النشوة القضائيّة تربح “جولة” على الدستور..

مدة القراءة 3 د

يعيش رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود نشوة قضائية بعد القرارات الأخيرة التي صدرت عن الهيئة العامّة لمحكمة التمييز العليا، والتي مكّنته من الخروج من الأزمة القضائية بأقلّ قدر ممكن من الخسائر، لا بل أتاحت له تسجيل بعض النقاط لمصلحته، وفقاً لِما تؤكّده أوساط القضاة، إذ أمسك مجدّداً بمفاصل قصر العدل عبر تظهير صورة استقلاليّة القضاء ومناعته بوجه التدخّلات السياسية.

ردّ الهيئة العامّة لدعوى مخاصمة الدولة المقدّمة من الرئيس حسان دياب والنائب نهاد المشنوق يستند إلى أنّ دعوى المخاصمة مع الدولة تأتي في آخر المسار القضائي الذي يسلكه أيّ متضرّر من العمل القضائي

وأشار مصدر قضائي مطّلع لـ”أساس” إلى أنّ “القرارات التي صدرت عن الهيئة العامة لمحكمة التمييز يمكن للبعض أن ينظر إليها سياسيّاً من حيث توقيت إصدارها وترافقها مع عراضة شعبية صدرت عن أهالي ضحايا المرفأ، عند باب قصر العدل، ومع قرار القاضية رندة كفوري رئيسة محكمة التمييز الجزائية بقبول طلب الدعوى المقدّمة من مكتب الادّعاء في نقابة المحامين في بيروت لردّ المحامي العامّ التمييزي القاضي غسان خوري عن ملفّ تفجير المرفأ، إلا أنّ القرارات التي اتّخذتها الهيئة العامّة لمحكمة التمييز برئاسة القاضي عبود، من حيث المضمون القضائي، صدرت بالإجماع عن قضاة مشهود لهم بالحياديّة وبحسن علاقتهم مع كلّ الأطراف السياسية، وأحدهم هو مَن كفّ يد المحقّق العدلي القاضي فادي صوان في حينه”.

وتابع المصدر القضائي كلامه، فقال إنّ “ردّ الهيئة العامّة لدعوى مخاصمة الدولة المقدّمة من الرئيس حسان دياب والنائب نهاد المشنوق يستند إلى أنّ دعوى المخاصمة مع الدولة تأتي في آخر المسار القضائي الذي يسلكه أيّ متضرّر من العمل القضائي. وآخر هذا المسار هو تقديم الدفوع الشكلية المستندة إلى الدستور والقانون، وهي كثيرة في هذه الحالة، وهو ما لم يفعله الرئيس حسان دياب والنائب نهاد المشنوق. وفي حال تمّ تقديمها ورفضها القاضي البيطار، يمكن اللجوء حينها إلى دعوى مخاصمة الدولة. إنّ الهيئة العامّة في قرارها ردّ دعوى المخاصمة لم ترفضها بالمطلق، إذ إنّه لا يمكن تقديمها قانونياً، لكن يمكن للأطراف المتضرّرة، وبعد تقديم الدفوع الشكلية، العودة إلى دعوى المخاصمة”.

إقرأ أيضاً: عبود ينتصر على الحكومة… بالإجماع

وأضاف المصدر القضائي: “لقد أخطأت القاضية رندة كفوري قانونياً بردّ المحامي العامّ التمييزي غسان خوري عن ملف تفجير المرفأ، لأنّه لا يمكن كفّ المحامي العامّ من طرف في الدعوى لا يسمح له القانون بذلك، لكن يبدو أنّها قد تجاوزت المسألة القانونية”.

مواضيع ذات صلة

لبننة “الحزب”؟

منذ نشأته كانت لبنانية “الحزب” مسألة إشكالية، في الشكل كما في المضمون. والمضمون والشكل هنا متلازمان متساويان في الدلالة والمعنى. اليوم لم يعد من هامش…

“سمفونيّة الأمل” في السعوديّة.. والقوّاس: لعودة لبنان للحضن العربي

“لبنان جريح، وشفاؤه بالعودة إلى الحضن العربي”. هذه خلاصة كلمة رئيسة المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى السوبرانو هبة القوّاس في حفل موسيقي ضخم نظّمته في…

الياس خوري: 12 تحيّة لبنانية وعربية (2/2)

في الجزء الثاني من هذه التحية إلى المثقف الراحل الياس خوري، يكتب كلٌّ من: علوية صبح، وواسيني الأعرج، ويوسف المحيمد، وليانة بدر، وطالب الرفاعي، وسمر…

نداءٌ ثانٍ ودائم إلى دولة “النبيه”

هو صاحب الفكرة، حامل القلم، إبرة الميزان، والممسك بخيوط كثيرة. لا تخطئ بوصلة نبيه بري. السياسة عنده احتراف. أحد أبرز صنّاع الاستثناء في التاريخ اللبناني…