نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية مقالاً للكاتبة إليسا روبين، عادت فيه بالذاكرة إلى عام 2001 والأحداث التي أعقبت هجمات الحادي عشر من أيلول والغزو الأميركي لأفغانستان. ولفتت إلى أنّ “حركة طالبان” تتحكّم الآن بجميع الأوراق بعد مرور 20 عاماً على الحرب.
ومع بروز مشهد مقاتلي “حركة طالبان” يحملون الأسلحة في المناطق الأفغانية، سألت الكاتبة إن كان يجب أن تقع الحرب قبل عقدين من الزمن. وذكّرت بأنّ بارنيت روبين، الذي عمل مع الفريق السياسي للأمم المتحدة في أفغانستان، قال حينذاك: “إنّ طالبان قد هُزِمت، ولم يطلب مقاتلوها سوى العفو”. وقال وزير الدفاع دونالد رامسفيلد في مؤتمر صحافي عقده في ذلك الوقت: “إنّ الولايات المتحدة لا تميل إلى التفاوض”، مضيفاً أن “لا مصلحة لواشنطن في ترك الملّا عمر يعيش في أيّ منطقة أفغانية، فالولايات المتحدة تريد القبض عليه أو قتله”.
وأضافت الكاتبة أنّه بعدما توصّلت واشنطن إلى اتفاق يقضي بإنهاء الحرب الأفغانية الآن، تبدّل ميزان القوى لمصلحة “طالبان”، على عكس ما كان عليه الوضع في بداية الحرب، التي قُتل فيها 2500 أميركي وحوالى ألف جندي من قوات التحالف من البريطانيين والكنديين وغيرهم، على الأراضي الأفغانية. في هذا الإطار، أظهرت تقديرات معهد واتسون بجامعة براون أنّ 240 ألف أفغاني قُتلوا، بينهم الكثير من المدنيين، خلال الحرب التي أنفق دافعو الضرائب الأميركيون عليها حوالى تريليوني دولار.
وعلى الرغم من ضبابية المشهد، من حيث إمكان التوصّل إلى اتفاق مع “طالبان” في عام 2001 أو لا، أو إمكان إيفاء الحركة بالتزاماتها حينها، يرى دبلوماسيون سابقون أنّ سدّ الباب أكثر من مرّة أمام المفاوضات ربّما كان تضييع فرصة كادت تجنِّب واشنطن حرباً طويلة ومكلفة.
من جانبهم، يشعر دبلوماسيون آخرون عملوا لسنوات في دعم الجهود والمهامّ التي تقوم بها الولايات المتحدة والحلفاء، بأنّ الاتفاق، الذي وقّعه الرئيس السابق دونالد ترامب في شباط 2020، ويقضي بانسحاب القوات الأميركية، ونفّذه الرئيس الحالي جو بايدن، هو بمنزلة خيانة. وينظرون إلى تسلّم “طالبان” زمام السلطة مجدّداً، فيرون أنّ واشنطن أضاعت فرصة خلال السنوات الماضية، وكان بالإمكان إيقاف الحرب منذ بدايتها أو تقصير مدّتها وإنقاذ حياة الكثير من الناس.
ويوافق كارتر مالكاسيان، الذي عمل مستشاراً لرئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، على ما ذهب إليه الدبلوماسيون، قائلاً إنّ “أبرز خطأ ارتكبته واشنطن كان رفض التفاوض مع طالبان”. وأضاف أنّ الولايات المتحدة كان لديها في عام 2001 ثقة كبيرة بأنّ الحركة قد ذهبت من غير رجعة.
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا