لم يعد أحدٌ يجرؤ على الجزم في شأن الملفّ الحكومي، إن إيجاباً أو سلباً. غير أنّ العِقَد الثلاث التي كانت تحول دون التشكيل، باتت قاب قوسين من الفكفكة”، وهي التالية:
1- اسم وزير الاقتصاد، الذي يفترض أن يكون سنّيّاً من حصة رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي.
2- اسم الوزير المسيحي التاسع.
3- والبحث في أن يعطي تكتّل لبنان القوي، أي جبران باسيل، الثقة للحكومة.
هذه العِقَد الثلاث حضرت في اتصالات مكّوكية بين المعنيين بتأليف الحكومة حتّى ساعات الليل المتأخّرة أمس. اتصالات داخلية رافقتها اتصالات فرنسية وأميركية بميقاتي وغيره.
مصادر عين التينة قالت لـ”أساس” إنّها ليست منزعجة من هذه الأسماء، بل اعتبرت أنّ الأسماء المسيحية باتت محسومة
بحسب معلومات “أساس” من أطراف التفاوض المختلفة، فإنّ نتيجة الاتصالات أثمرت ليل أمس عن الاتفاق على اسميْ الوزيرين المسيحيّين، وهما السفيرة نجلا الرياشي عساكر، كما ذكر “أساس” في عدد الأمس، زوجة السفير السابق بطرس عساكر، والدكتور جورج كلّاس، العميد السابق لكلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. على أن يختار ميقاتي اسماً من لائحة سنّة قدّمها له الرئيس عون.
تبقى العقدة الأخيرة، وهي أن يعطي باسيل الثقة. وتشير مصادر مطّلعة على المساعي الحكومية أنّه في حال الانتهاء من الاتفاق على الأسماء، فإنّ باسيل الذي دخل شخصياً على خطّ التفاوض الحكومي، عبر قناة غير مباشرة، مع صديقه مصطفى الصلح (صهر طه ميقاتي)، سيعطي الثقة فور المصادقة على الاتفاق. هو الذي ينقل مقرّبون عنه قوله إنّه لن يقبل بحكومة تسيء إلى الرئيس ميشال عون في نهاية عهده.
مصادر مقرّبة من قصر بعبدا كانت إيجابية في وقت متأخّر من ليل أمس، وكعادتها أكّدت أنّ هذه “الأجواء ليست مفتعلة”، لا بل أعربت عن اعتقادها بأنّ ولادة الحكومة قد تكون مسألة ساعات ليس أكثر.
في المقابل توافق مصادر ميقاتي على هذه الأجواء، وتتحدّث عن إمكانية كبيرة لأن يتحرّك موكب الرئيس المكلّف صوب بعبدا، وإن كانت التجارب السابقة تدعوها دائماً إلى الحذر من أن يُخرِج فريق رئيس الجمهورية أرنباً بوجه عملية التأليف في اللحظات الأخيرة.
وفيما تتقاطع مصادر عون وميقاتي على حدّ أدنى من الإيجابية للمرّة الأولى، تتوجّه الأنظار إلى ردّة فعل عين التينة وبنشعي على الأسماء المطروحة، ولا سيّما الاسمين المسيحيّين، الكاثوليكي جورج كلاس والمارونية نجلا الرياشي عساكر.
مصادر مقرّبة من قصر بعبدا كانت إيجابية في وقت متأخّر من ليل أمس، وكعادتها أكّدت أنّ هذه “الأجواء ليست مفتعلة”، لا بل أعربت عن اعتقادها بأنّ ولادة الحكومة قد تكون مسألة ساعات ليس أكثر
درست عين التينة ما إذا كان ولاء هذه الأسماء مقنّعاً لبعبدا. وعلى هذا الأساس يوافق الرئيس نبيه بري أو يرفض الصيغة الحكومية، انطلاقاً من موقفه المعروف، إلى جانب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بضرورة حجب الثلث المقنّع عن فريق رئيس الجمهورية.
مصادر عين التينة قالت لـ”أساس” إنّها ليست منزعجة من هذه الأسماء، بل اعتبرت أنّ الأسماء المسيحية باتت “محسومة”.
فهل ينجح رئيس الجمهورية بإنقاذ العام الأخير من عهده بالتوقيع على مراسيم تشكيل حكومة يرأسها ميقاتي؟ خصوصاً بعدما صارت البطاقة التمويلية أمراً واقعاً وبعدما بات رفع الدعم حتمياً؟
إقرأ أيضاً: عون يريد الوزير التاسع… وميقاتي “مكانك راوِح”
وهل ينجح ميقاتي في إقناع الفريق السنّي بالسير بالحكومة العتيدة؟ فينجح حيث فشل الحريري؟ أم كالعادة سنعود إلى المربّع الأوّل بعد خروج الأرنب الذي اعتدنا عليه في نهاية الشوط الأخير؟
ساعات قليلة تفصلنا عن الجواب اليقين، وسط حديث عن ضغط فرنسي وأميركي كبير لإنجاز التشكيل، في سباق مع الفوضى.