أنهكت الأزمة الصحيّة العالميّة المتمثّلة بجائحة “كوفيد 19” العالم، ولا سيّما مع اكتشاف عدد من السلالات المتحوّلة، بدءاً من سلسلة متحوّليْ “ألفا” و”بيتا” في جنوب أفريقيا، و”غاما” في البرازيل، و”دلتا” في الهند، و”لامبدا” في البيرو، والمتحوّل الأخير “مو”، فازدادت ضرورة تلقّي اللقاح للحؤول دون وقوع المزيد من ضحايا “كورونا”.
في هذا السياق، نشرت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية مقالاً تطرّقت فيه إلى حملة التطعيم في لبنان، واعتبرت أنّ اللاجئين “منسيّون” فيه. فعلى الرغم من توفّر اللقاح، إلا أنّ عدد الذين لُقِّحوا من سكان المخيّمات هو الأقلّ نسبيّاً، وهذا يزيد خطر الإصابات عند انتشار موجة جديدة. ويعود هذا الانخفاض في الأعداد إلى ارتفاع مستوى التردّد من ناحية، وإلى صعوبات التسجيل على المنصة الحكومية من ناحية أخرى، وليس إلى قيود أو تمييز بين لبناني ومقيم في حملة التلقيح في لبنان، إذ يمكن لأيّ شخص الحصول على اللقاح مجّاناً.
على سبيل المثال، شاركت سيّدة تُدعى “ليالي”، وهي فلسطينية تقيم في مخيّم شاتيلا، مع عددٍ من النساء في جلسة نظّمتها جمعية “بيت أطفال الصمود”، وتضمّنت أسئلة وأجوبة حول فيروس “كورونا”. ولا تزال السيدة متردّدة في تلقّي اللقاح، قائلةً: “لستُ مرتاحة لهذا الأمر. أخشى ألا أنجب المزيد من الأطفال. فقد سمعتُ أنّه يؤثّر على الخصوبة”.
في هذا السياق، أوضح الباحث بول معوض أنّه “في سياق الأزمة الاقتصادية، يزيد الفيروس من الفقر والتهميش لبعض المجتمعات”.
وبحسب الأرقام التي نشرتها الصحيفة الفرنسية، فمن بين 2.4 مليون جرعة لقاح في لبنان، تم إعطاء 46 ألف جرعة فقط للفلسطينيين. وبذلك تصل نسبة الحاصلين على اللقاح بينهم إلى 10%. لكنّ الوضع الصحّي لدى الفلسطينيين يبقى أفضل منه لدى السوريين، البالغة نسبة الملقّحين بينهم 3%، والمهاجرين إلى لبنان، الذين تلقّى 2.85% منهم اللقاح.
ونبّهت الصحيفة إلى أنّ التأخير في تلقّي سكان المخيمات للّقاحات، بالتوازي مع انتشار متحوّل “دلتا” المُعدي، وهو السلالة السائدة في لبنان، يُساهم في ارتفاع عدد الإصابات اليومية بشكل كبير.