زاده لـ”أساس”: باستبعاد لاريجاني… إيران إلى الوراثة “الخامنئية”؟

مدة القراءة 3 د

أكّد الباحث الإيراني الدكتور علي رضا نوري زاده، رئيس “مركز الدراسات العربية والإيرانية” في لندن، أنّ استبعاد علي لاريجاني عن السباق الرئاسي في إيران جاء في سبيل تأمين وصول مجتبى خامنئي إلى منصب المرشد خلفاً لوالده علي خامنئي.

وأضاف الدكتور زاده في حديث خاص لـ”أساس” أنّ “النظام الإيراني يتحوّل في هذه المرحلة من نظام ولاية الفقيه إلى النظام السلطانيّ أو الملكيّ. فالخامنئي يريد، عبر استبعاد لاريجاني، أن يمهّد الطريق لابنه نحو منصب ولاية الفقيه، وهذا لا يمكن أن يحدث في حال وصول لاريجاني إلى رئاسة الجمهورية. إذ ينتسب لاريجاني إلى أسرة كبيرة، وشقيقه هو صادق لاريجاني الذي كان على رأس السلطة القضائية، وهو ابن أعلى الشخصيات الفكرية”.

وتابع زاده: “ترشّح لاريجاني كان تعويضاً وبدلاً عن ضائع، مع غياب شخصية معتدلة في السباق الرئاسي. ولاريجاني بلباس الشخص المعتدل مقبول من العديد من الأفرقاء، حتى إنّ ابنة الرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني، التي أعلنت أنّها لن تشارك في الانتخابات، أكّدت دعمها للاريجاني، وكذلك كان موقف العديد من الشخصيات المعتدلة. إلا أنّ الخامنئي قد أغلق الباب أمام أيّ فرصة للإصلاح في نظامه، مقرِّراً أن يأتي بإبراهيم رئيسي إلى منصب الرئاسة ليحقّق مخطّطه في القبض على منصب ولاية الفقيه. مع العلم أنّ رئيسي متّهم بإعدام 5 آلاف من خيرة الشباب الإيراني”.

النظام الإيراني يتحوّل في هذه المرحلة من نظام ولاية الفقيه إلى النظام السلطانيّ أو الملكيّ. فخامنئي يريد، عبر استبعاد لاريجاني، أن يمهّد الطريق لابنه نحو منصب ولاية الفقيه

وأردف قائلاً إنّ “استبعاد لاريجاني كان مفاجأة بالنسبة إلى النخبة الإيرانية، وتحديداً النخبة القريبة من النظام. وقد تواصلتُ مع العديد منهم بالأمس، فأبدوا استغرابهم لقرار كهذا. فلا يمكن لعاقل أن يفكّر بانتخاب رئيسي لرئاسة الجمهورية، فيما اسمه مدرج في العديد من القوائم السوداء، وفي المحكمة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يقبل شخصاً مصنّفاً دولياً بأنّه قاتل. لذلك فالدفع برئيسي هو قرار من الخامنئي بإغلاق الباب نهائياً للمصالحة مع الولايات المتحدة الأميركية في لحظة دولية دقيقة جدّاً. وهذا الأمر عملية انتحار”.

إقرأ أيضاً: الانتخابات الإيرانية: جنرال الرئاسة

وختم زاده: “لم يكن علي لاريجاني، كما يعرف الجميع، من خارج النظام أو المنظومة الحاكمة، ولم يكن بعيداً عن الحرس الثوري أو من خارج الإطار التقليدي. يبدو النظام باستبعاده كأنّه يطلق النار على رجليْه. لقد أُغلقت آخر نافذة تحمل بعض الأمل للشعب الإيراني والمجتمع الدولي. وما يحصل يشابه ما حصل مع كلّ الديكتاتوريات في آخر أيّامها، مثل صدّام حسين في العراق، ومعمّر القذّافي في ليبيا. لقد بدأ يحفر خامنئي تاريخ الانهيار لهذا النظام”.

 

مواضيع ذات صلة

عامٌ على “البيجر”: كيف نجا سليم عيّاش؟

ماذا في التحقيقات التي يقوم بها “الحزب” في شأن تفجير أجهزة البيجر”؟ كيف نجا عددٌ من قياديّيه من الاغتيال في الحربِ الأخيرة؟ تفاصيلٌ تُكشفُ للمرّة…

وزير الإعلام في دائرة الاتّهام!

أثار اقتراح قانون الإعلام الموجود على طاولة لجنة الإدارة والعدل جدلاً واسعاً بين الإعلاميّين بسبب الملاحظات التي وضعها وزير الإعلام بول مرقص على الاقتراح، والتي…

يزيدنا غير يزيدكم

يزيدنا غير يزيدكم. يزيدكم تحدّد مواصفاته وفقاً لمراجعكم بالحقد والقتل والدماء. أمّا يزيدنا فيستند إلى سرديّة نعيشها اليوم، سرديّة حزم وعزم وإعادة بناء. يزيدنا ينادي…

هل أطلق عون النّداء الأخير؟

من أمر اليوم وهو قائد للجيش في 1 آب  2024 إلى النداء الأخير وهو رئيس للجمهورية في 31 تمّوز 2025، هو ما أراده بالأمس الرئيس…