بعد حوالي أسبوع على لقاء مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز سرّاً أحد مؤسّسي “حركة طالبان” في أفغانستان عبد الغني برادر، في كابول، جرى الكشف عن تواصل استخباري آخر بهذا المستوى مع الحركة، لكنّ طرفه الأمنيّ ليس أميركياً، بل بريطاني.
وفي التفاصيل أنّ مسؤولين في الاستخبارات البريطانية أجروا محادثات سريّة مع “طالبان” في كابول بهدف الحصول على ضمانات بعدم استغلال الأراضي الأفغانيّة لشنّ هجمات إرهابية على الدول الغربية، بحسب ما وردَ في تقرير حصري نشرته صحيفة “ديلي تلغراف”.
وأشار التقرير إلى أنّ المحادثات الاستخبارية البريطانية قد عُقدت مع “طالبان” خلال الأسبوعين الماضيين، أي في أعقاب تسلّم الحركة زمام السلطة، مضيفاً أنّه في خضمّ الخشية على أمن المملكة المتحدة، قدِم رئيس جهاز الاستخبارات البريطانية “إم آي 6″، ريتشارد مور، إلى المنطقة في نهاية الأسبوع الماضي، لإجراء محادثات منفصلة وعاجلة مع قائد الجيش في باكستان الجنرال قمر جاويد باجوا.
وأفادت مصادر مطّلعة أنّ ضبّاطاً من جهاز الاستخبارات البريطانية التقوا ممثّلين عن “طالبان” في كابول، وفي العاصمة القطرية أيضاً، حيث كانت تتمركز قيادة الحركة. وأضافت المصادر أنّ اللقاءات في أفغانستان عُقِدت بين ضباط الاستخبارات الملحقين بالسفارة البريطانية في كابول وممثّلي “طالبان”، لكنّ مور لم يذهب إلى العاصمة الأفغانية كما فعل مدير الـCIA، الذي التقى المُلّا برادر بعد عودته من الدوحة، حيث كان يرأس المكتب السياسي لـ”طالبان”.
في السياق نفسه، زار رئيس لجنة الاستخبارات البريطانية المشتركة سيمون غاس العاصمة القطرية قبل أيام لإجراء محادثات مع ممثّلي “طالبان”. وقد تمّ تعيين غاس ممثّلاً لرئيس الوزراء بوريس جونسون خلال المرحلة الانتقالية بأفغانستان، وكُلِّف إطلاع رئيس الوزراء البريطاني على الشؤون الأمنية.
ووفقاً للمصادر، فإنّ ممثّلي بريطانيا حاولوا، خلال المحادثات التي أُجريت، أن يُقنعوا قيادة “طالبان” بأنّ أيّ مساعدة خارجية مستقبلية ستكون مشروطة بقطع الحركة لعلاقاتها مع المنظمات الإرهابية.
من جهته، شدّد رئيس جهاز الاستخبارات البريطانية “إم آي 6″، جون سويرز، على أنّ المحادثات الحالية بين المسؤولين البريطانيين وممثّلي الحركة في الدوحة يجب أن تصبو إلى معالجة الإرهاب في أفغانستان.