أوميكرون “يرعب” الكوكب.. وأقوى من اللقاحات

مدة القراءة 5 د

يبدو أنّ الأشهر المقبلة ستكون زمن “أوميكرون”، وهو المتحوّل الأحدث من سلسلة “كورونا”، وسيطبع العام 2022 في حال انتشاره الذي يتنبّأ به كبار العلماء حول العالم.

وللأمانة فإنّ هذا المتحوّل هو نتيجة مباشرة لجشع دول الغرب واحتكارها اللقاحات وعدم التفاتها إلى الدول الفقيرة في إفريقيا وغيرها. وقد جاء من جنوب إفريقيا، حيث مصانع تنتج لقاحات، في حين لم تصل نسبة الملقّحين في إفريقيا إلى 10% من أعداد السكان.

خطورة أوميكرون تكمن في “أكثر من 32 طفرة (تغيير) جينية موجودة في مادته الوراثية، وخطورتها أنّها اجتمعت في البروتين الشوكي spike protein، ما يسمح لها بالتملّص من المناعة المكتسبة عبر اللقاحات بل والإصابات السّابقة

واعترافاً بهذا الجشع، قال رئيس الوزراء السابق عن “حزب العمّال” البريطاني غوردون براون لجريدة “الغارديان” إنّ “العالم قد حذّر من أنّ نقص اللقاحات في البلدان الفقيرة يمكن أن تكون له عواقب وخيمة. حدثت إخفاقات محرجة في وفاء الغرب بوعوده بشأن التوزيع العادل للّقاحات، وهذا ما يسلّط الضوء على الأرقام التي تُظهر أنّ 3% فقط من الناس في البلدان المنخفضة الدّخل يتلقّون التطعيم الكامل مقارنة بأكثر من 60% في بقيّة العالم”.

وتابع: “في غياب التطعيم الشامل، لا ينتشر كوفيد-19 من دون عائق بين الأشخاص غير المحميّين فحسب، بل إنه يتغيّر فيهدّد حتى الأشخاص الذين تمّ تطعيمهم بالكامل في أغنى بلدان العالم”. ودعا “زعماء العالم إلى اتفاق عالمي جديد لضمان توزيع أفضل”، متّهماً الاتحاد الأوروبي “باستعمار جديد في مقاربته لشراء اللقاحات المصنوعة في جنوب إفريقيا”.

وتعليقاً على الانتشار الجديد لهذا المتحوّل الذي يبدو الأكثر شراسة إلى الآن، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن الدول، التي كان من المتوقّع أن تجتمع في منظمة التجارة العالمية هذا الأسبوع، إلى “الموافقة على التنازل عن حقوق حماية الملكية الفكرية للقاحات كوفيد-19″، وذلك لصناعتها بكثافة أكبر وبكلفة أقلّ، ولتوزيعها على الدول الفقيرة.

وبحسب الخبراء، فإنّ خطورة أوميكرون تكمن في حدوث “أكثر من 32 طفرة (تغيير) جينية في مادته الوراثية، وخطورتها أنّها اجتمعت في البروتين الشوكي spike protein، وهذا ما يسمح لأوميكرون بالتملّص من المناعة المكتسبة عبر اللقاحات بل والإصابات السّابقة، بالإضافة إلى سرعة انتشاره الكبيرة في بعض أنحاء دولة جنوب أفريقيا، ثمّ انتقاله عبر البحار يحمله المسافرون إلى دول أخرى في أوروبا وشرق آسيا”.

أعلن وزير الصحة فراس أبيض أن “لا مخاوف حتى الآن، لأنّه ليست للبنان خطوط طيران مباشرة مع جنوب إفريقيا”، معلناً بدء وزارته رفع جهوزيّتها في ظلّ ارتفاع عدد الإصابات ومواصلة الوباء انتشاره بشدّة

لبنان في وادٍ آخر

في لبنان أعلن وزير الصحة فراس أبيض أن “لا مخاوف حتى الآن، لأنّه ليست للبنان خطوط طيران مباشرة مع جنوب إفريقيا”، معلناً بدء وزارته رفع جهوزيّتها في ظلّ ارتفاع عدد الإصابات ومواصلة الوباء انتشاره بشدّة.

وأكّد “عقد اجتماعات دورية مع منظمة الصحة العالمية للوقوف على أيّ جديد، خصوصاً في ما يخصّ تصنيف المتحوِّل الجديد “مثيراً للقلق والاهتمام”، وللحصول على معطيات عمليّة”.

