في 23 حزيران الجاري سيُجري الحزب الديموقراطي في الولايات المتحدة الأميركية انتخاباته التأهيلية لأعضائه الذين سيخوضون انتخابات الكونغرس الأميركي (مجلسي النواب والشيوخ). وفي لبنان هناك من يقول إنّه في 23 حزيران سيُكرَم رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل أو يَهان؟!
لماذا؟
لأنّ صديق باسيل (وصديق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أيضاً) رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي، الموالي لإسرائيل، إليوت إنجل، على مدى 16 دورة، سيخوض معركة انتخابية محفوفة بخطر شديد أمام منافسه الأساسي جمال بومان (من الأميركيين السمر) الذي أعلنت عضو الكونغرس عن ولاية نيويورك أوكاسيو كورتيز تأييدها له. وفي دليل على خطورة وضعه الانتخابي نُقل في الصحافة الأميركية عن إنجل قوله إنّه لا يمكن أن يغادر واشنطن إلى نيويورك لو لم تكن هناك انتخابات أوّلية…
إقرأ أيضاً: باسيل تحت مجهر حزب الله
فإنجل، هذا المشرّع اليهودي الموالي لإسرائيل، الذي يقف وراء “قانون قيصر”، يشكّل بالنسبة إلى باسيل الأمل الوحيد الذي يعوّل عليه لتحقيق تدخّل أميركي في انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية في خريف 2022 لدعم ترشيحه، خصوصاً وأنّ إنجل يشكّل صلة الوصل بينه وبين الإدارة الأميركية منذ أيام رئاسة الديموقراطيين وقبلها أيضاً. وهو كان رتّب سابقاً لعون، وله، شهادات أمام الكونغرس الأميركي. و كان زار لبنان في 25 أيار من العام 2019 واستضافه باسيل في البترون والبياضة واللقلوق. علماً أنّ إنجل كان زار لبنان أيضاً بمعية باسيل عام 2004 باحثاً في قانون محاسبة سوريا. والرجل، في موقعه على رأس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، له رأي مقرّر ومرجّح في تقديم المساعدة الديبلوماسية والسياسية وحتّى المادية، للدول والجهات التي تؤيد أو تدعم السياسية الأميركية في أيّ مكان في العالم.
باسيل مستعد للاتفاق والتعاون مع إدارة ترامب الجمهورية أو مع الديموقراطيين، إذا فاز مرشحهم بايدن، بشرط أن يدعموا ترشيحه الرئاسي
ولذلك، يقول مطلعون على طبيعة العلاقة بين باسيل وإنجل، إنّ الأخير إذا خسر في انتخاباته، فستكون خسارة باسيل الشخصية مكلفة جداً على مستوى أمله في الوصول إلى سدة رئاسة الجمهورية خلفاً لعون.. إلى درجة أنّ أحد السياسين المتابعين لواقع إنجل قال ساخراً في هذا الصدد: إن باسيل “سيلحق بانتفاضة 17 تشرين (التي أطاحها التسييس والتدخل الحزبي والإثارة المذهبية والطائفية) في حال خسارة صديقه إنجل في الانتخابات الأوّلية الديموقراطية”… علماً أن باسيل يَعدُ نفسه أيضاً بالحصول على دعم “ديموقراطي” أميركي لترشيحه الرئاسي في حال فوز مرشح الديموقراطيين جو بايدن على الرئيس “الجمهوري” الحالي دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني المقبل…
ومع اختلاف المواقع والأدوار، فإنّ باسيل هنا يتعاطى مع الاستحقاق الرئاسي الأميركي على الطريقة الإيرانية: الإيرانيون مستعدّون للتفاهم مع إدارة ترامب بشرط رفع العقوبات والعودة إلى الاتفاق النووي الذي خرجت منه. وهم مستعدون في المقابل بالشروط نفسها للتفاهم مع المرشح الديموقراطي مع فارق أنّ الديموقراطيين هم من أبرم الاتفاق النووي مع إيران في إطار مجموعة “الخمسة زائد واحد”.
وباسيل مستعد للاتفاق والتعاون مع إدارة ترامب الجمهورية أو مع الديموقراطيين، إذا فاز مرشحهم بايدن، بشرط أن يدعموا ترشيحه الرئاسي، وهو لهذه الغاية قدّم قبل أشهر بعض نماذج من هذا التعاون، وكان منها إطلاق عامر الفاخوري، وإبداء الاستعداد غير المباشر للانقلاب على التفاهم القائم بينه وبين حزب الله منذ شباط 2006، وهو ما عكسته في الآونة الأخيرة تصريحات بعض نواب “التيار الوطني الحر” ولا سيما منهم النائب زياد أسود الذي هاجم “الحزب” وبعض “مقدّساته”.