مع تأكيد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن عن وصول السلالة الجديدة من فيروس كورونا إلى لبنان عبر وافدين من لندن في رحلة ME202 بتاريخ 21 كانون الاول، يطرح مصير العام الدراسي على المحكّ مع تأكيد دراسات بريطانية عن سرعة انتشار السلالة الجديدة، خصوصاً بين الأطفال، وتساويهم مع البالغين.
فماذا يقول الأطباء عن مدى تأثير السلالات الجديدة على الأطفال ومع العودة إلى المدارس بعد عطلة الميلاد ورأس السنة؟
رئيس دائرة طبّ الأطفال في كليّة الطبّ في جامعة القديس يوسف في بيروت، ورئيس اللجنة العلمية في نقابة الأطباء الدكتور برنار جرباقة يوضح لـ”أساس” أنّ “السلالة الجديدة أحد مصادرها أفريقيا، وهي كما بات معروفاً تنتقل أكثر بين البشر بمن فيهم الأطفال. كنّا في السابق نقول إنّ الاطفال يحملون شحنات فيروسية أقلّ، وإنّهم يدخلون العناية الفائقة أقلّ من الكبار. أما النوع المستجدّ منذ أسبوعين تقريباً، فالحقائق تحتاج لوقت من أجل الترصد الوبائي الخاصّ به ومعرفة كيفية انتقاله. ومن المبكر الحديث عن المدارس، بانتظار معرفة التدابير والاجراءات والتوصيات الجديدة التي ستعلن يوم الإثنين المقبل بخاصة بعد تسجيل أول حالة اصابة من الطفرة الجديدة”.
السلالة الجديدة أحد مصادرها أفريقيا، وهي كما بات معروفاً تنتقل أكثر بين البشر بمن فيهم الأطفال
برأي جرباقة أنّه كان على الحكومة في لبنان اتّخاذ إجراءات واحتياطات كما فعلت الحكومات الأجنبية المعنية: “على جميع الحكومات وتحديداً في لبنان أن تأخذ احتياطاتٍ خاصّة بمواسم الأعياد، لأنّ الأعياد هي ظاهرة عالمية وليست محلية، ويحدث اكتظاظ أكثر خلالها. ونتذكّر الإنفلونزا الإسبانية القرن الماضي كيف تزايدت بسبب الاكتظاظ في الأعياد”.
وأضاف: “كل شيء تعلّمناه من كوفيد-19 خلال سنة علينا أن نستعمله مع السلالات الجديدة كي نستطيع أن نترصّد ونؤمّن الحماية قدر المستطاع. وفي كل الأحوال، مع ظهور أيّ نوع من السلالات من الضروري انتباه الناس إلى عدم وجود ما يمكن فعله سوى الوقاية (غسل اليدين، التباعد الاجتماعي، والكمامات). وعلينا اتّخاذ الاحتياطات كافة، خصوصاً أنّ المطار لم يقفل”.
رئيس مركز أبحاث الامراض الجرثومية المعدية في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت (AUBMC) وطبيب الأطفال في المركز الطبي المذكور البروفيسور غسان دبيْبو قال لـ”أساس” إنّه “بات معروفاً أنّ كوفيد-19 لم يكن فعّالاً في إصابة الأطفال مثل الكبار. ولا تأكيد بعد حول مدى فتك هذه السلالة الجديدة بالأطفال، وهي مجرّد ملاحظات ومبنية على فرضيات وليس على بيانات نستطيع الاعتماد عليها، كما أنّه لا يوجد أيّ آلية بيولوجية تفسّر ذلك. كلّ ما في الأمر أنّ التكهنات والافتراضات زادت بسبب أنّ المدارس في بريطانيا كانت تفتح أبوابها وتستقبل الطلاب لغاية 16 كانون الأوّل عندما تفشّى الفيروس بين الأطفال بشكل كبير، لأنّ هذا الفيروس، كما بات معروفاً، يملك فعالية وسرعة في الانتقال من شخص إلى آخر، وهذا ناتج عن قدرته على التكاثر أكثر داخل خلايا الإنسان”.
كل شيء تعلّمناه من كوفيد-19 خلال سنة علينا أن نستعمله مع السلالات الجديدة كي نستطيع أن نترصّد ونؤمّن الحماية قدر المستطاع
وختم كلامه مؤكداً أنّه “طالما كانت خطوط الرحلات في بيروت مفتوحة مع لندن، من المؤكد أنّ المزيد من الاصابات بالسلالات الجديدة ستصل إلينا، وتتسبّب بكارثة صحية بل بكابوس على المدارس في لبنان، خصوصاً أنّنا نعاني من مشاكل في القطاع الصحي. ونتوقّع مع مرور الوقت أن يفقد اللقاح فعاليته ونضطرّ للتعديل عليه بحسب السلالة المنتشرة أكثر. نحن في لبنان، وللأسف الشديد، لا نملك مركزاً للترصّد الوبائي، فقد أبلغنا وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية أنه لا بدّ من وجود المركز لنتمكن من تحليل السلالات، ولمعرفة أيّ سلالة هي الطاغية والمنتشرة أكثر كي نستطيع أن نقرّر أيّ لقاح سنستعمل”.
إقرأ أيضاً: كوفيد 20: لماذا رفضت “لجنة الكورونا” إقفال المطار؟
رئيس لجنة الصحة النيابية النائب الدكتور عاصم عراجي ولدى سؤاله عن مدى تأثير السلالات الجديدة على الاطفال؟ أجاب: “حتى اللحظة لم يصدر أيّ تأكيد من المختبرات البريطانية، ومنظمة الصحة العالمية أعلنت أنّ “هذه النسخة، على خلاف السلالات السابقة، تنتشر بين الفئات العمرية الأصغر، إلا أنها تواصل المراقبة وستقدم التحديثات اللاحقة”.
وأضاف: “نسمع الكثير من الأقاويل والشائعات، لكننا نعتمد على ما يصدر عن الـ (Centers for Disease Control and Prevention) CDC في الولايات المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، وما سيصدر عن السلطات الطبية البريطانية”.