فرنجيّة يُنازل عون في كسروان: مَن يَرث “الجنرال”؟

مدة القراءة 5 د

باكراً جدّاً دشّن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية معركة كسروان الانتخابية. فالخلاصة الأساسية لاختياره وزيرين مارونيّين من القضاء لتمثيله في حكومة الـ24 وزيراً، إن وُلدت، هي منازلة ميشال عون في عقر داره الانتخابي على أبواب نهاية العهد في سابقة لم تعهدها بنشعي التي تخلّت للمرّة الأولى عن اختيار وزير شمالي.

لم يعد ممكناً طرح سليمان فرنجية نفسه مرشّحاً لرئاسة الجمهورية على “الطريقة السورية”. يحتاج البيك فوق التقاطع الدولي عليه، إذا توافر، إلى “الاستثمار” في “حيثيّة” شعبية تتخطّى الشمال.

في كسروان حليفه واضح الهويّة، وهو فريد هيكل الخازن الذي لم يتردّد في تموز الفائت في التأكيد أنّ “أسهم سليمان فرنجية الرئاسية تشير إلى أنّه الرئيس المقبل لأنّ علاقته جيّدة بالداخل، ولأنّه منفتح دوليّاً على قاعدة مصلحة لبنان”.

المفارقة الكبرى أنّ شامل روكز، الذي لم يتلمّس بعد خريطة طريق ترشّحه للانتخابات بعد مغادرته المركب البرتقالي، قد يلتحق بلائحة فريد الخازن المدعومة من فرنجية

تفيد المعلومات بأنّ فرنجية تَرَك لحليفه حريّة اختيار وزير ماروني من كسروان هو جوني القرم الذي لا يَعرفه رئيس تيار المردة بشكل مباشر، إضافة إلى الإعلامي جورج قرداحي الذي وُعِد عام 2018 بأخذه على لائحة التيار الوطني الحر، لكنّ باسيل لم يَصدق معه، فأتت فرصة توزيره في الحكومة العتيدة من قبل خصم التيار.

لكنّ المفارقة الكبرى أنّ شامل روكز، الذي لم يتلمّس بعد خريطة طريق ترشّحه للانتخابات بعد مغادرته المركب البرتقالي، قد يلتحق بلائحة فريد الخازن المدعومة من فرنجية. يراهن الأخير على توقيت الانتخابات في الأسابيع الأخيرة من العهد، وعلى الوَهن الذي أصاب جسد التيار، وتراجع شعبيّته في كلّ المناطق، من دون أن يأتي هذا التراجع لمصلحة القوات اللبنانية.

حتّى الآن تلوح في الأفق ملامح خمس لوائح في كسروان:

– لائحة التيار الوطني الحر التي خسرت حليفين في كسروان هما شامل روكز ونعمة إفرام بعد مغادرتهما تكتل لبنان القوي، وبنسبة شبه مؤكّدة الوزير السابق زياد بارود الذي ترشّح سابقاً على لائحة التيار. الأخير لم يحسم أمره بعد، لكنّ قريبين منه ينقلون عنه عدم رغبته بالترشّح للترشّح فحسب أو للفوز بمقعد نيابي إذا لم يكن ذلك ضمن إطار مشروع سياسي يحاكي انتظارات الناس والتأسيس لنقلة نوعية في التعاطي السياسي، وتأكيده أنّه تعلّم كثيراً من تجربة 2018، وبأنّ المال الانتخابي عائق كبير أمام صحّة التمثيل.

وبالنسبة إلى شامل روكز فهو يؤكّد ترشّحه في الانتخابات المقبلة، لكن بالتأكيد ليس على لائحة التيار في ظل خلافه الكبير مع النائب جبران باسيل الذي بدأ قبل اتّهام روكز “جماعة باسيل” بمحاربته “بوقاحة” في الانتخابات النيابية عام 2018. وستضمّ لائحة التيار مبدئياً النائب روجيه عازار ووزيرة الطاقة السابقة ندى البستاني ووزير الاقتصاد السابق منصور بطيش، مع احتمال انضمام النائب السابق منصور البون إلى اللائحة، فيما يحذّره كُثُر من هذا الخيار الذي قد يؤدّي إلى فوز عازار والبستاني على حسابه لصعوبة حصد اللائحة ثلاثة حواصل في كسروان.

