الخارجيّة الأميركية لـ”أساس”: ندعو إلى انتخابات حرّة في سوريا

مدة القراءة 5 د

شاهد العالم كلّه فيديوات مسرّبة من مراكز التصويت في الانتخابات الرئاسية في سوريا، وكيف تتم عمليات التزوير علناً. ورغم أنّ هذه الفيديوات لم تكن ضرورية، إلا أنّها وثّقت خرافة رقم الـ95.1 % الذي ادّعى الرئيس بشار الأسد أنّه حصد به تأييد كلّ السوريين. وقد اقتصرت بيانات الدول العربية على الإدانة.

“أساس” تواصل مع النّاطقة باسم وزارة الخارجية الأميركيّة جيرالدين غريفيث، التي اعتبرت أنّ هذه الانتخابات “لم تكن حرّة ولا نزيهة ولا ذات صدقيّة، كما هو موضّح في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254”.

ودعت غريفيث إلى “اتخاذ خطوات لإجراء انتخابات حرّة ونزيهة وفقاً لدستورٍ جديد، تحت إشراف الأمم المتحدة، للإتاحة لجميع السوريّين المشاركة فيها، خصوصاً النّازحين في الدّاخل واللاجئين خارج سوريا والمغتربين”.

جيرالدين تعتقد أنّ “الاستقرار في سوريا، والمنطقة بشكل عام، يمكن أن يتحقّق بشكل أفضل من خلال عملية سياسيّة تؤدي إلى نتائج سلميّة في سوريا. وأعلنت التزام بلادها “العمل مع الحلفاء والشركاء والأمم المتحدة لضمان أن يكون حلّ سياسيّ”.

وذكّرت أنّ بلادها شجبت مع دولٍ أخرى في المجتمع الدولي هذه الانتخابات “الصّوريّة” في سوريا، ورفضت سعي نظام الأسد من خلالها إلى المطالبة بالشرعية من دون تقديم الحماية للشّعب السّوريّ، ومن دون احترام التزاماته بموجب القانون الدولي.

وختمت غريفيث حديثها مع “أساس” بالقول: “سنواصل محاولة دفع العملية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254″.

“أساس” تواصل مع النّاطقة باسم وزارة الخارجية الأميركيّة جيرالدين غريفيث، التي اعتبرت أنّ هذه الانتخابات “لم تكن حرّة ولا نزيهة ولا ذات صدقيّة، كما هو موضّح في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254”

الطريف أنّ النّظام السّوري أعلن أنّ 14.1 مليون شخصٍ، أي ضعفَ العدد المُقيم في مناطق سيطرته، شاركوا في هذه المهزلة الانتخابية. وأنّ رئيس النّظام بشّار الأسد حصل على 95.1% من مجموع الأصوات ليبدأ ولاية الجديدة لـ7 سنوات.

لم يكن مفاجئاً انتشار صورة مُنافس الأسد المُفترض عبد الله سلوم عبد الله، وهو يحمل صورة الأسد والعلم السّوري مُحتفلاً من شرفة منزله بخسارته المحتومة في السّباق الرّئاسي، من دون أن يعلم من أين حصل على 214 ألف صوتٍ.

تأتي الانتخابات السّوريّة هذه السّنة مع واقعٍ عالميّ مُختَلِف، وتوتّر مُتصاعد مع روسيا الوصيّة على النّظام. يتوجّه الرّئيس الرّوسي فلاديمير بوتين إلى العاصمة السّويسريّة جنيف، بعد أسابيع، للقاء نظيره الأميركي جو بايدن، حاملاً ورقة الـ95.1% في جيب معطفه ليقول للأميركيين: “الانتخابات حصلت تحت رقابتنا، تعالوا نبحث ما بعدها”.

وفي سياق موازٍ، كان المسؤولون في واشنطن يستبقون الرّوس بإدانة الانتخابات السّوريّة قبل حصولها، وأثناء إجرائها، وبعد صدور “نتائجها”. وقد حَشَدت واشنطن ما استطاعت من حلفائها الأوروبيين الفاعلين في مجلس الأمن الدّولي لإدانة انتخابات الأسد، إذ صَدَرَ بيانٌ مُشترك لوزراء خارجيّة أميركا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا اعتبَر الانتخابات غير نزيهة. واستنكر البيان المُشتَرك قرار نظام بشار الأسد إجراء انتخابات خارج الإطار المحدّد في القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، و”نؤيّد جميع السوريين الذين وصفوا العملية الانتخابية بأنّها غير شرعية، وأدانوها، ومنهم منظمات المجتمع المدني والمعارضة السورية”.

