في إطار التوقعات أيضاً، انتشر فيديو مسجّل يعود للعام 2011 للشيخ محمد ناظم الحقّاني، يقول في إحدى المقابلات معه إنّ “الله سيرسل فيروساً إلى العالم، سيأتي فجأة، ولا يمكن رؤيته بالعين المجرّدة، فلا يستطيع المصاب به التنفّس، ولا الأكل أو الشرب، وسيكون الأطباء أمامه في حيرة، ويعجزون عن تحديد مصدره”. ويؤكّد خلال المقابلة أن هذا الفيروس “سيأتي بسبب التصرفات السيئة التي يقوم بها البشر المتوحّشون الذين فقدوا الأخلاق والشرف”.
[VIDEO1]
اللافت أنّ الفيديو سُجّل قبل 3 سنوات من وفاة الحقّاني عن عمر ناهز الـ93، والحقّاني هو أحد مرجعيات “الصوفية النقشبندية”. كان يعيش في قبرص، وله أتباع في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وشرق آسيا وشمال لبنان، وصولاً إلى لبنان وبيروت. وحاول على مدار حياته نشر الفكر الصوفي في أنحاء العالم. أما “النقشبندية” فهي واحدة من أكبر الطوائف الصوفية التي تنتسب إلى محمد بهاء الدين نقشبند، واشتقّ اسمها منه، وهي الطريقة الوحيدة التي تدّعي تتبّع السلسلة الروحية المباشرة مع الرسول محمد.
إقرأ أيضاً: روايات وعرّافون وأفلام الكورونا (2/4): بابا فانغا 2013
على الصعيد العربي، فرض عرّافون توقعاتهم أيضاً في زمن الكورونا، ومنهم ميشال حايك الذي انتشر فيديو له على نطاق واسع يتنبّأ قبل أشهر بأنّ “فيروساً سيضرب العالم وسوف يذكرنا بفيروس الخنازير وجنون البقر وغيره”، واعتبر هذه السنة سنة الـ”جنون” وأنّ هذا الجنون سنشهده في السوبرماركت والمصارف والمدارس.
وتمّ تعزيز توقّعه بتنبؤات أخرى صدقت له مع مطلع 2020 أبرزها: أزمة ستحدث للاعب كرة سلّة شهير، وهذا ما حدث عند وفاة اللاعب الأمريكي كوبي براينت، وإزاحة النساء للرجال من الحكم في لبنان، وتصدُّر وجه لبناني في الإمارات الأخبار، وهذا ما حصل بوفاة الإعلامية نجوى قاسم في دبي، كما صدقت مخاوفه حول قاسم سليماني.
وبدورها تحدثت العرافة ليلى عبد اللطيف عن فيروس كورونا في توقعاتها للعام 2020 عن “وباء قاتل وخطير في نهاية العام الماضي”. وحلت قبل أيام ضيفة على قناة “سكوب” الكويتية وأشارت إلى أنّها رأت في هذا الفيروس “حرباً بيولوجية وهو أمر مفتعل من قبل أميركا لتحارب به اقتصاد الصين، لكنّه خرج عن السيطرة وستقع بين الدولتين حرب من نوع آخر”. وقالت إنّ الفيروس “سينتشر في أميركا وأوروبا أكثر ليختفي لاحقا بغمضة عين، والأطباء العرب سيخترعون دواءً لمعالجة الكورونا”.
لم تقتصر التنبؤات على العرافين، بل يشهد العالم إقبالاً على مشاهدة أفلام ومسلسلات عديدة شبيهة أحداثها بيومياتنا مع كورونا
وتوقّعت عبد اللطيف أن ينتشر فيروس من نوع آخر في الدول الأفريقية، ولفتت إلى أنّ “شخصيات سياسية مشهورة ستغادر الحياة في الأشهر القادمة، منها من سيصاب بفيروس كورونا”، وأنّ الفيروس “سينتهي فجأة خلال شهرين لأنّ إحدى الدول العربية ستخترع علاجاً له، وسيلمع اسم طبيب عربي وسيكرّم لاختراعه العلاج”.
لم تقتصر التنبؤات على العرافين، بل يشهد العالم إقبالاً على مشاهدة أفلام ومسلسلات عديدة شبيهة أحداثها بيومياتنا مع كورونا، ونذكر منها مسلسل “عائلة سمبسوم – the Simpsons”، الذي عرض قبل 27 عاماً، ويحكي في إحدى حلقاته قصّة انتشار فيروس جديد يدعى “أوسكا فلو” يتسبّب بإصابة العديد من الأميركيين وأعراضه تشبه أعراض كورونا.
وتصدّر متجر “آي تيونز” التابع لشركة “آبل” تسعة أفلام صدرت العام الماضي، من بينها “بارازيت – Parasite” الحائز على جائزة أوسكار أفضل فيلم، وفيلم “ديزني – Frozen 2″، الذي أعلنت بطلته الممثلة الأمريكية راشيل ماثيوز عبر “انستغرام” إصابتها بالفيروس. غير أنّ اللافت كان حلول فيلم “عدوى – Contagion”، الذي صدر قبل 9 سنوات، في المرتبة العاشرة على هذا التطبيق وذلك بسبب “فيروس كورونا”، إذ يسرد الفيلم تفاصيل شبيهة به.
وحاول أحد منتجي فيلم “العدوى” تبرير وجه الشبه غير المقصود، بأنّ الفيلم هدف إلى تحذير المجتمع من مثل هذه الأمراض التي أصبح البشر عرضة لها بعد كلّ ما نشهده من تطوّرات مؤذية للطبيعة.
في الحلقة الرابعة: روايات وعرافون وأفلام الكورونا (4/4): الفيروس صناعة فرنسية؟
