في اجتماع بعبدا بين رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، كان الجوّ مشحوناً بتحذيرات فرنسية عبّر عنها لودريان، فأجابه عون بأنّ “لدى فرنسا مصالح في لبنان ولا فائدة لها من إلحاق الضرر بها”. ولعل أبرز هذه المصالح تتمثّل في شركة “توتال” الفرنسية التي تعمل في مجاليْ استيراد البنزين والتنقيب عن النفط والغاز.
بعد انتهاء الاجتماع بين الرجلين على نحو سلبي، ومغادرة الوزير الفرنسي لبنان، لوحظ توقّف مفاجئ لشركة “توتال” عن توزيع مادة البنزين. وهي لا تزال تقفل أبوابها أمام السيارات منذ يوم الخميس.
إقرأ أيضاً: لودريان ينعى المبادرة الفرنسيّة: ستدفعون الثمن
جاء الردّ من فريق عون، فأوعز النائب جبران باسيل إلى شركة “كورال” المعتمدة لديه، ألا تتوقّف عن توزيع البنزين، وأن تستمرّ في فتح أبوابها أمام المواطنين. وطلب أيضاً من جهاز أمن الدولة المحسوب على رئاسة الجمهورية، أن يقوم بمداهمات لفروع “توتال” وكلّ المحطات المقفلة لتسطير محاضر ضبط بتلك التي تملك البنزين وتمتنع عن بيعه.
ليس مشهد طوابير السيارات سوى إحدى نتائج فشل المبادرة الفرنسية وسوء العلاقة بين باريس وفريق العهد تحديداً.