تأتي الانتخابات السّوريّة هذه السّنة مع واقعٍ عالميّ مُختَلِف، وتوتّر مُتصاعد مع روسيا الوصيّة على النّظام. يتوجّه الرّئيس الرّوسي فلاديمير بوتين إلى العاصمة السّويسريّة جنيف، بعد أسابيع، للقاء نظيره الأميركي جو بايدن، حاملاً ورقة الـ95.1% في جيب معطفه

بعيداً عن الإدانات، كان بشار الأسد يتلقّى برقيات تهنئة غير مفاجئة من زعماء كلّ من روسيا وإيران وبيلاروسيا والصين وفنزويلا ولبنان، الذين جدّدوا دعمهم لنظامه. أمّا الدّول العربيّة، فلم تشهد مواقف إدانة أو برقيّات تهنئة تُذكَر، سوى موقف من وزير الخارجيّة القطري محمّد بن عبد الرّحمن آل ثاني، الذي أكّد، في مقابلة على تلفزيون “العربي”، أنّه “لا يوجد لدينا أيّ دافع لعودة العلاقات في الوقت الحالي مع النّظام السّوري.. النّظام يرتكب جرائم بحقّ شعبه”.

إقرأ أيضاً: فيينّا – بغداد – دمشق: لبنان “تحت” الطّاولات.. لا فوقها (1)

من مروحة المواقف الدّوليّة نعود إلى دِمَشق، حيث كانت مستشارة الأسد بثينة شعبان تُصرّح لوكالة “سبوتنيك” بأنّ عدّة دول عربيّة قد تعيد النّظر في موقفها تجاه العلاقات مع سوريا بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية. وكان الشّهر الماضي قد شهِدَ تطوّراً لافتاً تناقلته معلومات تحدّثت عن زيارة وفدٍ من المملكة العربيّة السّعوديّة العاصمة السّوريّة، ولقاءٍ مُطوّل مع نائب الرّئيس السّوري للشّؤون الأمنيّة اللواء علي المملوك، بحثَ عودة العلاقات الدّبلوماسيّة بين الرّياض ودمشق.

تشير الوقائع على الأرض إلى خلافٍ عربيّ مع الإدارة الأميركيّة الدّيموقراطيّة بشأن الموقف في سوريا. إذ تعتبر دولٌ عربيّة، في مُقدّمها جمهورية مصر ودولة الإمارات، أنّ عودة سوريا إلى الحضن العربي ستحدّ من النّفوذين الإيراني والتركي في البلاد، وهذا لم يعُد خفيّاً على أحد.

فيما يترقّب العالم مرحلة ما بعد الانتخابات السّوريّة، بغضّ النّظر عن نتائجها غير المُفاجئة. فهل تكون مُقدّمةً لتطوير علاقات سوريا بمحيطها العربيّ؟ أم لا يزال من المُبكِر الحديث عن الأمر؟

الأسابيع القليلة المقبلة كفيلة بالإجابة…

مواضيع ذات صلة

ساعات حاسمة… ومصير السّلاح مجهول

في الأيام الماضية ضغط جيش العدوّ الإسرائيلي بجولات من قصف صاروخي عنيف ومكثّف لا مثيل له منذ بدء العدوان الجوّي في 23 أيلول الماضي، وتوّج…

كيف يستعدّ الحزب لليوم التّالي؟

بدأ الحزب إعادة ترتيب أولويّاته تحضيراً لليوم التالي في الحرب بعيداً عن التفاصيل الميدانية الحربية والمفاوضات السياسية الحاصلة لإصدار قرار وقف إطلاق النار.   أشارت…

خشية غربيّة من جولة تصعيد جديدة

إذا لم تُثبت التطوّرات عكس ذلك، فإنّ الأوساط الدبلوماسية الغربية لا ترى في مسوّدة الاتّفاق الذي صاغة الموفد الأميركي آموس هوكستين وقدّمته السفيرة الأميركية لدى…

قيس عبيد: شبحُ مغنيّة الذي حملَ الجنسيّة الإسرائيليّة

منذ أن افتتحَت إسرائيل سلسلة اغتيالات القيادات العسكريّة للحزبِ في شهرَيْ حزيْران وتمّوز الماضيَيْن باغتيال قائد “قوّة الرّضوان” في جنوب لبنان وسام الطّويل وبعده قائد…