“نيو” جعجع: تحييد حزب الله ومعابره العسكرية.. وعون

مدة القراءة 4 د


“تحييد حزب الله”. يكاد هذا يكون العنوان الأكثر غرابةً في جلسة سمير جعجع مع مندوبي المواقع الإلكترونية في لبنان، الذين دعاهم إلى قلعته الأمنية والسياسية في معراب، صبيحة الإثنين الفائت.

فـ”الحكيم”، الذي يقود “القوات اللبنانية” صعوداً، منذ خروجه من سجن وزارة الدفاع، ويوسّع قاعدتها الجماهيرية، يبدو أنّه اتّخذ قراراً استراتيجياً بـ”ربط النزاع” مع حزب الله. بل أكثر من ذلك، “تحييد” الحزب والتوقف عن المطالبة بنزع سلاحه، أو تحميله مسؤولية كلّ الخراب الذي يعيشه لبنان.

إقرأ أيضاً:  ردّا على موقع “القوات”: ناقل الكفر ليس بكافر
               

فوراً سيقفز إلى ذهن من يستمع إلى جعجع، أنّه يفكّر بكرسي بعبدا، التي بات متيقّناً أنّه لا يمكن لطامحٍ أن يصل إليها من دون أن يتفاهم مع حارة حريك. لكن قد لا يكون هذا هو السبب، لا الرئيسي، ولا الوحيد.
أكثر من مرّة ردّد “الحكيم”، من دون سؤال، أنّ “حزب الله موضوعه غميق ومعقّد”. وردّاً على سؤال أجاب أنّ مواجهة حزب الله ليست أولوية، وأنّ الأولوية حالياً للموضوع الاقتصادي. ومرّة ثالثة ردّا على مداخلة شاب صحافيّ متحمّس قال له: “حزب الله هو الذي أعلن رفضه صندوق النقد الدولي، وحزب الله منع وقف الرحلات الآتية من إيران، وهو الذي يحكم لبنان.. فكيف لا نواجهه”.

الشاب المتحمّس بدا سؤاله أكثر من “صحافي”، لكنّ جعجع كان حاسماً وساخراً: “روح إنتَ وقشّطو سلاحو… ونحنا معك”. ومرّة رابعة أجاب ردّا على سؤال: “في ناس مفكّرة منروح عند حسن، منقلّو اعطينا البواريد، بيعطينا ايّاهم وبيمشي الحال”.

كان جعجع حاسماً: لا صراع مع حزب الله.

ثم شرح وجهة نظره لحلّ اقتصادي “من دون صندوق النقد الدولي”. أي حلّ “تحت سقف كلام نعيم قاسم”.

تحدّث “الحكيم” عن “ضرورة طرد 5300 موظّف تمّ التعاقد معهم مؤخراً، والتحقيق مع 5000 آخرين لنرى إذا كان لديهم عمل فعلاً”. ودعا إلى “بناء شركات إنتاج كهرباء، ووضع مولّدات عملاقة تبيع الكهرباء للناس بسعر قريب من سعر الدولة، كما فعلت مصر التي بنت معامل تنتج 15 ألف ميغاواط في أقلّ من عامين”. ودعا إلى إنشاء “شركة مساهمة سيادية تضع الأصول الكبيرة في الدولة، مثل شركتي الإتصالات والكازينو وغيرها… لتدير رأسمالاً يقارب 15 مليار دولار، بإدارة خاصّة، ونطرح أسهمها في بورصة بيروت ولندن”.

لكن ما كان مفاجئاً أنّه حين أكّد ضرورة “وقف التهريب من الجمارك في المرفأ، وإقفال معابر التهريب الحدودية مع سوريا، وهي 10 إلى 15 معبراً فقط”، دعا إلى “ترك المعابر العسكرية”: “خلينا نسكّر معابر التهريب، ونترك المعابر العسكرية لمرحلة لاحقة”. وأضاف: “الأهمّ وقف التهريب من مرفأي طرطوس واللاذقية، اللذين تعبر بضائعهما إلى لبنان لتنافس البضائع المجمركة في السوق اللبنانية”.

وهذا قرارٌ ليس تفصيلاً، في لحظة يبدو لبنان مطالباً خلالها بـ”قصقصة أجنحة” حزب الله، على طاولة العقوبات الأميركية حيناً، و”الانفضاض” العربي عن لبنان أحياناً، وشروط “سيدر” وصندوق النقد الدولي… ها هو جعجع يترك لحزب الله معابره العسكرية.

سؤال آخر عن حزب الله توجّه إلى جعجع، فكانت إجابته شافية وكافية ووافية: “المواجهة مع حزب الله حالياً تعني حرباً أهلية”

ليس هذا فقط. جعجع الجديد متمسّك بميشال عون رئيساً: “إذا قرّر عون يستقيل لسبب ما، مين بيجي مطرحو؟”، وجاءه الجواب من كثيرين: “جبران”، فضحك ضحكة الموافق والعارف: “شفتوا كيف؟”. ولما سأله أحد الحاضرين: “لماذا كنت مع استقالة لحّود؟”، أجابه: “كنّا نحاول مع أسماء أحسن شوي منو، اليوم شو المطروح بدالو؟”.

إقرأ أيضاً: موقع “القوات” يرد على محمد بركات

جعجع المتمسّك بالقانون الانتخابي الحالي اعتبر الدعوة إلى سنّ قانون جديد “هدفها تطيير الانتخابات”، وقال: “لو بتشوفوا القانون المطروح، بتبقوا على هيدا القانون”.

وختاماً، سؤال آخر عن حزب الله توجّه إلى جعجع، فكانت إجابته شافية وكافية ووافية: “المواجهة مع حزب الله حالياً تعني حرباً أهلية”.

إذاً هو جعجع الجديد، الذي أعلن تحييد حزب الله، ومعابره العسكرية مع سوريا، وأيضاً: تحييد ميشال عون..

[PHOTO]

مواضيع ذات صلة

الشّيعة وقّعوا الاتّفاق… والرّئيس المسيحيّ سينفّذه

تاريخ لبنان الحديث حافل بالاتّفاقات والانقلابات عليها، لا سيما تلك التي أبرمت في زمن الانقسام الكبير الذي انفجر في السبعينيات، واستمرّ حتى التسعينات، حين استقرّ…

هل قتل “الحاج حمزة” نصرالله وصفيّ الدّين؟

من أوقَع السّيّد حسن نصرالله والسيّد هاشم صفيّ الدّين في فخّ الاغتيال؟ هل استندَ الإسرائيليّون إلى خرقٍ بشريّ داخل “الحزب”؟ أم التقنيّة كانت هي السّبيل؟…

خمسة أيّام من “قصف” الهدنة: “الأمر” للعدوّ!

تتوالى الخروقات الإسرائيلية للترتيبات الأمنيّة المرتبطة بتطبيق القرار 1701، جنوب الليطاني وشماله وصولاً إلى صيدا وبعلبك، إلى حدّ التهديد بنسف هدنة الـ60 يوماً.  يحدث ذلك…

“الحزب” بعد الحرب: الولادة من “الخاصرة الأميركيّة”

أما وقد دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ منذ صباح 27 الجاري، ليشكّل حدّاً فاصلاً بين ما قبله وما بعده، ويدشّن مرحلة جديدة كليّاً،…