روايات وعرّافون وأفلام تنبأت بكورونا (1/4): ووهان 1981

2020-03-25

روايات وعرّافون وأفلام تنبأت بكورونا (1/4): ووهان 1981


“كلنا مرضى كورونا إلى أن يثبت العكس”… على هذا المبدأ نتصرّف وتتصرّفون، بناءً على نصائح الخبراء، ربما ليس خوفاً على أنفسنا بل أكثر على من نحبّ. فيحيط فيروس كورونا بيومياتنا كما يحيط سوار الشعوَذة بيد ضحيته في قصص الخيال.

 فترانا بعد أن عجز العلم والعلماء عن تفسير الفيروس الهجين، نلجأ، وبيننا واعون ومثقّفون، إلى الروايات القديمة، إلى العرّافين والمنجّمين، إلى الخرافات، وإلى كل من يباشر بسرد حكَايا علمية تبدّد هواجسنا، علّنا نجد فيها سرّ الـ”covid”  الأعظم، الذي يهدّد البشرية وربما يؤسّس لنقطة تحولٍ عالمية أو بداية نهاية لعالَمٍ آثر السير عكس الطبيعة فصفعته.

إقرأ أيضاً: العدوان التلفزيوني والفيروس المنزلي

يحاول موقع “أساس” في هذا التحقيق تسليط الضوء على كل ما أثير حول فيروس كورونا المستجد “covid-19” في العالمين العربي والأجنبي، من مقاربات وشكوك بحثية وتوقّعات، والبداية من رواية  “عيون الظلام – the eyes of darkness” للروائي الأميركي “دين كونتز  “Dean Koontz.

الرواية صدرت في العام 1981 وهي تتحدّ ث عن فيروس قاتل مرتبط بمدينة ووهان الصينية (يا للصدفة) وتسبّب بخسائر بشرية كبيرة، ربط البعض بينها وبين ما يحصل اليوم ورأوا أنّ الروائي كونتز قد “توقّع” الفيروس التاجي قبل 39 سنة من انتشاره، وانتشرت تحليلات تربط القصّة بواقعنا بشكلٍ غريب، غذّت مخاوف الناس، وأثارت الشكّ والريبة في قلوب الكثيرين.

في مقال لـ”هرميت كور Harmeet Kaur “، نُشر بتاريخ 13 آذار في  “CNN – US“، تقول الكاتبة إنّ تغريدة على “تويتر” تم نشرها على نطاق واسع يقول فيها أحدهم إنّ كونتز توقّع تفشّي الفيروس، مرفقة باقتباسات من الكتاب تروي قصة عن عالِم صيني أحضر سلاحًا بيولوجيًا يسمى “Wuhan-400” إلى الولايات المتحدة. وتقول السطور القليلة إنّ علينا لفهم ذلك العودة إلى عشرين شهرًا، حين هرب عالم صيني يدعى لي تشين إلى الولايات المتحدة، يحمل معه قرصاً مرناً لأهم وأخطر سلاح بيولوجي صيني جديد، وكان السلاح يحمل اسم “ووهان -400″، وأنّه تم تطويره في مختبرات RDNA خارج مدينة ووهان.

تؤكد الكاتبة أنه في إصدار 1981 الأصلي من “عيون الظلام” ، كان هذا السلاح البيولوجي يسمى “Gorki-400″، في إشارة إلى منطقة روسية. تم تغيير اسم السلاح إلى “ووهان – 400” عندما تم إصدار الكتاب مرة أخرى في عام 1989، وفقا “لصحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست”. وإن كان الفيروس التاجي الحالي بدأ في ووهان الصينية، إلا أنّ فكرة إنتاج الفيروس في مختبر هي في الواقع “نظرية مؤامرة” نشأت من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب الصحيفة، وهي غير مؤكّدة وتمّ رفضها على نطاق واسع من قبل العلماء في كل من الصين والغرب. وتختم مقالها بعد عرض نقاط تبرز الفارق بين فيروس الرواية وفيروس كورونا  بالقول: “قد يكون كونتز كاتبًا آسرًا، لكنّه ليس روحانيًا”.

ودين كونتز معروف على نطاق واسع في الولايات المتحدة،. فهو مؤلّف روايات رعب وخيال علمي وغموض، تتحوّل إلى أفلام تشويقية. وغالباً ما تتصدّر كتبه قوائم الكتب الأكثر مبيعًا. نشر أكثر من 105 روايات وقصص قصيرة، وباع أكثر من 450 مليون نسخة من أعماله.

