بعد الحملة التي طالت رئيس اللجنة الوطنية لإدارة اللقاحات الدكتور عبد الرحمن البزري منذ فترة، ها هو الدكتور فراس الأبيض رئيس مجلس إدارة مستشفى رفيق الحريري الجامعي في دائرة الاستهداف. وتُوّج ذلك بتحقيق نُشر صباح أمس الأول في إحدى الصحف يستند على تصريحات منسوبة لطلابٍ متدربين في مستشفى رفيق الحريري الجامعي من دون كشف هوياتهم يتهمون فيه الدكتور أبيض بسوء المعاملة وتسليم شؤون أقسام المستشفى لطلاب متدربين وليس لأطباء مجازين.
الدكتور الأبيض، الذي كان فارس المواجهة مع وباء كورونا، ووصلت شهرته إلى خارج لبنان، وجد نفسه بين ليلة وضحاها في دائرة الاستهداف من بوّابة الطاقم الطبّي العامل داخل مستشفى الحريري الجامعي. وهو الطاقم الذي لطالما كان المادّة الأساسية في تغريدات الدكتور الأبيض إشادةً وتقديراً ووفاء.
طُرِحت أسئلة كثيرة عن استهداف الأبيض وسرّ الحملة التي تُشنّ عليه:
الدكتور الأبيض، الذي كان فارس المواجهة مع وباء كورونا، ووصلت شهرته إلى خارج لبنان، وجد نفسه بين ليلة وضحاها في دائرة الاستهداف من بوّابة الطاقم الطبّي العامل داخل مستشفى الحريري الجامعي
1- هل خلف الحملة أسباب سياسية، بخاصة أنّ الأبيض شكّل علامة فارقة في مواجهة كورونا، وفضح تكاسل الآخرين المحسوبين على أطراف سياسية رئيسة في البلد؟
2- هل لترشيح الأبيض لحقيبة الصحّة في الحكومة المقبلة علاقة بالحملة التي تُشنّ عليه؟
3- ما حقيقة الأوضاع داخل مستشفى الحريري؟
التزم الدكتور فراس الأبيض الصمت تجاه الحملة، مكتفياً بعبارة نُقلت عنه تقول “الشمس طالعة والناس قاشعة”. فيما أوضح مصدر مطّلع في إدارة مستشفى الحريري الجامعي لـ”أساس”، طلب عدم نشر اسمه، حقيقة هذه التهم والشائعات: “الناس اليوم ترى بعينها ماذا نقدّم من خدمات، وكيفية تعاطينا مع المرضى، في ظل كلّ هذه الأزمات التي يمرّ بها البلد، والتي تؤثّر على القطاع الصحي بشكل كبير، ولا داعي للتبرير والتوضيح. المستشفى في آخر 5 سنوات أثبت مهنيّة عالية ومسؤولية كبيرة، بخاصة في أزمة كورونا”.
أمّا في ما يتعلّق بالاتّهامات باستمرار نهج الفوضى والاستنسابية المتحكّم بالإدارة، والذي أدّى إلى تراكم الديون على المستشفى وتجاوزها حاجز 100 مليار ليرة، على الرغم من الهبات والمُساعدات التي أُغدقت عليه في مرحلة تفشّي كورونا، أوضح المصدر لـ”أساس” أنّ “كلّ ما كُتب عن هذه الأزمة والعجز المالي هو كلام قديم يعود إلى عهد الإدارات السابقة، وليس عهد الإدارة الحالية، إذ يسود اليوم الانتظام في الإدارة والأمور تسير سيراً حسناً”.
بالنسبة إلى الطاقم الطبّي وأوضاعه في المستشفى، فإنّه مثل بقية الطواقم الطبية، سواء المقيمة أو غير المقيمة، والإدارية. من المؤكّد أنّ التعب نال من الجميع، لكنّ الكلّ أعطى من وقته وجهده لمواجهة أزمة كورونا. إضافة إلى ذلك: “فإنّ كلّ من عمل في القسم المخصّص لكورونا، وتحديداً الأطباء المقيمين، كانوا يحصلون على مكافأة وراتب شهر ونصف الشهر”، يقول المصدر.
ويضيف: “لا ننكر أهميّة المساعدات التي وصلتنا، إذ ساهمت في استمراريتنا. ولم يمرّ شهر منذ بداية الجائحة حتى اليوم إلا ونحن نحصل على المستلزمات الطبيّة عبر هذه المساعدات، وكذلك الرواتب والمكافآت التي كانت تُدفع منها في بعض الأحيان. باختصار هي الداعم لنا لمواصلة المسيرة والاستمرار في تقديم الخدمات في هذه المرحلة الصعبة.
إقرأ أيضاً: تفاصيل مؤامرة “العهد” والحزب السياسية على “لجنة اللقاح”
بالعودة إلى مقولة إنّ “الشمس طالعة والناس قاشعة”، قالت سمية شمعة، وهي مواطنة التقاها “أساس” بعد تلقّيها لقاح فايزر في مستشفى الحريري: “عندما جاء دوري لتلقّي لقاح فايزر، نصحتني شقيقتي أن أتلقّاه في مستشفى الحريري الحكومي بعدما تلقّته هي في مستشفى كبير ومشهور في بيروت. وبالفعل أتيت إلى هنا. كلّ شيء منظّم إلى أبعد الحدود. لم أصدّق أنّني في مؤسسة حكومية. ولكن ما حصل معي هو عكس ما حصل مع شقيقتي في المستشفى الخاص، حيث كانت تعمّ الفوضى والمعاملة السيئة. لذا أشكر كل العاملين في مستشفى الحريري الجامعي حيث لم أنتظر كثيراً، وبعدما تلقّيت اللقاح انتظرت نصف ساعة من أجل متابعة وضعي الصحّي. والحمد لله أنا بخير”.