فرح سكرية
يكشف المهندس المعماري سليم القاضي، من خلال موقع “أساس”، عن إطلاقه أول خريطة رقمية ثلاثية الأبعاد عن بيروت، تقدّم المدينة بأدق تفاصيلها، من الشوارع إلى المباني والجسور والأنفاق، وكل ما يرسم وجه بيروت المعماري.
المشروع الذي يحمل اسم “بيروت 001” وُلد في أيام الثورة بعد جهد استمر ثلاث سنوات، ويعتبره القاضي شكلاً من أشكال “التمرّد والعصيان على قوانين السلطات التي تكاد تأكل بيروت بما فيها”. يقول المهندس الشاب إنّ الخريطة مُتاحة أمام كل مستخدم، بهدف الاستفادة منها وتطويعها بما يتناسب مع تحسين وجه بيروت الحضاري.
يوضح القاضي أنه: “يمكن للحقوقيين والثوّار، تحديد أماكن كاميرات المراقبة “غير الشرعية” المنتشرة في شوارع المدينة، للعثور على المساحات المناسبة للاحتجاج والتظاهر، بالإضافة إلى مراقبة الشوارع وحركة السير، بهدف التحرك بسهولة والوصول بسرعة إلى المستشفيات أو أماكن الاحتجاج”.
إقرأ أيضاً: “آلو… ناطرينك بمكتب المعلوماتية”
المهندس الذي أنهى دراساته العليا في جامعة “كاليفورنيا” الأميركية، يؤكد أنه “لا يهمّه أن يعود عليّ هذا المشروع بالربح المادي، كل ما يعنيني وأطمح إليه أن يستخدمه الناس بكل حرية ويدافعوا به عن حقوقهم”، مشيراً إلى أنّ “المهتمين بشؤون البيئة يمكنهم الاستفادة من الخريطة لخلق أساليب جديدة بهدف استخدام وتصنيع الكهرباء”.
وتتيح الخريطة للمسّاحين والمهندسين إمكانية كشف مخططات مموّلي المشاريع الكبرى في تشويه العاصمة وخرق أهم القوانين، ما يساهم في ظهور “أسلحة” جديدة في أيدي الحقوقيين، تدعم حرّيات الشعب وحقوقهم المنهوبة.
يحلم القاضي بإحداث تغيير في بلده، مشيراً إلى أنّه لا يفكر بالعودة إلى أميركا، فـ”الهجرة ليست الحلّ، وإنما المشكلة في مكان تواجدنا، خصوصاً ما يجب أن نفعله من أجل المكان الذي ننتمي إليه”.
مشروع “بيروت 001” ليس المشروع “الفني الهندسي” الأول للقاضي، إذ لديه تجارب سابقة في دعم الحريات وخلق الأدوات لتعزيزها، أبرزها “الكوفية”، وهو عمل فني يدمج بين فكرة الكوفية المعروفة، ومادة “كفلار Kevlar” المضادة للرصاص.
بعد جهود حثيثة، تمكن القاضي في العام 2017 من إيصال واقٍ من الرصاص من أميركا إلى مخيم “عين الحلوة” في صيدا، وتحديداً إلى إحدى سيدات المخيم التي حاكت الكوفية على الواقي بحرفية عالية، بما يعزّز من قوته وتحافظ على أصالة الكوفية ورمزيتها المقاومة.
للإطلاع على الخريطة:
