متى عيد نهاية “كورونا”؟

مدة القراءة 3 د


قليلون يعرفون أنّ قصيدة المتنبي “بأيّ حالٍ عدت يا عيدُ!” نظمها أثناء استعداده للهروب من مصر سنة 350هـ، قبل أكثر من ألف عام، وصادف أن كانت ليلة العيد. لذا خصّصها لوصف نفسه التي امتلأت بالهموم والأحزان والكآبة.

لعلّ الأعياد مناسبات دائمة لنتذكّر أحوالنا، كونها تفترض شيئا من الفرح والترفيه، وترادف البذخ، والكرم، والإفراط في كلّ شيء، من زيارات وثياب ووحفلات، وبالطبع إسراف وإفراط في تناول الحلوى وشرائها.

ولأنّ لبنان يعيش أسوأ أزماته، مالياً وصحيًاً، فإنّ العيد هذا العام لا بدّ أن يكون حزيناً. لا أموال لطقوس شراء الثياب الجديدة، ولا أسواق أصلاً، وحلوى العيد باتت صعبة المنال بالنسبة إلى كثيرين.

إقرأ أيضاً: في مستشفى رفيق الحريري… لا عيد لمن صنعوا لنا العيد هذا العام

مظاهر عيد الفطر ظهر بعضها بعد عناء، فلا زينة في الجوامع ولا إضاءة خاصة في الشوارع. يأتي العيد مترافقاً مع تقنين حركة تنقّل السيارات بين الأرقام المُفردة والمُزوجة، فضلاً عن حظر التجوّل مساءً. القاسم المشترك في الأسواق، هي حلوى المعمول، بأنواعها المختلفة، مخبوزات كان لا يخلو بيت منها في العيد، وهي الأقلّ كلفةً والأسهل تحضيراً في المنزل.

يتذمّر أصحاب المحلات والمؤسسات التجارية من التراجع الكبير في المبيعات هذا العام، وعزوف قسم كبير من الناس عن شراء الكثير من أصناف الحلويات المرتبطة بالعيد، خاصة مع تزايد الحديث عن “أيام سوداء” آتية، أكثر من سواد أيامنا هذه.

عمر الحلاّب هو أحد أصحاب محلات الحلويات الشهيرة “رفعت الحلّاب”، التي تأسّست في العام 1881. لا ينكر رفع الأسعار، ويقول في حديث لـ”أساس” إنّ “المشكلة التي نعاني منها هي ارتفاع كلفة المواد الأوّلية، وانخفاض سعر صرف الليرة وارتفاع سعر صرف الدولار”.

عروضات عيد الفطر المبارك شملت تخفيضاً لكيلو المعمول الصغير الحجم، مع بقلاوة مشكّلة، بسعر 60 ألف ليرة فقط”. هذا أرخض الأسعار، وأدناها، فمن يمكنه أن يدفع 60 ألفاً ليشتري المعمول؟

الحلاب قدّم عروضات خاصة من أجل تحريك عملية البيع وتشجيع الزبائن قدر المستطاع على الشراء “من دون الحصول على أرباح باهظة. ولا ننكر أنّنا اضطررنا إلى رفع الاسعار قليلاً. كما أنّنا كمحلّ حلويات اتخذنا كلّ الاحتياطات اللازمة لمواجهة كورونا عند استقبال الزبائن”. وفي النتيجة يعتبر أنّه “بالنسبة إلى الأوضاع كان الاقبال مقبولاً”.

لكن ماذا عن المعمول؟، يجيب بأنّ “عروضات عيد الفطر المبارك شملت تخفيضاً لكيلو المعمول الصغير الحجم، مع بقلاوة مشكّلة، بسعر 60 ألف ليرة فقط”. هذا أرخص الأسعار، وأدناها، فمن يمكنه أن يدفع 60 ألفاً ليشتري المعمول؟

نسأل أم حسن، البالغة من العمر 50 عاماً، عن ذكريات الأعياد، فتقول لـ”أساس” إنّها “اختفت لأول مرة في هذا العيد. صناعة حلويات العيد في المنازل تقليد قديم تتفنّن به ربّات البيوت بصناعة أنواع مختلفة من الحلويات في طقوس ورثتها عن الأمهات والأجداد، فتفوح روائحها الزكية في أرجاء المنزل. لكن للأسف الشديد هذا العام لم أستطِع أن اشتري أيّاً من المواد بسبب ارتفاع الأسعار الهستيري الذي تضاعف بشكل كبير”.

مثلها السيدة فاتن، أم لأربعة أولاد، قالت إنّ “السوق يحتوي على أنواع عديدة من الحلويات وبمختلف الأسعار. لكن لا أستطيع أن أشتري أيّاً من الحلويات العربية. للمرّة الأولى لن نشتري المعمول”.

هذا العام لا مراجيح للأطفال بسبب الكورونا، وننتظر عيداً واحداً هو نهاية فيروس كورونا.

وهذا العيد بعيد عن الحلويات فهي  فقط لمن استطاع إليها سبيلاً.

مواضيع ذات صلة

أيّها اللبنانيّون.. إلى الكمّامة  دُرْ

أعلن وزير الصحة فراس أبيض ارتفاع النسبة الموجبة لفحوص كورونا إلى 2 .14% بعدما كانت تراوح في بداية شهر كانون الأول الفائت بين 5.5% و6%….

كورونا يعود بقوّة: زيادة الوفيات 78% في الشرق الأوسط

قالت منظمة الصحة العالمية أمس الأول (الثلاثاء) إنّ حالات الإصابة بفيروس كورونا تضاعفت ثلاث مرّات في جميع أنحاء أوروبا خلال الأسابيع الستة الماضية، وهو ما…

الكورونا مجدّداً في لبنان: هل “ينفجر” في تموز؟

كورونا.. جدري القردة.. التهاب الكبد الوبائيّ. يبدو أنّ البيئة المجتمعية والصحيّة في لبنان تساعد على تكاثر الفيروسات. دخل “جدري القردة” لبنان عبر حالة وافدة من…

“أنت البطل في معركة الوباء”.. كواليس كورونا الصينية

“أنت البطل في معركة الوباء” (To fight against covid-19, you are the hero) هو عنوان كتاب يعود بنا إلى بداية أحداث انتشار وباء فيروس كورونا في…