في مقال آخر بعنوان “دين كونتز لم يتوقّع تفشّي الفيروس التاجي في كتابه لعام 1981” في موقع “wthr” الأميركي بتاريخ 18 آذار، يقول إنّ اللقطات المقتبسة تتشابه مع الواقع فعلاً: ” لكن ماذا عن باقي التفاصيل المحيطة بالفيروس الذي يتحدث عنها الكتاب؟ في حين أن الفيروس في كتاب كونتز نشأ في ووهان، إلا أنّ هذا هو المكان الذي ينتهي فيه التشابه ومع ذلك، لم يكن “Wuhan-400″  حتّى اسم الفيروس في النسخة الأصلية من كتابه”.

ويؤثر الفيروس الخيالي في الكتاب على البشر فقط ولا يمكن لأيّ كائن حيّ آخر أن يحمله، في حين تقول الأبحاث العلمية إنّ الفيروسات التاجية السابقة، مثل سارس و MERS، نشأت في الحيوانات، ويُعتقد أن هذا الفيروس التاجي الجديد لا يختلف عنها.

منشورات من كتاب آخر، تتحدث عن انتشار مرض شديد يشبه الالتهاب الرئوي في جميع أنحاء العالم

لا يمكن لفيروس الرواية البقاء على قيد الحياة خارج الجسم لأكثر من دقيقة، بينما أظهرت التحققيات أنّ الفيروس التاجي الحالي له عمر “لبضع ساعات” خارج جسم الإنسان. وفي حين أنّ فيروس الكتاب تصل معدلات الوفيات فيه إلى 10%، فإنّ معدل وفيات COVID-19 أقل بكثير من ذلك، ولا تزيد عن 3 % وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية. كما أنّ فترة حضانة الفيروس الأول بين التعرض للفيروس وظهور العوارض هي 4 ساعات فقط وفي الثاني تتراوح بين يومين و 14 يومًا.

وفي مقال لـ”رويترز” في 11 آذار بعنوان “ادّعاء كاذب جزئياً: تنبأ كتاب عام 1981 بتفشي كورونا عام 2019”، تم توضيح الأعراض المختلفة بين الفيروسين، فالضحية بفيروس “عيون الظلام” تتوقف عن النبض وتموت فوراً، أما الضحية بـ COVID-19 فتعاني من الحمّى والسعال وضيق التنفّس، في حين أنّ الحالات الشديدة يمكن أن تسبّب الالتهاب الرئوي وأمراض الجهاز التنفسي الحادّة والفشل الكلوي وثم الوفاة.

وقد حاولت “رويترز” الاتصال بالمؤلف لكنّها لم تتلقّ جواباً بحسب المقال، الذي يشير أيضاً إلى منشورات من كتاب آخر، تتحدث عن انتشار مرض شديد يشبه الالتهاب الرئوي في جميع أنحاء العالم، ويهاجم الرئتين والأنابيب القصبية ويقاوم جميع العلاجات المعروفة، وتنسب المنشورات هذه التنبؤات إلى الرواية نفسها، لكنّها بالفعل لا تعود لرواية “عيون الظلام” بل تعود لكتاب تنبؤات للمستبصرة الأمريكية سيلفيا براون.

 

الكتاب

 

الحلقة الثانية غداً بعنوان : روايات وعرّافون وأفلام تنبأت بكورونا (2/4): بابا فانغا 2013

مواضيع ذات صلة

أيّها اللبنانيّون.. إلى الكمّامة  دُرْ

أعلن وزير الصحة فراس أبيض ارتفاع النسبة الموجبة لفحوص كورونا إلى 2 .14% بعدما كانت تراوح في بداية شهر كانون الأول الفائت بين 5.5% و6%….

كورونا يعود بقوّة: زيادة الوفيات 78% في الشرق الأوسط

قالت منظمة الصحة العالمية أمس الأول (الثلاثاء) إنّ حالات الإصابة بفيروس كورونا تضاعفت ثلاث مرّات في جميع أنحاء أوروبا خلال الأسابيع الستة الماضية، وهو ما…

الكورونا مجدّداً في لبنان: هل “ينفجر” في تموز؟

كورونا.. جدري القردة.. التهاب الكبد الوبائيّ. يبدو أنّ البيئة المجتمعية والصحيّة في لبنان تساعد على تكاثر الفيروسات. دخل “جدري القردة” لبنان عبر حالة وافدة من…

“أنت البطل في معركة الوباء”.. كواليس كورونا الصينية

“أنت البطل في معركة الوباء” (To fight against covid-19, you are the hero) هو عنوان كتاب يعود بنا إلى بداية أحداث انتشار وباء فيروس كورونا في…