تفيد المعلومات بأنّ فرنجية تَرَك لحليفه حريّة اختيار وزير ماروني من كسروان هو جوني القرم الذي لا يَعرفه رئيس تيار المردة بشكل مباشر، إضافة إلى الإعلامي جورج قرداحي

– تحالف نعمة إفرام والكتائب. وتتردّد معلومات عن انضمام رئيس بلدية فاريا السابق نضال خليل والوزير السابق سليم الصايغ إلى اللائحة. إضافة إلى يوسف باسيل من قضاء جبيل. ويشير مطّلعون إلى أنّ لائحة إفرام-الكتائب قد تنضوي تحت راية مشروع “نحو الوطن” المموّل غربياً، الذي تديره شانتال سركيس، والذي سيطرح 128 مرشّحاً للانتخابات في كلّ الأقضية.

– لائحة النائب فريد الخازن بالتحالف مع النائب السابق فارس سعيد عن قضاء جبيل. ومن ضمن الخيارات المحتملة انضمام البون إلى هذه اللائحة وليس لائحة التيار.

– لائحة المجتمع المدني وناشطين في الثورة من منطقة كسروان وجبيل ترفع شعار “كلّن يعني كلّن”.

– لائحة القوات اللبنانية التي ستضمّ النائبيْن شوقي الدكاش وزياد حوّاط.

ولا شكّ أنّ كسروان، كما سائر الأقضية الانتخابية، بدأت تحمّي محرّكاتها لخوض معركة كسر عظم حقيقية يكون فيها رأس ميشال عون بالدقّ. فلا مكان في انتخابات 2022 لشعار “شامل أنا وأنا شامل”، بعدما حسم رئيس الجمهورية خياره بوضع كل رصيد مسيرته العسكرية والنيابية والسياسية في سلّة جبران باسيل. وشامل روكز قبل أخصامه المعروفين يُواجه أعداء من داخل أهل البيت الحزبي. ومغادرته تكتّل باسيل وملعب التيار قد يعرّضه لاحتمال خسارة مقعده النيابي، أي مقعد ميشال عون “الذهبي”.

استطلاعات الرأي تنغل نغل في كسروان، وبعضها يأخذ مساراً هزليّاً.

في مطلق الأحوال، الرابح في “قلعة الموارنة” يحجز سلفاً مقعداً في السباق نحو الرئاسة الأولى التي ستلي انتخابات الربيع بوجود أربعة مرشّحين افتراضيين لرئاسة الجمهورية في عرين الموارنة.

بالمقابل، أوضح الوزير السابق منصور بطيش في بيان له وصل إلى موقع “أساس” ما يلي:

“وَرَدَ في موقِعكم الكريم، في مقال للسيدة ملاك عقيل، أنّني مُرَشّح للانتخابات النيابيّة المُقبِلة على لائحة التيّار الوطني الحُرّ في كسروان. هذا الكلام اجتِهاد غير صحيح على الإطلاق، ولا يستند إلى أيّ مُعطى، فأنا لَمْ ولنْ أكون مُرشّحاً للانتخابات النيابيّة المُقبِلة. وعلى الرّغم من احترامي للعمل التشريعي وتمثيل الناس، إلّا أنّني أشهد مع جميع اللبنانيين عَجز وانكفاء كل المؤسّسات عن القيام بواجباتها وسط فَشل النموذج الحالي وغياب مشروع وطني جامع وقادر على تصحيح البوصلة والنهوض بالبلد سياسيّاً واقتصاديّاً واجتماعيّاً.

بِناءً عليه، أتمنّى عليكم نشر هذا التوضيح-الرَدّ فورَ تلَقِّيكم إيّاه، في المكان نفسه الذي أورَدتم فيه الخبر”.

مواضيع ذات صلة

هل تملأ مصر فراغ التّسليم والتّسلّم؟

يترنّح المسار التفاوضي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية تحت وطأة الضغوط العسكرية التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية في عدوانها الوحشي بحقّ لبنان. في الأثناء، يواظب الموفد…

برّي ينتظر جواب هوكستين خلال 48 ساعة

تحت وقع النيران المشتعلة أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن موافقته على أن يستكمل الرئيس جو بايدن مسعاه للوصول إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار…

الجيش في الجنوب: mission impossible!

لم يعد من أدنى شكّ في أنّ العدوّ الإسرائيلي، وبوتيرة متزايدة، يسعى إلى تحقيق كامل بنك أهدافه العسكرية والمدنية، من جرائم إبادة، في الوقت الفاصل…

وزير الخارجيّة المصريّ في بيروت: لا لكسر التّوازنات

كثير من الضوضاء يلفّ الزيارة غير الحتميّة للموفد الأميركي آموس هوكستين لبيروت، وسط تضارب في المواقف والتسريبات من الجانب الإسرائيلي حول الانتقال إلى المرحلة الثانية…