لي في موقع “درج”، الذي أحترم، عدد من الأصدقاء والأحبة. وبكل أمانة، ما أردت أن يبلغ الجدل بيني وبينهم وعلى رأسهم الزميل حازم الأمين، هذا المبلغ فتختلّ بسببه وُجهة البوصلة وتتشعّب المواضيع، فتضيع الحقيقة ويُشوّش عليها في هذا التوقيت الدقيق، فيما نحن معشر الصحافيين، مطالبون اليوم برصّ الصفوف وتوحيد الجهود، لكن كان لا بدّ حسم جدل مع “درج” (فقط) بهذا التوضيح.
فجر أمس، بعد نشر مادتي في موقع “أساس ميديا” عند منتصف الليل، تلقيت رسالة نصية من صديق مشترك بيني وبين السيدة ديما صادق، يتحدّاني إثبات أنّ الصحافي ألبير فرحات المقيم في فرنسا، والذي نقلت منه معلوماتي في المقال السابق، أنّه “كان يعمل فعلاً في مؤسسة Cristal credit ناشرة التقرير”. وبحسب الرسالة، أبدت ديما استعدادها لنشر مقالي نفسه مع إعتذارٍ علنيٍ على صفحاتها، سائلةً إن كنتُ أملك الجرأة على الإعتذار إن ثبت العكس، مرفقة الرسالة بـ13 وجهاً ضاحكاً.
إقرأ أيضاً: من أسقط ديما صادق عن الـ”درج”؟
أما صباحاً، فوصلني باكراً من صديق آخر، رسالة أخرى عبارة عن رابط لمقالٍ على موقع “درج” كتبه الزميل حازم الأمين يعتبر أن الذين أنجزوا المقال “لم يقوموا بعمل صحافي مهني متكامل أثناء عملهم على التقرير” الذي كتبته.
ربما فاتني أن أتصل بكم لأسألكم عن مصدر التقرير كما قلت. هذا صحيح. هي هفوة أعترف بها. كان من الأفضل سؤالكم أو سؤال السيدة ديما صادق عن مصدره أولاً، ولم أفعل.
ولكن هل لشخص مثل ألبير فرحات مشكوك بسيرته المهنية من وجهة نظركم أنّ يتشارك مع مدير جهاز أمني سابق في فرنسا في إصدار كتاب؟
للصُدف أيضاً، نقل موقع “لو كوميرس” الذي يصدر باللغة الفرنسية، كلاماً عن مؤسس شركة “كريستال كريدي” ومالكها، كيفين ريفاتون، يؤكد ما حرفيته التالي: “لا أنا ولا أي من الموظفين التابعين لي لهم علاقة بكتابة تقرير التحقيق… أنكر رسميًا التهم المنسوبة إليّ وإلى شركتي في هذه القضية”، وهذا يؤكد الكلام الذي أخبرنا إياه الزميل ألبير فرحات، أنّ الشركة لم تُعدّ التقرير ولا علاقة لها به. كما تشكك “لو كوميرس” بصحة التقرير والمعلومات التي تتحدث عن الحوالات المصرفية واضعة ذلك في إطار “طموحات من موّل صياغتها”.
ليس بيننا وبين موقع “درج” والقيّمين عليه الّا الودّ والاحترام وما حصل أمس يدخل في إطار المتابعة الصحافية وفتح النقاش الشفاف والصادق في أي قضية تشغل الرأي العام. لا اعتبارات شخصية ولا أحقاد، وكذلك لا عتب مثل ذاك الذي لمسته بين سطور الردّ الذي تكفّل الزميل حازم الأمين بخطّه . فجاء كلامه في سياق ما قرأناه طوال يوم أمس على مواقع التواصل الاجتماعي، من تُهم سيقت جزافاً بحقي وبحق زملائي في الموقع عن تلميع صورة الحاكم الرياض سلامة. ولم أفهم ما علاقة حساب الزميل محمد بركات الفايسبوكي وما يكتب فيه بمقالي؟
أستاذنا حازم الأمين، ما أظنّك تنسى أن مهنتنا تُختصر في “البحث عن الحقيقة”، وإن كان البحث عنها، مرات، يأتي بالنفع على بعض الأشخاص كالذي حصل مع الحاكم، فلا ضيم ولا خجل في ذلك طالما أنّ الصدق هو المرمى والهدف. لأنّ قول الحق، كما تعرف، أفضل وأسلم من تبنّي الباطل بحجة الحق نفسه.
وفي هذا الصدد، أحدٌ لم يتنكّر من مسؤولية رياض سلامة المالية والنقدية، ومسؤولية السلطة كاملة في ما وصلنا إليه، لكن أنّ نُتّهم بـالاستتباع وبالدفاع عن سلامة ؟ فاسمحوا لنا.
أما للسيدة الجميلة ديما صادق فأقول: إليكِ ما طلبتِ. المستندات التي تُثبت عَمَل ألبير فرحات في شركة Cristal credit مرفقة في أسفل المقال، وأنا أتوق لرؤية مقالي على صفحتكِ ممهوراً باعتذار مثلما وعدتِ.