عروس البحر: السعوديّة “إيمان قوتة” تهرب من الدراسات إلى الرواية

مدة القراءة 3 د

… تطلّ الكاتبة السعودية الأميركية إيمان محمد قوتة من خارج عباءة الدراسات والأبحاث، التي عُرفت بها في الولايات المتحدة الأميركية، وتحديداً في العاصمة واشنطن حيث تعمل في أحد مراكز الأبحاث، فتلجأ إلى الرواية لتعبّر عن مكنوناتها حيث للمتخيَّل مساحة كبيرة غير موجودة في الأبحاث التي تتطلّب الدقّة.

“Bride of the Sea” أو “عروس البحر”، وفقاً للترجمة العربية الصادرة عن الدار العربية للعلوم، رواية شرقية بمنظور غربي تتناول الزواج والطلاق والتداعيات المتأتّية عنه، من دون أن تغفل قضايا كثيرة لها علاقة بالدين والموروث المجتمعي، الذي تستعرضه من دون أن تنتقده وكأنّها تعمد إلى تسليط الضوء عليه ليكون للقارئ رأي وتحليل. وهو ما يظهر جليّاً عندما تبدأ الرواية ببضع آيات من “سورة يوسف” من القرآن الكريم، وهي الآيات من 3 حتى 8. ثمّ تبدأ الفصل الأوّل من الرواية تحت عنوان “البسملة”، حيث إنّ الشخصية الأبرز في الحكايا، وهي “هانا”، لم يبقَ في ذاكرتها إلا عبارة “بسم الله الرحمن الرحيم”، التي سمعتها قبل أن يشرع الرجال في حفر قبر والدتها.

عروس البحر رواية شرقية بمنظور غربي تتناول الزواج والطلاق والتداعيات المتأتّية عنه، من دون أن تغفل قضايا كثيرة لها علاقة بالدين والموروث المجتمعي

.. في مرتفعات كليفلاند (الولايات المتحدة الأميركية)، وخلال شباط المثلج تبدأ الرواية. منير وسعدية هما طالبان عربيّان متزوّجان وينتظران مولودهما الأول، وفي الوقت نفسه ينتظران يومهما الأخير معاً. طلاق مبكر يشرذم عائلة بالكاد بدأت مسيرتها. يتابع الأب حياته منتظراً انتهاء فترة حضانة الأمّ للطفلة. في تلك الأثناء تنهش الهواجس الأمّ، فتختفي مع الطفلة، وينفطر قلب الأب ويمضي سنوات في البحث عن فلذة كبده، وينفق الغالي والنفيس في سبيل ذلك. أمّا الأمّ فتبذل قصارى جهدها لتتوارى وابنتها عن عيون الباحثين عنهما.

لكلّ شيء نهاية. يجد منير ابنته، ولكنّها لم تعد تلك الفتاة الصغيرة. فسنوات البعد، والاختلاف الثقافي بينهما، تجعل أحدهما بعيداً عن الآخر على الرغم من قربهما من الناحية المكانية.

إقرأ أيضاً: قراءة نقدية في فيلم “أوسلو”

طلاق الزوجين لا يترك أثره على حياتيْهما وحياة ابنتهما، بل على عائلتيْهما وأصدقائهما الذين يجدون أنفسهم أمام خيار صعب. فالوقوف إلى جانب أحد الطرفين يعني قطع العلاقة مع الطرف الآخر.

إنّها رواية عن قرارات تقود المرء إلى درب لا رجعة فيه.

 

*إيمان محمد قوتة: ابنة رجل سعودي وامرأة أميركية تكتب لمركز أبحاث في واشنطن العاصمة. نشأت في كلا البلدين، وتتحدّث اللغة العربية بطلاقة. تكتب في “واشنطن بوست”، و”يو إس تودي”، و”ذا توست”. تعيش مع عائلتها بالقرب من واشنطن العاصمة.

مواضيع ذات صلة

مهرجان BAFF يضيء على “روح” لبنان… في لحظة موت

يقدّم مهرجان BAFF هذا العام، الذي انطلق اليوم الإثنين، عدداً من الأفلام التي تحيّي “طرابلس عاصمة الثقافة العربية” و”أسرار مملكة بيبلوس” و”المكتبة الشرقية إن حكت”…

بيروت تتنفّس الصّعداء: سينما… وبوح النّازحين

بدأت الحياة الثقافية تتنفّس الصعداء في لبنان وإن بخجل، بعد شلل قسري تامّ منذ أواخر أيلول الماضي وتوسّع الحرب الإسرائيلية على لبنان وتخطّيها الحدود إلى…

فيلم “أرزة”: بارقة أمل لبنانيّة… من مصر إلى الأوسكار

أينما يحلّ فيلم “أرزة” اللبناني (إخراج ميرا شعيب وتأليف فيصل سام شعيب ولؤي خريش وإنتاج علي العربي) يمنح المشاهد، وخصوصاً اللبنانيين، الكثير من الأمل. فعدا…

90 عاماً من فيروز: صوت تاريخنا… ولحن الجغرافيا

اليوم نكمل تسعين سنةً من العمر، من الإبداع، من الوطن، من الوجود، من فيروز. اليوم نحتفل بفيروز، بأنفسنا، بلبنان، وبالأغنية. اليوم يكمل لبنان تسعين سنةً…