عماد الدين أديب: شخصية العام… منذ 50 عاماً

مدة القراءة 4 د

“لا يتّسع المجال لإنصافه. سيظلّ إنصافُه مهمة ناقصة، وفعلاً قيد الاكتمال. وفي حضرته، هو الذي تنقّل بين مغامرات ومواقع وتجارب وعواصم، هو دائماً عاصمة للنزاهة، والعقل، والهدوء، والأهم الأهم عاصمة دائمة للصداقة والنبل والوصل، وتكريمُهُ هو تكريمٌ لنا جميعاً. نحن الذين نتبارى أيّنا يحبّهُ أكثر. شكراً لك من القلب”.

هكذا اختار الزميل نديم قطيش أن يقدّم الزميل الكبير عماد الدين أديب، خلال تكريمه لاختياره “شخصيةِ العامْ الإعلاميةَ” ضمن فعاليات “جائزة الصحافة العربية”، في دورتها العشرين، خلال حفل نظّمه “نادي دبي للصحافة”. وذلك “تقديراً لجهوده في دعم مسيرة الصحافة المصرية، وإثراء المشهد الإعلامي العربي، حيث كان له العديد من الإسهامات المهمة على مدار تاريخه المهني الحافل بالإنجازات”، كما وصفه مجلس أمناء نادي دبي للصحافة.

 

50 عاماً من الصحافة

خمسون عاماً قضاها أديب صحافياً، مشاغباً هنا، وناجحاً هناك، وكاتباً هنا، ومقدّماً برامج تلفزيونية هناك. وكان رائداً في الإعلام المكتوب، كما في الإعلام المرئي، واليوم في الإعلام الإلكتروني. وظلّ يقفز من قمّة إلى قمّة طوال 5 عقود، وهو أمر نادر جدّاً في تاريخ الصحافة العربية.

لكنّ الأكيد أنّ عماد الدين أديب لم يولد “وفي فمه ملعقة ذهب صحافية”، كما قال خلال استلامه الجائزة. ومازح الحاضرين كاشفاً أنّ مشواره الإعلامي “لم يكن بالسهولة التي يتخيلها كثيرون، بل عانيتُ كثيراً في بدايتي”. وروى كيف أنّه عمل “بوكالة صحافية دون راتب لمدة ثلاثة أشهر، وحين علمتُ أنّ رئيس الوكالة لديه اشتراك بمقهى ومطعم شهير في القاهرة، قرّرتُ الحصول على راتبي على شكل وجبات ومشروبات”.

ومازح شقيقه الإعلامي عمرو أديب: “أشكر أخي عمرو على دعمه وأتمنّى أن يكفّر عن خطيئته التي تتمثّل في تشجيع نادي الزمالك المصري”. وختم بإعلان “تقديري البالغ لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على رعايته هذه الجائزة العريقة وتكريمه هذه الفئة المميّزة من المجتمع”. كما شكر ناشر موقع “أساس” النائب نهاد المشنوق، صديق عشرات السنوات، على حضوره من بيروت  إلى دبي لحضور حفل التكريم.

 

20 فائزاً

الجائزة يرعاها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بحضور الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام، الذي سلّم الفائزين الجوائز، وبحضور نخبة من الإعلاميين العرب، من رؤساء تحرير الصحف الإماراتية والعربية، وكبار الكُتَّاب والمفكرين وصُنّاع الرأي ورموز العمل الثقافي العربي وقيادات المؤسسات الإعلامية في المنطقة، كذلك ناشر موقع “أساس” النائب نهاد المشنوق.

ولأنّه عامها العشرين، توزّعت جوائز الصحافة العربية على 20 فائزاً من صحف يومية وأسبوعية ومجلات دورية مطبوعة وإلكترونية ومؤسسات إعلامية مختلفة. وأضاءت الحفل، بالدقّة والتنظيم والاحترام والاحتراف أيضاً، السيّدة منى غانم المرّي، نائب رئيس مجلس دبي للإعلام، ورئيسة “نادي دبي للصحافة”.

ومن بين المُكرّمين، إلى جانب أديب، الكاتب والمفكر الدكتور عبد الإله بلقزيز، الذي حصل على درع جائزة “العامود الصحافي”، باعتباره “أحد رموز الكتابة الصحافية في العالم العربي، نشر مئات المقالات وعواميد الرأي في كبرى الصحف العربية والإقليمية، وصدر له ما يزيد على 50 كتاباً في الفلسفة والعلوم الإنسانيّة والدراسات الإسلاميّة، إلى جانب العديد من الأعمال الأدبيّة والروائيّة”.

تأسّست الجائزة في العام 1999، وانطلقت أول دورة لها في 2001، بمبادرة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وكرّمت حتى اليوم 300 مبدعٍ من بين 100 ألف مشارك. وقد طلب الشيخ محمد تغيير اسمها إلى “جائزة الإعلام العربي، لتضمّ الصحافة العربية والإعلام المرئي والإعلام الرقمي”.

عمرو أديب

في برنامج “الحكاية” على “mbc مصر”، بارك شقيقه عمرو قائلاً: “نحن ثلاثة أخوة، وهو أكبرنا وأفضلنا وأحسنّنا وأكثرنا علماً وخلُقاً واحترافية، وهو يستحقّ هذه الجائزة وأكثر، وقام بالكثير في حياته الصحافية، وهو أنشأ أوّل مجلّة خاصة في تاريخ الصحافة المصرية، وأوّل جريدة مصرية اقتصادية، هي جريدة “العالم اليوم”، والـ”Talk Show” ابتدأ على يديه، هو لاري كينغ العرب”.

موقع “أساس” يبارك مفتخراً بالزميل الكبير، ويبارك للجائزة أن تُكرَّم بشخصية عربية إعلامية على هذا القدر من التميّز والاحتراف، تحمل هذا التاريخ الكبير، والذي يضيء “أساس” بمقاله الأسبوعي صباح كلّ أحد.

مواضيع ذات صلة

بين لاريجاني وليزا: الحرب مكَمْلة!

دخلت المرحلة الثانية من التوغّل البرّي جنوباً، التي أعلنها الجيش الإسرائيلي، شريكة أساسية في حياكة معالم تسوية وقف إطلاق النار التي لم تنضج بعد. “تكثيفٌ”…

هل تملأ مصر فراغ التّسليم والتّسلّم؟

يترنّح المسار التفاوضي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية تحت وطأة الضغوط العسكرية التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية في عدوانها الوحشي بحقّ لبنان. في الأثناء، يواظب الموفد…

برّي ينتظر جواب هوكستين خلال 48 ساعة

تحت وقع النيران المشتعلة أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن موافقته على أن يستكمل الرئيس جو بايدن مسعاه للوصول إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار…

الجيش في الجنوب: mission impossible!

لم يعد من أدنى شكّ في أنّ العدوّ الإسرائيلي، وبوتيرة متزايدة، يسعى إلى تحقيق كامل بنك أهدافه العسكرية والمدنية، من جرائم إبادة، في الوقت الفاصل…