بعدما حصد الحزب الديموقراطي أغلبيّة مقاعد مجلس الشيوخ الأميركي، عادَ مرشّحو الحزب الجمهوري للمجلس المقبل إلى العمل بجدّيّة والالتقاء واضعين الصين على سلّم أولويّاتهم.
الكاتب والمراسل المتخصّص بشؤون الأمن القومي جاك ديتش أوضح في مقال نشرته مجلّة “فورين بوليسي”، أنّ المسؤولين السابقين في إدارة الرئيس دونالد ترامب يُعدّون جيلاً جديداً من المرشّحين لمجلس الشيوخ، ويهدفون إلى جعل النهج المتشدّد اتجاه الصين في المقدّمة.
وذكر الكاتب أنّ أعضاء فريق الأمن القومي للرئيس ترامب اجتمعوا في فندق ويلارد بواشنطن في أيلول الماضي، بهدف جمع الأموال لمساعدة الحزب الجمهوري في استعادة السيطرة على مجلس الشيوخ.
إن تمكّن فانس من الفوز في الانتخابات، فستشهد واشنطن تغييراً، ولا سيّما أنّه سيحلّ مكان السيناتور المتقاعد روب بورتمان، وهو جمهوري من ولاية أوهايو أكّد عزمه على عدم الترشّح مرّة جديدة
وكان لافتاً الترحيب بـ”جي دي فانس”، الذي كان يكيل الانتقادات في العلن لترامب قبل أن يتقرّب منه، وهو يرشّح نفسه الآن لمجلس الشيوخ في ولاية أوهايو. هذا المرشّح هو الذي كان المسؤولون السابقون يأملون أن يساعد في الترويج لوجهات النظر الأكثر تشدّداً بشأن الصين، وللسياسة التي انتهجها ترامب ويركّز عليها الحزب الجمهوري اليوم.
إذا تمكّن الجمهوريون، الذين يصبّون اهتمامهم على الملفّ الصيني، من تعزيز موقف الحزب في السياسة الخارجية، فسيتقلّص الاهتمام بالحروب في الشرق الأوسط الذي تخلّى عنه ترامب بشكل فوضوي، وسيتكثّف التركيز على الصين، إضافةً إلى تزايد المنافسة الشديدة من بوّابة التجارة والتصنيع والأمن بين البلدين.
ولفت كاتب المقال إلى أنّ المجموعة الجديدة في الحزب الجمهوري والمناهِضة للصين تضمّ مرشّحين بعيدين عن المحافظين الجدد الذين كانوا محيطين بالرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، والذين كانوا يسعون إلى إعادة تشكيل العراق وأفغانستان بالشكل الذي ترغب به الولايات المتحدة. وهذه المجموعة تشبه ترامب إلى حدّ كبير، من ناحية ضغطه من أجل إيقاف مغامرات الولايات المتحدة الخارجية والعودة إلى التحدّي الرئيسي.
في هذا الإطار، قد يكون فانس، الذي اقترح فرض ضرائب على الشركات التي تستعين بمصادر خارجية، والذي يعارض الشراكة عبر المحيط الهادئ ومعظم اتفاقيات التجارة الحرّة، والذي تعرّض للانتقاد خلال لقاء جمع أعضاء الحزب الجمهوري في واشنطن قبل خمس سنوات، هو الذي يعلّقون الآن آمالهم عليه وعلى بليك ماسترز، صاحب رأس المال والمرشّح لمجلس الشيوخ في ولاية أريزونا، لقيادة التوجّهات الجديدة للحزب الجمهوري في السياسة الخارجية.
وقد تطرّق مسؤول أميركي سابق يدعم فانس، لم يكشف هويّته، إلى النقاشات التي تدور في الاجتماعات الداخليّة للحزب الجمهوري، قائلاً: “هؤلاء رجال يملكون ملايين الدولارات في المصارف، أثرياء جدّاً، وتلقّوا تعليمهم في أبرز المؤسسات التعليمية، وها هم يتألّقون بنجاحاتهم”.
ولفت المسؤول إلى أنّ “هذه الحركة جادّة داخل الحزب”، قائلاً: “أعتقد أنّ ما نحن مقبلون عليه هو أنّه عندما يبدأ هؤلاء الرجال بالظهور في واشنطن سيؤثّرون على السياسة الخارجية وسيغيّرون التوجّهات السائدة”.
وأشار إلى أنّ المجموعة الجديدة، التي اجتمعت ضمن الحزب الجمهوري، ستهتمّ بالعلاقة بين التجارة والتصنيع والقاعدة الصناعية كوسيلة تساعد الولايات المتحدة على أن تتمكّن من منافسة الصين، إضافةً إلى تشجيع المستهلكين على شراء المنتجات الأميركية.
وبحسب الكاتب فإنّ التشدّد بشأن الصين هو اختبار حقيقي للجمهوريّين أكثر من أيّ وقت مضى، على الرغم من أنّ أعضاء الحزب الجمهوري في الكونغرس، مثل السيناتور توم كوتون وجوش هاولي وماركو روبيو، قد أسهموا من قبل في تشريعات تهدف إلى التخلّص من التجسّس الصيني داخل الولايات المتحدة، وفي تسليح تايوان، وفرض عقوبات على الصين، التي يتّهمها مشروع القانون بمنع المجتمع الدولي من التحقيق في مختبر مدينة ووهان الذي كان يعتقد مسؤولون في إدارة ترامب أنّه منشأ الفيروس. ويقضي المشروع أيضاً بالإفراج عن جميع النشطاء المعتقلين في هونغ كونغ منذ بدء تفشّي الفيروس، وإغلاق الأسواق المشبوهة.
إقرأ أيضاً: واشنطن تجاوزت “الخط الأحمر” الصيني؟
إذاً، إن تمكّن فانس من الفوز في الانتخابات، فستشهد واشنطن تغييراً، ولا سيّما أنّه سيحلّ مكان السيناتور المتقاعد روب بورتمان، وهو جمهوري من ولاية أوهايو أكّد عزمه على عدم الترشّح مرّة جديدة.
ويبقى التحدّي الرئيسي للحزب الجمهوري متمثّلاً في الصين ومواجهتها، ويمكن أن تؤثّر هذه السياسة على شكل الحزب ككلّ.