رأى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أنّه “يجوز للمسلم أن يتصدّق على غير المسلم، وعلى المسيحي الفقير خاصة، ويجوز له إخراج زكاة الفطر إلى مسيحي أو يهودي، ويجوز أن يوصي المسلم في ماله بعد وفاته لمسيحي”، معتبراً أنّ ذلك من وجوه البرّ والتعاون بين المسلمين وأهل الكتاب.
فهل هذا الرأي يتوافق مع الاجتهاد الفقهي العام؟
بحسب منطوق الآية 60 من سورة التوبة: }إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ? فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ? وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{، وهي الفئات الثمانية التي تستحقّ مال الزكاة، ولا فرق بين زكاة الأموال التي تُخرج كلّ عام، وزكاة الفطر التي تُخرج قبل صلاة العيد. فزكاة الفطر كما زكاة المال، تُدفع إلى الفئات الثمانية المذكورة في الآية، ويمكن أن تُخصّص للفقراء والمساكين فقط وفق أحد الآراء. والفئات الثمانية هي على التوالي:
بحسب منطوق الآية 60 من سورة التوبة: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ? فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ? وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
– الفقراء، وهم الذين لا يجدون مالاً ولا يقدرون على الكسب.
– والمساكين، وهم الذين يكسبون أقلّ من حاجتهم، (والآراء مختلفة في تعريف الفقير والمسكين، لكن المؤدّى واحد في نهاية التحليل).
– والعاملون عليها، أي الذين يجمعون الزكاة ممّن يجب عليهم ويوزّعونها على المستحقّين.
– والمؤلّفة قلوبهم، وهم الذين تُدفع لهم الزكاة لا لحاجتهم إلى المال بل من أجل تقريبهم إلى الإسلام، وهم قد يكونون غير مسلمين أو مسلمين حديثاً.
– والأرقّاء، من أجل تحريرهم من العبوديّة.
– والغارمون، وهم الذين يعجزون عن سداد ديونهم.
– وفي سبيل الله، وهي الفئة السابعة، أي في المجهود الحربي، أو الدعوي.
– وأخيراً: ابن السبيل، وهو المسافر الذي انقطعت به السبيل ولم يبقَ معه من المال كي يعود إلى بلده.
من جهته، اعتبر الشيخ المفتي خليل الميس في حديث لـ”أساس” أنّ ما قاله شيخ الأزهر، بشأن إعطاء الزكاة لغير المسلم، هو رأي خاصّ به، “لكن لا نأخذ به. ولا أوافق على الكلام الصادر عنه. أمّا غير زكاة الفطر، فممكن ذلك، أي إعطاء غير المسلم من الصدقات والتبرّعات”.
إقرأ أيضاً: مفتي الجمهوريّة إن حكى…
أمّا المفتي خالد الصلح فقال لـ”أساس” إنّ “شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب يتكلّم من الناحية الوطنية. ونحن من الناحية الوطنية ليس لدينا أيّ مشكلة لأنّ تجربتنا في صندوق الزكاة تشير إلى شيء من هذا، إذ يأتي المسلم وغير المسلم لحضور إفطار الصندوق، ويتبرّع، وننفق منه على كلّ محتاج”. ويستشهد الصلح بسيّدنا عمر، رضي الله عنه، حين أعطى اليهودي من بيت المال، عندما وجده عاجزاً. ويضيف: “فصدقة الفطر تُعطى للفقير ضمن أصناف معيّنة بالمبدأ. وواجبنا الوطني يُملي علينا أن ننفق حتّى على غير المسلم الذي هو بحاجة، فالمفروض بنا أن نمدّ له يد العون من الصدقات والتبرّعات وما شابه ذلك. أما بالنسبة إلى صدقة الفطر، فهي لها مصارف تُصرف لها، ولها مستحقّوها من الفقراء والمساكين، كما ورد في القرآن الكريم، وكما جاء في الحديث النبوي: (أغنوهم عن المسألة في مثل هذا اليوم)، هذا ما تعلّمناه ونسير فيه”.