وقال رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري لـ”أساس” إن ّ”خطورة هذا المتحوِّل تكمن في تأثيره على فعّاليّة اللقاح التي لم تُدرس بعد من جهة، وعلى فاعليّة الأدوية التي تحتوي أجساماً طبية تمنع الفيروس من الدخول إلى جسم المرضى من جهة أخرى”.

وكتب رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي على تويتر: “أوميكرون يدعو إلى القلق وسريع الانتشار. هذا يحتّم علينا نحن المواطنين أن نطبِّق الإجراءات الوقائية، ونتجنّب الاجتماعات والأماكن المكتظّة، ونتلقّى اللقاح”.

يبدو أنّ الأشهر المقبلة ستكون زمن “أوميكرون”، وهو المتحوّل الأحدث من سلسلة “كورونا”، وسيطبع العام 2022، في حال انتشاره الذي يتنبّأ به كبار العلماء حول العالم

فما هو بروتين “سبايك؟

هو جزء من الفيروس تستخدمه معظم اللقاحات لتهيئة جهاز المناعة لمواجهة كوفيد-19. في المتحوِّل “دلتا“، مثلاً، كان عدد الطفرات أقلّ من نصف عدد طفرات أوميكرون. وقد ظهر هذا المتحوِّل الجديد في جنوب إفريقيا، وأُطلق عليه اسم B.1.1.529، ويُعتقد أنّ منشأه هو مريض مصاب بنقص المناعة الشديدة جرّاء الإصابة بمرض السيدا الذي لم تتمّ معالجته.

وعن إمكانيّة انتقال المتحوِّل إلى لبنان، أشار البزري إلى أنّ “الدول التي ينتشر فيها الفيروس، وهي هونغ كونغ ودول منطقة إفريقيا الجنوبية وإسرائيل، تشهد حركة سفر خفيفة إلى لبنان، طبعاً باستثناء إسرائيل”.

ووجّه البزري نداء دعا فيه الجميع إلى “تحمّل المسؤولية والالتزام بالإجراءات الوقائية، في ظلّ واقع المستشفيات المتراجع والضعيف جدّاً، كي لا نصل إلى مرحلة تعجز فيها المستشفيات عن تحمّل أعباء الانتشار الكثيف للفيروس، فيتزاحم المصابون على سرير في مستشفى”.

إقرأ أيضاً: كورونا: استعدّوا لموجة جديدة.. بلا أطباء ولا دواء

هل شركات الأدوية جاهزة؟

سارعت شركات الأدوية إلى مختبراتها، فأعلنت “فايزر” أنّها قادرة على تصنيع لقاحات جديدة مخصّصة للتصدّي للمتحوِّلات الجديدة، وأنّها بحاجة إلى ستّة أسابيع، فيما ستبدأ بعمليات الشحن خلال 100 يوم.

وقالت شركة “أسترازينيكا” إنّها تدرس تأثّر المتحوِّل الجديد بلقاحها وبما وصفته “كوكتيل الأجسام المضادّة” الذي يوفّره لقاحها.

مواضيع ذات صلة

أيّها اللبنانيّون.. إلى الكمّامة  دُرْ

أعلن وزير الصحة فراس أبيض ارتفاع النسبة الموجبة لفحوص كورونا إلى 2 .14% بعدما كانت تراوح في بداية شهر كانون الأول الفائت بين 5.5% و6%….

كورونا يعود بقوّة: زيادة الوفيات 78% في الشرق الأوسط

قالت منظمة الصحة العالمية أمس الأول (الثلاثاء) إنّ حالات الإصابة بفيروس كورونا تضاعفت ثلاث مرّات في جميع أنحاء أوروبا خلال الأسابيع الستة الماضية، وهو ما…

الكورونا مجدّداً في لبنان: هل “ينفجر” في تموز؟

كورونا.. جدري القردة.. التهاب الكبد الوبائيّ. يبدو أنّ البيئة المجتمعية والصحيّة في لبنان تساعد على تكاثر الفيروسات. دخل “جدري القردة” لبنان عبر حالة وافدة من…

“أنت البطل في معركة الوباء”.. كواليس كورونا الصينية

“أنت البطل في معركة الوباء” (To fight against covid-19, you are the hero) هو عنوان كتاب يعود بنا إلى بداية أحداث انتشار وباء فيروس كورونا في…