زينة برجاوي
ضجّت مواقع التواصل الإجتماعي بفيديو لقارئة مجالس العزاء فاتن فضل الله، تعلن فيه ثورتها على الحكومة الجديدة المحسوبة على “حزب الله”. إطلالة فاتن بعباءة سوداء(الشادور)، أثارت جدلاً واسعاً، خصوصاً أنها معروفة بانتمائها السياسي للثنائي الشيعي.
انقسم الجمهور بين داعم ومتضامن لموقف فاتن، الجنوبية المطلقة والأم لثلاثة أولاد، وبين أصوات نبذتها وخوّنتها. تخاطب فاتن جمهور الثنائي الشيعي، قائلة: “إذا كنتم أصحاب قضية، قضية أمل المحرومين، وقضية المقاومة، قاوموا الفساد في بلدكم لأنه أولى من سوريا وفلسطين وصفقة القرن”.
توضح فاتن لـ”أساس” أنها ليست المرة الأولى التي “أقوم فيها بتصوير فيديوهات خاصة على صفحتي، بل أعتمد هذه الطريقة للإحتجاج منذ أربع سنوات”، مؤكدة أنها لم تتوقع انتشار الفيديو مثلما حدث، إذ تم تناقله على غالبية منصات وسائل التواصل، بالإضافة إلى إرساله عبر تطبيق الـ”واتسآب”.
تقول فاتن إنها تتعرض لأبشع أنواع الاتهامات والشتائم منذ انتشار الفيديو، فضلاً عن التهديدات التي تلاحقها يومياً، معتبرة أن ما قالته في الفيديو هو “غربلة وتوضيح للشارع اللبناني، لكنني أشعر بخيبة أمل بسبب ردة الفعل العدائية التي تلقيتها لمجرّد اعلاني أنني أحب بلدي ولا أنتمي إلى زعيم”.
وخلال التفاعل مع الفيديو، زعم كثر أنّ فاتن مناصرة للشيخ ياسر عودة، وهو شيخ شيعي معروف بأنه يحكي لغة الناس ويعبّر عن غضبهم. تنفي فاتن الأمر، مؤكدة أن ما يجمعها بعودة هو “المشاركة بالأفكار والآراء نفسها”.
اليوم، خسرت فاتن العديد من صديقاتها وأصدقائها الذين لم يقبلوا فكرة أنها مختلفة عنهم سياسياً، وتعرضت جميع صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي للقرصنة، وهي حتى الساعة لم تنجح في استعادتها أو إنشاء حسابات جديدة.
فاتن مواطنة لبنانية قررت أن تثور وتنتفض ضد فساد السلطة ، فنُعتت بأبشع الصفات. انهاروا عليها بالشتائم. استفزّهم الوشم الظاهر على يدها وعليه عبارة ” يا زينب”، أما صرختها التي تحكي وجع كل مواطن، فلم تحرك فيهم ساكناً. المشكلة، ربما، في العباءة ، فلولاها، لمرّ الفيديو مرور الكرام…