القصّة الكاملة لإبعاد رجل سليماني عن سوريا

مدة القراءة 4 د

بعد عقد من الحرب الدائرة في سوريا، بدأت أحجار الشطرنج تترتّب من جديد، بفعل تغيّرات داخليّة وسياسات إقليميّة تتّجه نحو الحوار والتعاون والانفتاح وتعزيز الاقتصاد بدلاً من لغة الحرب التي سادَت في السنوات الماضية. ومن علامات التغيير في سوريا كان إبعاد قائد فيلق القدس في سوريا، جواد غفاري، المعروف أيضاً باسم “العميد أحمد مدني”، عن منصبه في سوريا، وهو الأمر الذي أثار تساؤلات كثيرة، فيما حاولت طهران حسم الجدل من خلال المتحدّث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده الذي قال: “العلاقات مستمرّة واستراتيجيّة، لكنّ مهمّة جواد غفاري في سوريا انتهت بشكل ناجح”.

مصدر للمونيتور: قائد فيلق القدس الراحل قاسم سليماني هو مَن اختار الغفاري، لكنّ عقبة رئيسية كانت تحول دون تعيينه، وهي زواجه بسيّدة غير إيرانية

نشر موقع “المونيتور” مقالاً للكاتب علي هاشم، ورد فيه أنّ غفاري كان من بين أقوى الرجال في سوريا، إن لم يكن الأقوى، خلال الفترة الأخيرة التي قضاها هناك. وكان الجنرال الإيراني قد عُيِّن قائداً لقوات بلاده في سوريا عام 2015 خلفاً للّواء حسين الحمداني، الرجل الذي رتّب أسس التدخّل الإيراني في سوريا إلى أن قُتِل في حلب عام 2015، على يد تنظيم “داعش”، وفقاً لرواية الحرس الثوري آنذاك. لكنّ بعض الجهات شكّكت في أسباب وفاته، وأعادتها بعض المصادر إلى تعرّضه لحادث سير، فيما أشارت مواقع إيرانية إلى أنّه اغتيل.

وقال مصدر للمونيتور إنّ قائد فيلق القدس الراحل قاسم سليماني هو مَن اختار الغفاري، لكنّ عقبة رئيسية كانت تحول دون تعيينه، وهي زواجه بسيّدة غير إيرانية. وأضاف المصدر أنّ “سليماني اصطحبه إلى طهران للقاء المرشد الأعلى وحصل له على استثناء”.

خلال السنوات الستّ التي قضاها قائداً لفيلق القدس التابع في سوريا، كان الغفاري يُشرف على المعارك الرئيسية، بحسب “المونيتور”، وكان حاضراً فيها كلّها، وساهم في تشكيل قوات الدفاع الوطني السورية عام 2013، وكان يتمتّع بنفوذ وقوّة لدرجة أنّه تمكّن من تخريب اتّفاق بين الروس والأتراك لإجلاء مقاتلي المعارضة من شرق حلب، عندما طلب من مقاتليه أن يطلقوا النار على حافلات تقلّ مغادرين من قريتيْ كفريا والفوعا، لم يكن يُسمح لهم بترك المنطقة.

توضح المصادر أنّ القيادة السوريّة تواجه ما يُشبه انقساماً، حيثُ يتبنّى فريق يقوده الأسد وبعض مستشاريه وعدد من المسؤولين العسكريين اتّجاهاً يقضي بإظهار التقدير والاحترام للإيرانيين

وخلال الفترة السابقة، أصبح النظام السوري والروس يعتبرونه “مسبّباً للمتاعب، ولا سيّما أنّه لم يكن مستعدّاً للتنازل عن سلطته ونفوذه بأيّ ثمن”، بحسب مصدر سوري قال لـ”المونيتور”: “أصبح يشكّل عبئاً، لقد تغيّر الوقت ولا يزال يريد التصرّف وفقاً لقواعد الحرب، عندما أوشكت الحرب على الانتهاء”، مضيفاً: “لقد كان نسخة أخرى من قاسم سليماني، وتتركّز حساباته على ما يراه يصبّ في مصلحة إيران. وطريقة تفكيره باتت تشكّل عبئاً، ولذا تتّفق الأطراف على ضرورة التخلّي عنها”.

