”.

إقرأ أيضاً: اليوم العالمي للتوحّد: محمود حجازي يشكر 17 تشرين

أما بالنسبة إلى جنى مسعود فثورة 17 تشرين لم تكن “شي جديد عليّ، بعتبرها بلّشت سنة 2015. كنت إنزل بوقتها وكنت ناطرتها ترجع من هيديك الأيام، لأن كنت عارفي إنو الحراك من خمس سنين ما كان النهاية”.

تقول جنى الملقبة بالـ”ثورجية”: “كنت جرّب إسمع الكل وشوف مين كان معه حق بمواضيع معينة، بس ما قدرت اتقيّد بعقيدة أو حزب، لأن كلهم طائفيين”.

يوم أمر الجيش بفتح الطرق، توجّهت جنى إلى جل الديب، بعدما طُلب من النساء تشكيل حاجز بين رجال الأمن والمتظاهرين. تتذكر قائلة: “بس قعدنا، كان فيه على شمالي ويميني نسوان كبار خايفين وممسكين بإيديّي، وبالرغم من كل شي، بقيو قدام وتحدّوا خوفهم”.

يسكن هذا المشهد ذاكرة جنى، وتعتبر الضرب المبرح من قبل الجيش بحقهنّ قريب من “الخيانة وطنية”.
تحلم “الثورجية” بمتابعة دراستها في علم النفس الرياضي  Sports’ Psychology، بهدف تطوير المجال الرياضي في لبنان. تقول: “كان بدي سافر لإدرس برّا، بس ما بنكر خوفي من إنو ما إرجع. هلأ باقية ورح ضلّ عم احكي الناس عن الثورة، لأن الحكي بعلّق بشي محل بالآخر”.

مواضيع ذات صلة

17 تشرين: خروج الشباب على الولاء للزعماء

تحلّ الذكرى السنويّة الثالثة لانتفاضة 17 تشرين، ولبنان غارق في أزمات وجودية متناسلة وغير مسبوقة في تاريخه الحديث. في هذه المناسبة أعدّ “أساس” ملفّاً متنوّعاً…

سوريّة – كرديّة: 17 تشرين جعلتني “لبنانية”

تحلّ الذكرى السنويّة الثالثة لانتفاضة 17 تشرين، ولبنان غارق في أزمات وجودية متناسلة وغير مسبوقة في تاريخه الحديث. في هذه المناسبة أعدّ “أساس” ملفّاً متنوّعاً…

بوجه من انتفضوا: المناهبة”(*) الخماسيّة؟ (2)

تحلّ الذكرى السنوية الثالثة لانتفاضة 17 تشرين، ولبنان غارق في أزمات وجوديّة متناسلة وغير مسبوقة في تاريخه الحديث. في الحلقة السادسة ينشر “أساس” مقتطفات من فصل…

في انتظار تجدّد “يوفوريا” 17 تشرين

تحلّ الذكرى السنويّة الثالثة لانتفاضة 17 تشرين، ولبنان غارق في أزمات وجودية متناسلة وغير مسبوقة في تاريخه الحديث. في هذه المناسبة أعدّ “أساس” ملفّاً متنوّعاً…