يواجه العالم بأجمعه أزمةً تتمثّل في الحصول على جرعتين من لقاح كورونا، فكيف الحال بتلقّي جرعة ثالثة؟ فقد أعلنت شركة “موديرنا” توجّهها لإعطاء جرعة ثالثة معزّزة أُدخلت عليها تعديلات لتتعامل بشكل أفضل مع كل المتحوّلات من فيروس كورونا، ولتزيد من الاستجابة المناعية لدى المتلقّين.
وكانت “فايرز” قد سبقتها إلى ذلك، الأمر الذي يطرح العديد من علامات الاستفهام، وأهمّها: هل الجرعة الثالثة أمر طبيعي أم هي نتيجة شكٍّ في قدرة اللقاحات على محاربة الطفرات الجديدة؟ وهل يتّجه لبنان الى إعطاء الجرعة الثالثة؟ وهل من خطة لضمان الحصول على الجرعة الثالثة؟
رئيس دائرة الأمراض الجرثومية في مستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور بيار أبي حنا أوضح لـ”أساس” أنّه “عالمياً لم يُتّخذ قرار رسميّ بضرورة تلقّي الجرعة الثالثة، ومن المبكر الحديث عن هذا الموضوع، فكلّ البيانات التي تصدر عن الشركات هي افتراضات قيد الدراسة. ولا يوجد في لبنان والعالم حتّى الساعة خطّة معيّنة لإعطاء الجرعة الثالثة من فايزر وموديرنا”.
هل الجرعة الثالثة أمر طبيعي أم هي نتيجة شكٍّ في قدرة اللقاحات على محاربة الطفرات الجديدة؟ وهل يتّجه لبنان الى إعطاء الجرعة الثالثة؟ وهل من خطة لضمان الحصول على الجرعة الثالثة؟
ولدى سؤاله عما إذا كانت ضرورة الجرعة الثالثة سببها الشكّ في قدرة اللقاحات، نفى ذلك: “لا شكّ في قدرة اللقاحات، لكنّ الجرعة الثالثة من أجل حماية أكبر. إذ أعلنت شركة موديرنا أنّ النتائج الأولية للدراسة التي تجريها، تشير إلى أنّ إعطاء جرعات إضافية بعد عدّة أشهر من الجرعتين الأوّليَيْن يمكن أن تعزّز مناعة الناس ضد سلالات الفيروس المعدية. وتلقّى المشاركون في الدراسة اللقاحات المعزّزة، أي الجرعة الثالثة، بعد ستة إلى ثمانية أشهر من تلقّيهم الجرعة الثانية من اللقاح الأصلي كجزء من دراسة بدأت العام الماضي”.
الرئيس التنفيذي لشركة موديرنا، ستيفان بانسيل، أكّد أنّ هذه البيانات تعزّز الثقة بأنّ استراتيجية الشركة يجب أن تكون وقائية ضد المتحوّلات المكتشفة حديثاً: “لكن لم تخضع البيانات بعد للتدقيق من قبل خبراء تابعين لجهة خارجية تُعرف باسم “مراجعة الأقران”. وستكون الجرعة المنشّطة مربحة، بشكل خاصّ، إذا ثبتت فعّاليتها حتى لدى الأشخاص الذين تلقّوا لقاحاً مختلفاً في الأصل، إذ يخطّط الباحثون لدراسة إمكان حماية شخص تلقّى الجرعتين الأوليين من لقاح جونسون أند جونسون بواسطة جرعة إضافية من لقاح مختلف. لكن من المؤكّد أنّ ظهور المتحوّلات الجديدة أمر مقلق، ويجب أن تبقى الشركات على استعداد لأنّنا لا نعلم المدّة الدقيقة للمناعة التي توفرها اللقاحات، والأرجح، كما بات معروفاً، بين 6 أشهر إلى سنة”، يقول أبي حنا.
أعلنت شركة موديرنا أنّ النتائج الأولية للدراسة التي تجريها، تشير إلى أنّ إعطاء جرعات إضافية بعد عدّة أشهر من الجرعتين الأوّليَيْن يمكن أن تعزّز مناعة الناس ضد سلالات الفيروس المعدية
ويختم: “بالنسبة إلى لقاح “أسترازينيكا” من المبكر الحديث عن الجرعة الثالثة. التركيز يجب أن يكون على تلقيح أكبر عدد من الناس لتحقيق المناعة المجتمعية. وعندما نحقّقها يمكننا الحديث وبدء إعلان إعطاء جرعة ثالثة للمحافظة على المناعة”.
بدوره، رئيس اللجنة الوطنية لإدارة ?لقاح كورونا? ?عبد الرحمن البزري لفت إلى أنّ كلام الرئيس التنفيذي لـ”موديرنا” ستيفان بانسل عن توقّع الشركة ظهور المزيد من الأنواع المتحوّلة من فيروس كورونا خلال الأشهر المقبلة، مؤكداً أنّ “هناك متغيّرات جديدة مثيرة للقلق تستمرّ في الظهور في جميع أنحاء العالم. وقد يحتاج الناس إلى جرعات إضافية لأنّنا نعتقد أنّ الفيروس لن يختفي”.
إقرأ أيضاً: الجرعة الثالثة: أزمة فيروس لن ينتهي؟
لكن لماذا أعلنت شركة “فايزر” أنّ الناس سيحتاجون إلى جرعة ثالثة من اللقاح بعد 12 شهراً من تلقّيهم الجرعة الثانية، يجيب: “هذه التصاريح تؤكّد لنا أنّ الشركات ما زالت تدرس البيانات الناتجة عن الدراسات التي تقوم بها. والجدير ذكره أنّ لقاح موديرنا يتطلّب جرعتين تفصل بينهما أربعة أسابيع. ومثل لقاحات فايزر بيونتك وجونسون آند جونسون، فإنّ جرعات موديرنا فعّالة ضد كورونا، إلا أنّ المديرين التنفيذيين والمسؤولين في الشركة يقولون إنّهم يتوقّعون أن تتضاءل الحماية القوية بمرور الوقت. وإنّ تركيبة اللقاح التي طُوِّرت، بحسب ما أعلنت شركة “موديرنا”، خصيصاً ضد النسخة الجنوب أفريقية من فيروس كورونا، كانت أكثر فعّالية من اللقاح الأصلي ضدها. لذلك نحن دائماً ننتظر ونترقّب الدراسات في الخارج”.
وختم بالقول: “إنّ العالم يتعامل بشكل ديناميكي مع ?اللقاحات?”، كاشفاً أنّه “تُجرى تجارب على أدوية لمكافحة ?فيروس كورونا?، وقد أصبحت في المرحلة الثانية”. وطمأن إلى أنّه “حتّى اليوم لُقِّح? 7 في المئة من السكّان? في ?لبنان”.