لا تزال الأزمة الصحيّة العالميّة المتمثّلة بجائحة “كوفيد 19” تُخيّم على العالم حاصدةً الأرواح ومنهِكةً الجسم الطبيّ. وقد فاقمت السلالات المتحوِّلة الأزمة، بدءاً من سلسلة متحوِّل “ألفا”، التي تمّ اكتشافها للمرّة الأولى في المملكة المتحدة، إلى “بيتا” في جنوب إفريقيا، و”غاما” في البرازيل، و”دلتا” في الهند.
أمّا في تموز فقد انشغل العالم بمتحوِّل جديد أُطلق عليه اسم “لامبدا”، بعدما تمّ الإبلاغ في البيرو عن أوّل إصابة به. واليوم ينشغل العالم بمتحوّل جديد اسمه “مو”، جرى اكتشافه للمرّة الأولى في كولومبيا في كانون الثاني الماضي، بحسب صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية التي أشارت إلى أنّه تمّ الإبلاغ عن إصابات به في الأشهر اللاحقة في دول أخرى ضمن أميركا الجنوبية وفي أوروبا.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أنّ انتشار المتحوّل، المعروف علميّاً باسم B.1.621، في كولومبيا والإكوادور، قد سجّل زيادةً بلغت 39% في الدولة الأولى و13% في الثانية، على الرغم من أنّ انتشار المتحوّل في العالم انخفض إلى أقلّ من 0.1 % بين الحالات المتسلسلة.
وشدّدت المنظمة على أهميّة متابعة المتحوِّل ومراقبته، ولا سيّما أنّه يحمل طفرات تشير إلى “الهروب المناعي”، أي خطر مقاومة المتغيِّر للّقاحات، الذي يُحتّم ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لفهم خصائصه بشكل أفضل.
في هذا الإطار، كشفت المسؤولة في المعهد الوطني للصحة مارسيلا ميركادو أنّ “متحوّل “مو” هو السائد في كولومبيا، وهو المتسبّب بالموجة الثالثة من الإصابات في هذا البلد من نيسان إلى حزيران 2021″، لافتةً إلى أنّ 60% من الوفيات التي رُصِدت كانت بسبب هذا المتحوّل، وقد وصلت إلى 700 حالة وفاة في اليوم، فيما يواجه القطاع الاستشفائي خطر الانهيار.
تجدر الإشارة إلى أنّ منظمة الصحة العالمية تنظر بعين القلق إلى أربعة متغيّرات، من بينها متحوّل “ألفا” المنتشر في 193 دولة ، و”دلتا” الموجود في 170 دولة.