وعلى عكس المعلومات التي انتشرت عن توقيت إبعاد الجنرال الإيراني عن سوريا، كشفت مصادر لـ”المونيتور” أنّ قرار تنحية غفاري اُتُّخِذ بحلول منتصف تشرين الأول الماضي، أي قبل أيام قليلة من الهجوم الذي شُنّ على ثكنة التنف، وقبل ثلاثة أسابيع من الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد لدمشق.

أمّا اللافت، بحسب المصدر السوري، فهو أنّ قرار عزل الغفاري أتى بناءً على طلب الرئيس بشار الأسد الذي بعث برسالة إلى القيادة الإيرانية يطلب منها اتّخاذ هذه الخطوة حفاظاً على العلاقات المتينة بين البلدين. وأوضح المصدر أهمية الخطوة التي تحول دون حدوث تصدّع في العلاقة بين البلدين الحليفين منذ فترة طويلة. وبناءً على التطوّرات، يتوقّع المصدر أن تُصبح العلاقات في المستقبل على مستوى السفارات.

إقرأ أيضاً: مغامرة نجيب ميقاتي… وكلام قاسم سليماني

أمّا عن مستقبل الوجود العسكري الإيراني في سوريا، فتوضح المصادر أنّ القيادة السوريّة تواجه ما يُشبه انقساماً، حيثُ يتبنّى فريق يقوده الأسد وبعض مستشاريه وعدد من المسؤولين العسكريين اتّجاهاً يقضي بإظهار التقدير والاحترام للإيرانيين لِما فعلوه وقدّموه خلال العقد الماضي، ولا يريد هذا الفريق ممارسة الضغط على الإيرانيين. فيما يدفع الفريق الثاني بالإيرانيين وحلفائهم إلى تقبّل فكرة أنّ الحرب في سوريا انتهت ولم يعد من ضرورة لبقائهم، ومن بين الداعمين لهذه الفكرة شقيق الأسد، اللواء ماهر الأسد، والسيّدة الأولى أسماء الأسد.

في ختام المقال، يوضح الكاتب أنّ إيران لن تقبل المساومة والتضحية بعلاقاتها مع سوريا حتى مع تغيير أحد أبرز قادتها في المنطقة، أو في حال إعادة تموضع قوّاتها.

لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.

مواضيع ذات صلة

1701 “بضاعة” منتهية الصّلاحيّة؟

لا شكّ أنّ ما يراه المسؤولون الإسرائيليون “فرصة لا تتكرّر إلّا كلّ مئة عام” في سوريا تتيح، بعد سقوط نظام بشار الأسد، اقتطاع منطقة من…

الثنائي وترشيح عون: سوياً ضده… أو معه

كعادته، وعلى طريقته، خلط وليد جنبلاط الأوراق عبر رمي قنبلة ترشيحه قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، ليحرّك مياه الرئاسة الراكدة. قبيل عودته إلى…

الليلة الأخيرة لـ”ديكتاتور الشّام”..

تحملُ ليلة هروب رئيس النّظام السّوريّ المخلوع بشّار حافظ الأسد قصصاً وروايات مُتعدّدة عن تفاصيل السّاعات الأخيرة لـ”ديكتاتور الشّام”، قبل أن يتركَ العاصمة السّوريّة دمشق…

فرنجيّة وجنبلاط: هل لاحت “كلمة السّرّ” الرّئاسيّة دوليّاً؟

أعلن “اللقاءُ الديمقراطي” من دارة كليمنصو تبنّي ترشيح قائد الجيش جوزف عون لرئاسة الجمهورية. وفي هذا الإعلان اختراق كبير حقّقه جنبلاط للبدء بفتح الطريق أمام…